فرض الحِرم الديني والاجتماعي، على كل من يتعاون مع مشروع المراوح في الجولان السوري المحتل

 

عقد مساء امس السبت، في خلوة مسعدة بالجولان السوري المحتل اجتماع ضم رجال دين ومجتمع من قرى الجولان الاربع بهدف التصدي لمشروع المراح المزمع اقامته على اراضي المواطنين في قرى مجدل شمس، مسعدة وبقعاثا.

يذكر ان مشروع المراوح هذ لم يدرك خطورته البعض فرحبوا به وتعاطوا معه وهناك من ترجع حالا. وعلى ضوء ذلك عقد الاجتماع المذكور وصدر عنه البيان التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم….

بيان إلى عموم أهالي الجولان السوري المحتل

تزامنا مع ذكرى قرار تطبيق القانون المدني الاسرائيلي على هضبة الجولان وتوالي مشاريع الاحتلال ضدنا في الجولان نجدد تمسكنا بأرضنا وهويتنا وحقوقنا وعروبتنا.

اليوم، وفي اجتماع عامّ، ضمّ رجال الدين والمواطنين من القرى الأربع، نوقشت العواقب الكارثيّة المنظورة لمشروع المراوح، الذي بات في مراحل إقراره الأخيرة، والذي يؤرّق بال كلّ الجولانيين، لاسيّما وأنّ كل الجهود التي بُذلت لإيقافه عبر مسارات الاعتراض “القانونيّة”، لم تلقَ آذانا صاغية لدى الدوائر الإسرائيلية، على الرغم من حقّنا البيّن ووجاهة أدلّتنا الدامغة.

يشكّل هذا المشروع تهديدا وجوديا لأهل الجولان، ويمسّ قدس الأقداس – أرضنا التي لن نفرّط بها بأيّ حال من الأحوال.

وكما جرت العادة عند أهل الجولان، عندما يتعرّضون لمخاطر تهدّد وجودهم وكرامتهم، فإنّهم يتّحدون ويتعاضدون ويفعِّلون الأدوات السلميّة في الدفاع عن النفس، والتي هي عُرْفٌ اجتماعيٌّ مُتوارث منذ مئات السنين، وآلية ضبط ذاتيّ، لطالما كانت خيارنا المتاح الوحيد الذي نحفظ به سلمنا الأهليّ ونواجه به ما يهدّد وجودنا. ونعني هنا الحرم الدينيّ أولاً؛ وهو حقّ حصريّ للمؤسسة الدينيّة، والذي يعني أكثر ما يعني، من ينضوون في إطار الحاضرة الدينية، والمقاطعة الاجتماعية ثانياً؛ وهي حقّ جماعيّ مفاده الابتعاد وقطع الاتصال وتجنّب من يتسبب بالأذى لمجتمعه، عن معرفة وسابق تصميم.

ويجدر التذكير هنا، بأن آليات الضبط الذاتيّ هذه، تتناول حصريّاً، صاحب الشأن، ولا تنسحب على عائلته أو ذويه أو أقاربه، كما أنّها تصبح لاغية بمجرد توقّفه عن الفعل المسيء والجنوح إلى الأفعال الإيجابية التي تحفظ الجماعة ومصالحها العليا وقيمها.

وتأسيساً على هذه المبادئ، خرج المجتمعون بالقرارات والتوصيات التالية:

  1. تفعيل الحرم الديني والمقاطعة الاجتماعية، بشكل مباشر وتلقائي، على كل من تثبت مساهمته ودعمه ومشاركته وإصراره على الدفع قدما بمشروع المراوح، ويشمل ذلك الفئات التالية:

أ‌. كل المتعاقدين مع الشركة، عبر اتفاقيات، سواءّ ما يتعلق بتأجير أراض، أو مرافق أو سواها، ولم يبادروا إلى خطوات قانونية لفض هذ الاتفاقيات.

ب‌. كل مزارع أو صاحب ملكية في الأراضي الزراعية، يوافق على توسيع الطرقات الزراعية، لصالح مشروع المراوح، على حساب قطعة من أرضه، ببيعها أو تأجيرها أو وهبها لهذا الغرض، بشكل مؤقت أو دائم، وبعقد أو بدونه.

ت‌. كل متعهد بناء أو إنشاءات أو صاحب تجارة أو شركة أو سواها من المصالح، يساهم أو يتعامل أو يبيع موادا أو خدمات لصالح مشروع المراوح.

ث‌. كل من عمل بشكل رسميّ وقدّم خدمات للشركة المنفّذة للمشروع، وما زال يعمل في السرّ والعلن على فرض هذا المشروع على أبناء الجولان، وتمكين قبضة الشركة على رقاب الناس.. من مهندسين ومحامين وآخرين.

ج‌. كل من يثبت تعاونه مع المشروع، فيما بعد، بشكل أو بآخر.

  1. يرى المجتمعون أنّه من المفيد أن يتقدّم المتضرِّرون من هذا المشروع، برفع دعاوى قضائية، عبر الجمعيات الزراعية وأصحاب الأملاك المجاورة للمراوح، ضدّ توسيع الطرقات الزراعية على حساب أراضيهم.
  2. يرى المجتمعون أن من حقّ كل إنسان متضرِّر من مشروع المراوح أن يرفع دعاوى عطل وضرر بحقّ أصحاب المراوح أو الجيران الذين تعاقدوا مع أصحاب المراوح.
  3. يدعو المجتمعون كلّ الموقعين على عقود لتأجير أراضيهم، إلى التوافق على وثيقة داخلية تظهر التزامهم امام مجتمعهم باستمرار السعي الجاد لإبطال هذه العقود.
  4. يدعوا المجتمعون بان يكون هذا اليوم نقطة انطلاقة للمقاومة السلمية والنضال الشعبي ضد هذا المشروع والذي هو السبيل الوحيد المتبقي لدينا لإعلاء صوتنا والتعبير عن حقنا في ارضنا وعيشنا وامننا.
  5. يعتبر هذا البيان وما سبقه من تحركات شعبية شرعية …. رسالة واضحة وجلية تؤكد رفض اهالي الجولان لهذا المشروع الكارثة لتصل رسالتنا هذه الى الشركة صاحبة المشروع والحكومة الإسرائيلية مؤكدين رفضنا لهذا المشروع مطالبين بإلغاء المشروع وعدم إقراره وتشريعه فوق أراضينا الزراعية مصدر معيشتنا الرئيسية.. وليفهمها كل مسؤول وصاحب سلطة بانها نقطة البداية في مسيرتنا بالدفاع عن ارضنا وأنفسنا وتراب أجدادنا.

عاملين بقول أسلافنا:

من يعتدي علينا ليس منا ومن لا يرد التعدي ليس منا

والله ولي التوفيق

الجولان السوري المحتل ١٤/١٢/٢٠١٩

(بلطف.. الصورة عن موقع عشتار نيوز)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .