ضمن مشروع “نساء على درب العودة” نظم النادي النسائي “سنابل جليلية” بالتعاون مع جمعية “كيان” وجمعية “الدفاع عن حقوق المهجرين” أمسية في المركز الثقافي في مجدالكروم يوم السبت الماضي، تحت عنوان ” بطولة البقاء 1948 في الذاكرة الجماعية المجدلاوية”، شارك فيها حوالي 150 شخصا من نساء ورجال القرية.
افتتحت الامسية وداد دياب، القيادية في نادي “سنابل جليلية” التي رحبت بالحضور باسم النادي وأسم مشروع “نساء على درب العودة” متطرقة إلى الفعاليات المختلفة التي نظمت ضمن المشروع وهدفت إلى رفع وتعزيز الوعي والمعرفة للنساء والأطفال والرجال في مجد الكروم.
وتحدث لاحقًا الاستاذ انيس فرحات، الاخصائي في علم النفس العلاجي، عن الذاكرة لدى الرجال والنساء في مجدالكروم قبل النكبة وفي عام النكبة، وفي السنوات التالية لنكبة فلسطين، متطرقًا إلى بحثه الذي يستند على مقابلات اجراها فرحات مع 25 رجلا وامرأة من مسني مجدالكروم خلال عامي 2004 و2005، ضمن رسالته للماجستير في الجامعة.
وذكر أنيس فرحات انّ البقاء في مجدالكروم هو البطولة، وذلك رغم المجزرة التي ارتكبت في القرية في 5 تشرين الثاني عام 1948، ورغم الحكم العسكري الذي فرض على العرب حتى عام 1966.
وقال فرحات ان طريقة سرد النساء عن الفترة المذكورة تختلف عن طريقة سرد الرجال، فالنساء تحدثن أكثر عن النكبة والاحتلال بشكل دقيق وعبرن عن مشاعرهن، وقدمن روايات وقصصًا غزيرة بالاحداث والتفاصيل، وانّ المرأة هي التي صمدت وكان لها الدور في العودة والصمود والتمسك بالبيت والاولاد والارض.
واضاف ان المرأة لديها بطولة وتظهر في المقابلات بصفتها اقوى من الرجل في تلك الفترة واقل انانية منه.
وفي تعقيبه على محاضرة فرحات، قال محمد كيال، مركز مشروع “نساء على درب العودة” في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين ان القوات الاسرائيلية ارتكبت مجزرة في ساحة العين في مجدالكروم في 5 تشرين الثاني 1948 سقط خلالها 8 او 9 رجال، وان الرجال كانوا اكقر تعرضًا للقتل على ايدي قوات الجيش الاسرائيلي، الذي كان في احيان كثيرة يفصل الرجال عن النساء والاطفال ويرتكب المجازر في عشرات القرى ضد الرجال.
واضاف كيال ان قوات الجيش الاسرائيلي قامت بحملتي تهجير في مجدالكروم 9 و14 كانون الثاني عام 1449 شملت أكثر من 530 شخصا كانوا يقيمون في مجدالكروم وذلك بهدف تخفيض نسبة السكان الفلسطينيين في الدولة العبرية.
بدورها قالت منى محاجنة من “كيان” أنّ المحاضرة كانت مهمة ومميّزة جدًا، حيث لا نكاد نتطرق إلى الابعاد النفسيّة للنكبة ودور المرأة الفلسطينية.
وأوضحت محاجنة أنّ فرحات اضاء ابعادًا نفسية مهمة ومؤثرة على الأجيال ما بعد النكبة، الأمر الذي يؤكد على ضرورة تعزيز الذاكرة الجماعيّة من خلال ابحاث وتوثيق.
واختتمت محاجنة بالقول أن الشهادات التي عرضها فرحات تؤكد على مقولة “كيان” وهي أنّ النساء شريكات في الحفاظ على ذاكرة النكبة الأمر الذي يعزز ضرورة حضورهن في نقل الرواية وهذا ما نقوم به من خلال مشروع نساء على درب العودة. مضيفة على أنه سيتم عرض النتائج على مجموعات “كيان” الأخرى ضمن مشروع نساء على درب العودة.