“عَ قد المحبة العتب كبير” / هادي زاهر ـ عسفيا

 


   صدح صوت “جارة القمر” وهي تغني “غالي الذهب” والتي تقول فيها “عَ قد المحبة العتب كبير والحقيقة هي أني أحببت السيد رفيق حلبي حبًا جمُا لذلك يأتي عتبي بحجم محبتي، لقد رأيت فيه المخلص وعقدت عليه الآمال العريضة، خاصة عندما كان يتحدث عن الانتماء وضياع الهوية، والافتقاد لجاهزية النضالية، وعن الهبة السريعة التي تتميز بها الطائفة الدرزية في إسرائيل والتي سرعان ما تخمد، وانتقاده للتملق الذي يُمارس على صعيد تعاملنا مع السلطات الإسرائيلية.

لقد طرح رفيق حلبي فكرا تقدميا شجاعًا مغايرا للنمط الذي تعودنا عليه واستطاع بذلك ان ينفذ إلى قلوب الكثيرين وانا منهم، فهل كنت غبيًا وكان خيبة أمل كبرى؟ لقد غير السيد رفيق لونه واخذ ينتهج الأسلوب الذي كان ينتقده، قام بدعوة الدروز إلى استقبال شمعون بيرس في مقام الني شعيب عليه السلام  في قمة الهجمة على أراضينا في الجلمة والمنصورة، عندما نفذت الدولة جميع مشاريعها على أراضينا، وأول أمس الأربعاء 2018 – 3 – 28 أقيمت في دالية الكرمل مسيرة بمناسبة مرور 70 عامًا على قيام دولة إسرائيل، وهنا أتذكر ما كتبة البروفيسور ” يحنان بيرس” في كتابة ” יחסי עדות ” كتب يقول: ” اننا نشمئز إن لم نكن نقرف من العربي المتملق، ونكن الاحترام، كل الاحترام للعربي الوطني”

ولعل السيد رفيق يعتقد بان الأسلوب الذي انتقده سابقا مثمر أكثر، وهنا يحق لنا أن نطرح السؤال:
هل بمثل هذا الأسلوب تمنحنا الحكومة مستحقاتنا كاملة لإقامة المشاريع المختلفة؟
هل تقر لنا الخرائط الهيكلية الموسعة لاستيعاب اجيالنا القادمة لفترة طويلة كما هو الحال لديهم؟

هل تمنحنا الكهرباء قبل ان تمنحها لأقنان الدجاج عندهم؟

بل وقبل ان تمنحها للوحوش البشرية، المستوطنين في الاراضي العربية المحتلة؟
هل ستُقر مناطق التطوير لإقامة المصانع التي من شأنها أن تستوعب شبابنا وتمنع البطالة التي تؤدي إلى الانحراف الذي يتفاقم؟
هل ستُقر الميزانيات الكافية لإقامة المشاريع لفتياتنا اللواتي يعانين من الفراغ، أو الخدمة في بيوت الأغنياء من الخوجات؟!!

 هل ستُتيح لمجالسنا المجال لبناء الحدائق العامة؟ مرجيحة او سحسلية او نطاطة على الأقل، كي لا نذهب إلى المدن كي نُلعب أولادنا؟

 هل ستُسهل إقامة النوادي في الاحياء لاحتواء الشبيبة في ساعات المساء خاصة، بدلا من هذا الضياع والانحراف المنتشر في قرانا؟ بل من الانتحار الذي نتفوق به على كل الشرائح في البلاد وفقًا للإحصاءات الرسمية.

هل ستضع الخطط كي ننهض في المجال الدراسي، كي يكون تحصيل النجاح في الامتحانات “البغروت” ذو جودة كما هو في شتى انحاء البلاد، بدلا من الهيلمات والتغطية على الفشل الذريع؟

هل ستحسن الأوضاع بشكل عام كي لا نتفوق عن غيرنا في كل الأمور السلبية، فهل يعلم المسؤولين بان هناك سجين واحد لكل 1000 مواطن في الدولة، بينما ان هناك 5 مواطنين دروز في السجون، هل تخدر جلدكم وافتقدتم إلى الحس، الوضع ازفت من زفت، افيقوا بربكم وكفى تدفنون رؤوسكم في الرمال.. انتبهوا إلى تربية اولادكم بدلا من رعاية الدولة التي لها من يرعاها وهي ليست بحاجة إلى رعايتكم فالولايات المتحدة ومن لف لفها يرعاها ويدللها ويتشتشها.. شبابنا يتورطون امنيا ويدخلون السجن سنين من اجل الحصول على 700 شاقل.  
لقد اثبتت الوقائع على الأرض بان أسلوب التملق والمسايرة المفرطة لن يجدي نفعًا بل يفرض مزيدًا من الاستهتار بنا كما كان يقول السيد رفيق، وكما ذكر البروفيسور ” يحنان بيرس، والدليل العملي الملموس، هو أن قرانا الدرزية ليست متطورة أكثر من القرى العربية المواجهة للسياسة الحكومات لأننا عندما نتملق تستهتر بنا السلطات وتعتبرنا في جيبها الصغير، و “من لا يرى من الغربال أعمى”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .