ديمة جمعة السمان: “الكوكب الأحمر” قصة أطفال تنمي الخيال وتنعشه

قصة ” الكوكب الأحمر ” قصة موجهة للأطفال بين سن (8-11) عاما، بقلم الأديبة المربية د. روز اليوسف شعبان، التي تؤمن بأهمية القصص  للطّفل، ودورها في تنمية خياله وتطوّر شخصيّته ، إن أُحسِن بناؤها.

القصّة التي صدرت عن أ. دار الهدى، عبد زحالقة تقع في 28 صفحة من القطع المتوسط، تزيّنها رسومات الفنانة رحاب جمال الدّين، ونسّقتها آلاء مارتيني،  تتميّز بالخيال العلمي الذي يتفاعل مع أدمغة أطفال اليوم. فهم يعيشون في ظل عالم تتحكّم التكنولوجيا بأدقّ تفاصيله، وبالتالي يشكّل تربة خصبة لخيالهم، ويثير العديد من تساؤلاتهم، فتكون قاعدة تنعش التّفكير وتقود إلى الإبداع.

لم تكتفي الكاتية بالخيال العلمي المجرد، بل حرصت على تمرير القيم والرّسائل التّربوية للطفل وللأيوين والمدرّسين على حدّ سواء،

ابتدات القصّة بجلسة هادئة لنور ووالديها على شرفة المنزل في ليلة مقمرة، صافية الجوّ، مما جعل الطّفلة نور تستمتع بسحر النّجوم والكواكب، وتسرح بخيالها، فتنقلها أحلام اليقظة إلى كوكب المرّيخ لتلتقي بسكّانه الآليين ( الرّوبوتات) فتتحدّث معهم،  وتدير حوارا جميلا بينها وبين الروبوت الذي وصف حياتهم بالجميلة على كوكب المريخ، إذ أنّها بعيدة كل البعد عن العنف والحروب، عكس ما يحدث على كوكب الأرض.

لقد كان لمدرس مادة العلوم في مدرسة نور تأثيرا كبيرا عليها، إذ كان يعرض بين الفينة والأخرى أفلاما وثائقية تظهر أهم اكتشافات العلماء في كل ما يتعلق بعلم الفضاء، ممّا سحرها، وجعلها تفكّر به ليل نهار.

وهنا أثارت الكاتبة ثلاثة مواضيع في غاية الأهميّة:

أوّلا: دور المدرّس في إطلاع طلبته على كل ما هو جديد من دراسات واختراعات واكتشافات حديثة، وتثقيفهم باستمرار؛ ليواكبوا تطوّرات العالم السّريعة، متجنّبا دور المدرس التّقليدي الذي يلتزم حرفيا بالكتاب المدرسي، بل يحثّ طلبته على التّفكير ، وعلى طرح الاسئلة دون حرج.

ثانيا: أهميّة توفير الهدوء والعلاقة الحميمة بين أفراد الأسرة، إذ أن الجلسات العائلية الهادئة الحميمة، تشعر الطّفل بالأمان، وتسهم في إطلاق خياله الذي يقوده إلى عالم الإبداع.

وقد  أعجبني تصرّف نور مع والديها، إذ استأذنتهما حين غادرت الشّرفة، متوجّهة إلى غرفتها لترسم ما رأته في خيالها.

ثالثا: ركزت الكاتبة على حسن تصرّف والدي نور في التعامل معها حين أيقظاها من حلمها، فهما يعلمان مدى تأثير الحلم على الطّفل، خاصّة وقد كانت نور مصرّة على أنّها كانت في رحلة إلى المرّيخ، وسألتهما: لماذا لم تتركاني في المريخ مع صديقي الآلي؟ وحين اقترحت عليهما أن يسافروا معا إلى المريخ، لم يقمعاها ولم يستخفّا برأيها واقتراحها، بل وعداها بأن يفكرا بالأمر.

كان تصرفا سليما وتربويّا لأبوين خببرين في التعامل مع الطفل.

أما بالنسبة للغة التي استعملتها الكاتبة، فقد كانت لغة موفّقة، بسيطة، ولكن ثريّة بالمفردات الجديدة، والصور الأدبية الجميلة.

وفي الختام، لا شكّ أن القصّة تعتبر إضافة نوعيّة للمكتبة العربيّة.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .