ضمن مشروع “الرصد” في مركز “إعلام”: جائحة التحريض والعنصرية ضد الفلسطيني

 

أصدر إعلام- المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث، مؤخرًا، تقريرا كميًا شاملًا لعام 2020 يرصد خطاب التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي ضد كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، ضمن مشروع “الرصد”. تضمّن البحث رصدًا للصحافة المكتوبة، والمرئية، والمسموعة، بالإضافة إلى تعقب صفحات سياسيّين وإعلاميّين إسرائيليين على مواقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك وتويتر).

تميّز عام 2020 بالكثير من الاضطرابات السياسية والأمنية وعلى رأسهم تفشّي جائحة كورونا وما عقبه من تحريض على المجتمع الفلسطيني بكافة شرائحه المختلفة. تم رصد 1050 حالة تحريض من قبل سياسيين وإعلاميين وجهات أخرى في المجتمع الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بكافة الوسائل الإعلامية. يمكن ان نلحظ ان نسبة التحريض ضد الفلسطيني موجودة في دالّة تصاعدية نسبة للعام السابق، بحيث تم رصد 778 حالة تحريض عام 2019.

يتبيّن من نتائج التحليل الكمي، انّ نسبة التحريض الأعلى وجدت على صفحات التواصل الإجتماعي “فيسبوك” لأعضاء برلمان ووزراء إسرائيليين وصحفيّين بنسبة 31%، تليها صحيفة “يسرائيل هيوم” بنسبة 21%، كل من صحيفة “معاريف” وشبكة “تويتر” بنسبة 10%، كل من الصحيفتين “مكور ريشون” و”يديعوت أحرونوت” بنسبة 7%، وأخيرا، قناة 12 بنسبة 4%.

تتغيّر الجهات المستهدفة وفقا للتطورات السياسية، وكما ذكرنا أعلاه، شهد عام 2020 الكثير من التغيّرات السياسية أبرزها الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية وما لحقها من تحريض وعنصرية ضد المجتمع الفلسطيني وتعامل المؤسسات الإسرائيلية مع جائحة كورونا. تميّزت، أيضا، هذه الفترة بتشكيل حكومة وحدة وتصاعد خطاب تطبيق بعض بنود صفقة القرن الأمريكية والتي تتعلق بفرض السيادة الإسرائيلية على 30% من الضفة الغربية، وإبرام اتفاقيات التطبيع مع كل من دولة البحرين والإمارات العربية المتحدة، السودان ودولة المغرب.

يتبيّن من النتائج انّ الجهة الأكثر استهدافا للتحريض في الإعلام العبريّ هي السلطة الفلسطينية بنسبة 28%، تليها وبفارق بسيط كل من القائمة المشتركة وخطاب فرض السيادة على مناطق ج بنسبة 23%، المجتمع الفلسطيني كشريحة واحدة بنسبة 22%، فلسطينيي الداخل بنسبة 11%، الرئيس الفلسطيني بنسبة 9%، حركة حماس بنسبة 6%، وأخيرا، الأسرى بنسبة 5%.

تطرّق البحث، أيضا، إلى نوعية التحريض المتّبعة في المقالات والتقارير الاخبارية متنوعة؛ بعضها يشرعن العقوبات الجماعية واستعمال القوّة ضد الفلسطينيين، بعضها الآخر يقوم بشيطنة الفلسطينيين واستعمال اسلوب التعميم، وهنالك مقالات تقوم بنزع الشرعيّة عن الفلسطينيين وقياداتهم، وبعض المقالات تبرز فيها الفوقيّة العرقيّة اليهوديّة، استخدام خطاب العنصرية وتصوير إسرائيل بدور الضحيّة.

يتبيّن من النتائج، انّ اسلوب التحريض والعنصرية الأكثر اتبّاعا في الإعلام الإسرائيلي هو نزع الشرعية عن الفلسطيني بنسبة 78%، تليه استخدام خطاب العنصرية بنسبة 62%، الفوقية العرقية بنسبة 51%. تمّ استخدام كل من اسلوب الشيطنة والتعميم وتصوير إسرائيل بدور الضحية بنسبة 31%، وأخيرا، شرعنة العقوبات الجماعية واستخدام القوة ضد الفلسطيني فقد تمّ استخدامها بنسبة 8%.

جدير بالذكر، ان غالبية المقالات تحتوي على أكثر من نوع تحريضِ واحدِ في نفس المقال.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .