قبل ان يتدارك الوقت نكهة واهمية تلك اللقاءات الأدبية، المغمسة بزيت زيتون الرامة، يعود متحف طيب الذكر الدكتور اديب فريد حسين التراثي، بإدارة كريمته الكاتبة نسب، ليتحف كوكبة تلو أُخرى من الحضور الراقي، المتوافد من مختلف قرى الجليل والناصرة وحيفا، المتعمّد بالهموم الأدبية على مختلف مناهلها الإبداعية، بلقاء نوعي جديد حمل مساء امس الجمعة 19/5/2023،عنوان وطن على مسافة أمل ـ سوريا .. فلسطين؛ في حوارية مع الشاعرين السوريين: مروان علي (كرصور/القامشلي) وياسر خنجر (مجدل شمس / الجولان السوري المحتل) تميزت في تقديمها الاديبة نسب اديب حسين في طرح الأسئلة والتقديم لتعريف الحضور بالشاعرين وبتجربتهما الأدبية ـ الشعرية.
هذا، وتحدّث الشاعر مروان علي ابن قرية كارصور التابعة لمدينة القامشلي، والمغترب في أوروبا منذ عام 1995، عن الأكراد في سوريا، وعلاقته بسوريا الوطن الأم وما يتمناه لها، وعلاقته بفلسطين التي يعتبرها وطنه الثاني، فيأتيها كأنه عائد إلى بلده، مشاركا الجمهور بقراءة بعض نصوصه وأشعاره، وهو صاحب خمسة إصدارات، وله منشورات في أهم الصحف والمجلات العربية.
اما الشاعر ياسر خنجر ابن قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل والمحاضر في جامعة بير زيت الفلسطينية، فتحدّث عن مفهوم الوطن والهوية في نشأته في الجولان، وتأثير الأسر على تجربته الحياتية والشعرية، حيث قضى سبع سنوات ونصف في السجون الإسرائيلية بسبب نضاله ضد الاحتلال في الجولان. وعن ترابط الوطن سوريا فلسطين عنده، مضيفًا، بأنه يعتبر نفسه شخص ونصف، ليكون ثلاثة ارباعه سوريًا وثلاثة أرباع فلسطينيًا. وألقى قصيدتين من ديوانه الأخير “لا ينتصف الطريق”. وله خمسة دواوين شعرية.
تجدر الإشارة ان الكاتبة نسب حسين ألقت جزءًا من قصيدة الشامية للشاعر المرحوم سميح القاسم، وقصيدة لها بعنوان “يا شعوب العالم عُذرًا”.. وفي ختام الأمسية قدمت للشاعرين درعًا تكريميًا شاكرة تلبية دعوتها مؤكدة على العلاقة الوثيقة بين فلسطين وسوريا. في حين القى ابن قرية يركا الشاعر يحيى عطاالله قصيدته دمشق تحية للشاعرين، كما كانت مداخلات وطرح الأسئلة من بعض الحاضرين على الشاعرين.