بات عمل ذاكرات، بالذّات في ظلّ الواقع الجيو- سياسيّ الحاليّ، في ظل ترسّخ منظومة القمع الاستعماريّ وسنّها الحراب لقضم المزيد من الأراضي، والحقوق، وترسيخ فرض نظام الفصل العنصريّ، واستنادِ هذا، كلّه، على الرّواية الرّسميّة الإسرائيليّة الّتي توجّه سهامها لمحو الذّاكرة الجمعيّة من قلوب الفلسطينيّات والفلسطينيّين في كلّ أماكن تواجدهم، تمامًا كما مُحيت بلداتهم/نّ عن وجه الأرض، وفي الوقت الّذي تراكمت فيه النكبات واللجوء على كواهل أجيال اللاجئين الفلسطينيّين، وإعادة تهجير مئات الآلاف منهنّ/م من مناطق الحرب في سوريّا والعراق، وفي داخل فلسطين. بات هذا العمل شديد الأهمّيّة، لأنّه يجري، بدايةً على أرض النّكبة ذاتها، ثم لأنّه يسهم في عمليّة المكاشفة وتحمّل المسؤوليّة في صفوف المجتمع الإسرائيليّ نفسه.
عمل ذاكرات الدَّؤوب في مجابهة أكاذيب النظام الاستعماريّ، بالوقائع والوثائق والعمل الناشطيّ السياسيّ، بحاجة إلى التوسّع، ويمكننا القول إنّ هذه الجبهة، أي جبهة الدّفاع عن الذّاكرة والحقيقة من أجل مجابهة النّكبة المستمرّة، ومن أجل ترسيخ واقعٍ أكثر استنادًا إلى العدالة على الأرض الممتدّة بين البحر والنّهر، بحاجةٍ، هو أيضًا، إلى توسيع.
بالذّات، في هذه الأيّام الّتي يقوم فيها النّظام الرّسمي العربيّ بتكثيف التّطبيع مع الكيان الاستعماريّ الصهيونيّ، مُسهمًا، بصورةٍ فعليّةٍ، في تعزيز الكذبة وتضخيمها وتصفية قضيّة اللاجئين، تقف ذاكرات، بوضوحٍ، في الصّفّ الأوّل من معركة الإصرار على مواصلة رفض الاستعلائيّة اليهوديّة، مدافعةً عن حقّ العودة، وحريّة الشعب الفلسطينيّ، وإنهاء التّمييز ضد الفلسطينيّين، في كافّة أماكن تواجدهم.
ندعوكنّ وندعوكم إلى المساهمة في إسناد ذاكرات. في فضح الأكاذيب الاستعماريّة الصهيونيّة، وفي مدّ يد العون إلينا من أجل تحقيق أهدافنا، وعلى رأسها تطبيق حقّ العودة.