الصورة للتوضيح ليس اكثر
شاكر فريد حسن
حط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في العاصمة الروسية موسكو، في زيارة علنية اولى لروسيا، بعد زيارته السرية السابقة.
وتجيء هذه الزيارة في اطار القلق المتزايد الذي تعيشه دولة الاحتلال الاسرائيلية ازاء تغير قواعد اللعبة في سورية والمنطقة بعد التدخل الروسي المباشر، وبعد خيبة الأمل الاسرائيلية من ردة الفعل الامريكي على الخطوط الدراماتيكية لروسيا في سورية، وكذلك بعد ان فقدت اسرائيل الأمل في عرقلة الاتفاق النووي الايراني.
وقد أكدت زيارة نتنياهو الى موسكو مدى التحول الذي تشهده المنطقة مع تراجع الحضور والوجود الامريكي فيها وعدم قدرة امريكا على لعب دور أساسي حتى في ادارة حركة أدواتها التي خيبت الآمال، وبروز دور روسيا وحلفائها. وهذا ما تداولته وسائل الاعلام الامريكية منذ أيام حول مسألة التحول الاستراتيجي في سياسات امريكا في الشرق الأوسط لصالح روسيا.
ولا ريب ان هذه الزيارة تحمل دلالات بالغة الأهمية في ظل المعادلات الاستراتيجية الجديدة التي يرسم خطوطها الدب الروسي في المنطقة، ونتائجها لن تكون لمصلحة اسرائيل ومصلحة السيد الامريكي، بل انها دلالة واضحة على قلب موازين القوى لصالح روسيا وحلفائها.
وتشير كل الوقائع والدلالات الى الرفض الروسي لأغلبية مطالب نتنياهو، اذ ان روسيا لن تسمح بتهديد دمشق، أو حتى بغارات جوية على اهداف داخل سورية في ظل تواجدها العسكري، لان ذلك يمثل خرقًا لكل خطوط الروسية الحمراء، التي تريد استعادة هيبتها وحضورها الاقليمي عبر البوابة السورية. وستشهد الأيام القادمة التغير الحاصل على الصعيدين الاقليمي والدولي بحضور أقوى لمحور المقاومة، خصوصًا بعد الانتصارات التي يحققها الجيش السوري على قوى الارهاب الوهابي التكفيري، مع الأخذ بعين الاعتبار ان اسرائيل قد تجهز لسيناريو جديد تسعى من خلاله لدفع روسيا لمواجهة عسكرية في سورية بعد أن عاد نتنياهو خائبًا وبخفي حنين من زيارته لموسكو، حيث فشل في اقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالحصول على ما يسميه ” ضمانات روسية” للتحرك ضد ” النفوذ ” الايراني في سورية.