سَأَلْتُ اللّهَ في شَيءٍ مِنَ الرَّهَبِ
إلامَ أَظَلُّ في جُبٍّ مِنَ اللَّهبِ
ولا بَرْدٌ يَهُلُّ عَلَيَّ ،
لا مَلَكٌ يُخَفِّفُ سَورَةَ الغَضَبِ
وَلَو أَنّي خَرَجْتُ .. أَقولُ لَو أَنّي …..!
فَمِنْ جُبٍّ الى جُبِّ
وأَغْرِفُ مِنْ بُحورِ الصَّبْرِ ،
عَلَّ الصَّبْرَ يَأْتيني بِنِصْرِكَ
أَو بِفَتْحٍ مِنْكَ يا رَبّي
فَلا نَصْرٌ
ولا فَتْحٌ
ولا أَمَلٌ يُدَغْدِغُ قَلْبَ مُرْتَقِبِ .
يَمُرُّ الوَقْتُ في خَفَرٍ
ويَرْمُقُني بِعَينِ المُضْنَكِ التَّعِبِ
ويُبْصِرُ صَلْبَ أَطْفالي
ويُبْصِرُهُمْ … !
يَدُقُّونَ المَساميرا
ويَتْلونَ المَزاميرا
قُلوبُهُمُ مِنَ الخَشَبِ
فَيُغْضي ثُمَّ يَمْضي مُسْرِعَ الخُطُواتِ ،
لا يَلْوي عَلى عَقِبِ .
***
إلامَ .. إلامَ يا رَبي ؟!
وما ذَنْبي ؟!
أَنا ما تُهْتُ في سيناءَ ،
لَمْ أَركَعْ أَمامَ العِجْلِ مِنْ ذَهَبِ
ولَمْ أَرقُصْ بِرَأْسِ المُعْمَدانِ أَمامَ آلِهَةٍ مِنَ الكَذِبِ
وَلَمْ أَصْلُبْ نَبِيَّاً فَوقَ جُلْجُثَةٍ
ولَمْ أَطْرُدْ شُعوبَاً مِنْ مَنازِلِها
لِأَسْكُنَها
ولَمْ أَحْرُقْ بِنارِ الحِقْدِ أَحْياءً
وبِالمازوتِ والحَطَبِ
***
إلَهي مِنْكَ مَغْفِرَةً
أُصَلّي لَيسَ مِنْ شَكّي وَمِنْ رِيَبي
وَلكِنْ مِنْ فُؤَادٍ ضاقَ بِالأَحلامِ ..
.. والْآلامِ ..
.. والغَضَبِ .
( البُقَيعَة / الجَليل 27/12/2015)