فلسطين تكرم مؤسسة الأسوار  العكية من خلال مؤسسها الاديب يعقوب حجازي وقرينته  الاستاذة حنان

حنان ويعقوب في تكريم الاسوار

 كرمت الكلية العصرية الجامعية، يوم الثلاثاء، في حفل ثقافي كبير، مؤسسة الأسوار–عكا، ممثلة بمؤسسها  الأديب الكاتب يعقوب حجازي وقرينته الأديبة حنان حجازي.

ويأتي هذا التكريم تقديرا لدور مؤسسة الأسوار في خدمة الثقافة الفلسطينية، خاصة داخل أراضي الـ 48، وتصديها للنقيض الثقافي الاحتلالي على مدار 40 عاماً، وتوليها نشر الكثير من النتاجات الأدبية لكتاب ومثقفين فلسطينيين في الداخل والضفة وقطاع غزة والشتات.

وشارك في حفل التكريم الذي أقيم في مقر الكلية العصرية الجامعية- قاعة المربية هيام ناصر الدين برام الله، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. واصل أبو يوسف، ونيافة المطران عطا الله حنا، ووكيل وزارة الاعلام د. محمود خليفة، والشاعر الفلسطيني سليمان دغش، ورئيس مجلس أمناء العصرية الجامعية المهندس سامر الشيوخي، ورئيس مجلس ادارتها ناصر الشيوخي، ولفيف من الأدباء والمثقفين والشخصيات السياسية والدينية، وأعضاء الهيئتين الاكاديمية والادارية في العصرية الجامعية، والطلبة.

وافتتح حفل التكريم الذي تولى عرافته رئيس منتدى العصرية د. حسن عبد الله، بالنشيد الوطني الفلسطيني، وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الأكرم منا جميعا شهداء فلسطين.

الشيوخي: “الأسوار” رائدة في حمايةِ الثقافة الفلسطينيةِ من الطمسِ والاستلاب

وأعرب المهندس سامر الشيوخي في كلمة بالمناسبة، عن الاعتزاز بتكريم مؤسسةً عريقة، ممثلةً بالمبادرِ المؤسسِ، الكاتبِ، والمُثقف، والناشرِ الأستاذ يعقوب حِجازي، تقديراً لمسيرةٍ ثقافيةٍ وإبداعيةٍ طويلة وغنيةٍ وحافلةٍ بالإنجازات.

وقال: “أقفُ في هذهِ اللحظاتِ على هذهِ المنصةِ سعيداً بما قدمت ونشرت مؤسسةُ الأسوارِ الثقافيةِ في عكا وسعيداً بالأخِ العزيز يعقوب حجازي والأستاذةِ حنان حجازي، فهما بحق ليسا فقط مثالاً لزوجين مُخلصين، وإنما إلى جانبِ ذلك هما ومن خلالِ الأسوار رائدانِ في حمايةِ الثقافة الوطنيةِ الفلسطينيةِ في الداخل من الطمسِ والاستلاب”.

واضاف: “إذا كانت السياسةُ قد جزأت الفلسطينيين، وإذا كانت النكبةُ قد جعلت أبناءَ شعبنا موزعين مشتتين بين الوطنِ والمنافي، وإذا كانت التقسيمات السياسية تصنفنا بين فلسطينيي الـ 48، وفلسطينيي الضفةِ وفلسطينيي القطاع وفلسطينيي الشتات، فإن ما يوحدنا رغم التشتتِ الجغرافي، هذه القضيةِ العادلة، وهذه الثقافةِ الوطنيةِ التي هي عاملُ توحيد، لأنها حافظت على قواسمنا المشتركة وحَملت الحُلمَ الفلسطينيَّ وثقفتِ الأجيالَ بمضامينهِ واستمراريتهِ كون الحُلم غيرَ قابلٍ للتجزئةِ والتشرذمِ”.

وأشار إلى أن هذا التكريم إنما هو تأكيد على الترابط والتلاحم والانتماء ووحدة الثقافة الفلسطينية، فرغم ما تعرض له شعبنا من مؤامراتٍ ما زال يكتبُ الشعرَ والقِصةَ والروايةَ والنصَ المسرحيَ ويجسدُ اللوحةَ التشكيلية ويصدحُ بالأغنيةِ الوطنيةِ وينتجُ البحوثَ والدراساتِ ويخرِجُ الكفاءاتِ في التخصصاتِ كافة، فشعبنا حيٌ متجددٌ متفاعلٌ حيويٌ يستحقُ عن جدارةٍ الحياةَ الكريمة.

وأوضح الشيوخي أن تكريم مؤسسة الأسوار إنما يؤكد أن الثقافةَ الفلسطينية لا تتجزأ وهي واحدةٌ موحدة، ولأن “الأسوار” مؤسسةٌ ثقافيةٌ عريقة شكلت رافداً غزيراً لثقافتنا الوطنية على مدى أربعينَ عاماً، وصمدت واستمرت في ظروفٍ صعبةٍ ومجافية، ونشرت وأصدرت للطاقاتِ والكفاءاتِ الإبداعيةِ الفلسطينية بروحٍ وطنيةٍ عامة دون تمييزٍ في الانتماء أو التوجهِ السياسي.

د. أبو يوسف: المؤسسات الثقافية نجوم ساطعة في سماء فلسطين

من جهته، اعتبر د. واصل أبو يوسف أن الاحتفاء بمؤسسة الاسوار يفتح افقا جاداً وحقيقيا للاحتفال بالأشقاء من اراضي عام 48، الذين “نعتز بصمودهم ليتكامل مع نضالات شعبنا في جميع أماكن تواجده لنيل حقوقه وفق ثوابته الوطنية التي دفع في سبيل تحقيقها آلاف الشهداء والأسرى.

وقال أبو يوسف: “إن المؤسسات الثقافية نجوم ساطعة في سماء فلسطين..                                                                                                                                                                                              كل فلسطين، وأن الثقافة الفلسطينية التي تشكلت مع بدايات تشريد شعبنا وتدمير قراه ومدنه، شكلت عنصرا مكملا لمسيرة النضال الفلسطيني”.

واكد أن محاولات الاحتلال لم تنجح في اقتلاع شعبنا وزعزعة صموده، وأن المؤسسات الثقافية تشكل فضاءات واسعة لهذا الصمود الذي تحرص منظمة التحرير على تعزيزه وتجسيد استمراره.

د. محمود خليفة: غزة لم يبتلعها البحر وأسوار عكا شامخة

وقال د. محمود إن غزة لم يبتلعها البحر، وأن التاريخ لم يمت في أسوار عكا وحيفا ويافا والناصرة، وأن المخيم بقي شامخ، بانتظار المرور عبر الأسوار نحو الوطن، مضيفا “هناك فرق بين الأسوار والجدارن”، في اشارة منه الى جدار الضم والتوسع الاستيطاني.

وأوضح د. خليفة أن المؤسسات الثقافية والاعلامية والاجتماعية والرياضية في الداخل، أمسكت على الجمر وحافظت على هويتها، وهي تخوض معركة وعي ضد الاحتلال الذي يسعى لإحلال ثقافة غريبة عن هذه الأرض.

منصة 2

المطران عطا الله حنا: عناق أسوار القدس وأسوار عكا

وأرسل المطران عطا الله حنا، تحية مقدسية من أسوار القدس إلى أسوار عكا، في لقاء يجسد وحدة الوطن والشعب في بوتقة واحدة اسمها فلسطين.

وأشار المطران حنا الى ان مبادرة الكلية العصرية الجامعية لتكريم مؤسسة الاسوار إنما هو تكريم للثقافة الفلسطينية ولأولئك الذين نادوا بالحفاظ على الثقافة الفلسطينية وحمايتها في منطقة أراد الاحتلال سلب ثقافتها وهويتها.

وقال: “سنقف مسلمين ومسيحيين ضد كل من يستهدف ثقافتنا وضد من يسرب أرضنا وعقاراتنا للاحتلال ولن نسمح بالتفريط فيها”. وأكد أن تسريب أراضي الوقف المسيحي عبارة عن مؤامرة تستهدف الحضور المسيحي الفلسطيني في هذه الارض المقدسة”.

وأضاف: “من يسرب العقارات لا يمثلنا ولا يمثل الوجود المسيحي على هذه الأرض”.

الشاعر سليمان دغش: مواجهة النقيض الثقافي

وقدم الشاعر سليمان دغش الذي تجمعه صداقة عميقة بيعقوب حجازي، شهادة عن الدور الريادي لمؤسسة الأسوار في النهوض بالواقع الثقافي في اراضي علم 48، على امتداد 40 عامأ حملت خلالها الهم الثقافي على عاتقها، في زمن لم يكن متاح للشباب الفلسطيني الاطلاع على أدب أشقائهم في الخارج، في ظل إمكانات صعبة للتواصل.

وقال: “مؤسسة الاسوار حافظت على الثقافة ضد النقيض الثقافي للاحتلال”.

يعقوب

يعقوب حجازي: نسير على هدي فكر المقاومة وأدبها

وخاطب الأديب يعقوب حجازي في كلمته جمهور المُحتفين به قائلا: “أحمل إليكم من اسوار عكا الخالدة والصامدة، دفقة نور من غسان كنفاني، ووردة معطرة بأريج الذكريات من سميرة عزام.. أحمل اليكم وصية الشهداء من الثلاثاء الحمراء عطا الزير، محمد جمجوم وفؤاد حجازي.. أحمل اليكم نجمة صبح من أحمد الشقيري وأجدل من عطر الشهداء ومن سيرة الأوفياء، إكليل نصر وفخر من الحاكم العربي ظاهر العمر الزيداني واحمد الجزار من الحاكم الذي هزم نابليون”.

وتطرق حجازي الى الدور الذي اضطلعت به “الأسوار” في خدمة الثقافة والمثقفين على مدار 40 عاما، من اصدار ونشر النتاجات، الى تكريم المبدعين كسميح القاسم، وفدوى طوقان، وحنا ابراهيم، والمتوكل طه، واحمد دحبور، ومحمد على طه، وعلي الخليلي، وليانة بدر وغيرهم.

كما استذكر كل الذين دعموا مؤسسة الاسوار وأبرزه، الرئيس ياسر عرفات، وأمير الشهداء خليل الوزير “أبو جهاد”.

وأكد أن الاسوار تسير على هدي فكر المقاومة وأدب المقاومة، لحماية تراث شعبنا في وجه العواصف.

هذا، وتخلل حفل التكريم عرض فيلم من اعداد دائرة العلاقات العامة والاعلام في “العصرية الجامعية” يوثق لمسيرة مؤسسة الاسوار، وفي ختام الحفل تم تكريم يعقوب حجازي وحنان حجازي بتقديم درعين تقديرا لعطائهما.

  

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .