خلافات حادة بين أحزاب المستوطنين تعرقل استمرار تحالفهم

تشتد الخلافات بين أحزاب المستوطنين، التي شكلت في الانتخابات الأخيرة، بضغط من بنيامين نتنياهو، تحالف “اتحاد أحزاب اليمين”، إذ خرجت من التحالف حركة “عوتسماه يهوديت”، المنبثقة عن حركة “كاخ” الإرهابية المحظورة صوريا في إسرائيل. وتطالب هذه الحركة بتوزيع مماثل لما حصل عليه الحزبان الآخران في القائمة.

وكان التحالف يضم حزب “البيت اليهودي” (المفدال) بزعامة الحاخام العسكري رافي بيرتس، وحزب “هئيحود هليئومي” بزعامة المستوطن العنصري المنفلت بتسلئيل سموتريتش، وحركة “عوتسماه يهوديت”.

ومن أجل أن يقام هذا التحالف الذي أراده نتنياهو، خوفا من حرق عشرات آلاف أصوات المستوطنين، أدرج نتنياهو، في المقعد 27 في قائمة الليكود، النائب إيلي بن دهان، من كان نائب وزير الحرب، وهو من حزب “هئيحود هليئومي”، الذي اقام حزبا صوريا، من أجل تنظيم العلاقة المالية مع الليكود.

وقد حصل هذا التحالف على قرابة 160 ألف صوت، محققا 5 مقاعد، ويضاف لها مقعد بن دهان. وكانت هذه القائمة تتأرجح في استطلاعات الرأي، حول نسبة الحسم، إلا أن ما فاجأ نتنياهو هو سقوط القائمة التي كانت تبدو أقوى في الاستطلاعات، “اليمين الجديد” بزعامة الوزيرين السابقين نفتالي بينيت وأييليت شكيد، بعد أن حصلت القائمة على 138600 صوت، مبتعدة بنحو 1400 صوت عما تطلبته نسبة الحسم في تلك الانتخابات.

وكان مندوب “عوتسما يهوديت” العنصري المنفلت ميخائيل بن آي، قد حلّ خامسا في قائمة “اتحاد أحزاب اليمين”، بينما حل زعيم الحركة العنصري المنفلت ايتمار بن غفير، على المقعد الثامن، إلا أن المحكمة العليا شطبت ترشيح بن آري، بسبب مواقفه العنصرية الدموية الشرسة. وبهذا لم تتمثل “عوتسماه يهوديت” في الكنيست.

ويطالب بن غفير الآن، بأن تحصل حركته على المقعدين الثالث والسادس، زاعما أن حركته حققت 70 الف صوت للتحالف، وهو ما نفاه الحزبان الآخران، وقالا في تصريحات صدرت اليوم الأربعاء، إنه في “بحث عميق” تبين أن “عوتسماه يهوديت” حققت 20 الف صوت.

وتهدد “عوتسماه يهوديت” بخوض الانتخابات بقائمة مستقلة، في حين وقع “البيت الجديد” و”هئيحود هليئومي” على اتفاق لاستمرار التحالف. وأعلنا أنهما سيواصلان المفاوضات مع “عوتسماه يهوديت” وأيضا مع قائمة “اليمين الجديد” لاقامة تحالف أوسع.

وفي المقابل فإن قائمة “اليمين الجديد” ما تزال تخوض نقاشا داخليا، حول من يرأس القائمة، إذ تطالب أييليت شكيد، بأن تحل محل نفتالي بينيت في رئاسة القائمة، إلا أن الأخير لم يصرّح بموقفه بعد.

وكان حاخامات متشددين من التيار الديني الصهيوني، التيار الطاغي على أجواء المستوطنين في الضفة المحتلة، قد أصدروا في الأسبوع الماضي، ورقة موقف لأحزاب المستوطنين، يعبرون فيها عن رفضهم بأن تكون شكيد، رئيسة لقائمة “أتحاد أحزاب اليمين” الاستيطانية، التي هي عمليا قائمة التيار الديني الصهيوني.

وقد كشف موقع “والا” الاخباري، عن رسالة وقع عليها عدد كبير من حاخامات التيار الديني الصهيوني، من بينهم حاخام مدينة صفد المتطرف، شموئيل الياهو، وحاخام المعهد الديني المتطرف، “عطيرت كوهنيم”، شلومو أفنير، وغيرهما.

وقالوا في رسالتهم، إن “هذه ليست قضية شخصية، بل قضية ذات قيمة عامة تتمثل في وضع قضية يهودية دولة إسرائيل، باعتبارها القضية المركزية للحزب الديني الوطني”. ووفقا لهم، “تحتوي تركيبة القائمة على بيان يعبّر عن أولوياتنا، وهذا البيان له آثار بعيدة المدى بالنسبة لنا كشعب عام وللرسالة التعليمية التي ننقلها إلى أطفالنا”. ويؤكد الحاخامات على أنه “بدون استبعاد أي مرشح آخر، لا سمح الله، نرى أهمية كبيرة في توصيف شخصية تحمل علم التوراة”.

وشكيد هي علمانية، ولكنها دخلت الى الكنيست، من خلال قائمة “البيت اليهودي” التي يطغى عليها التيار الديني الصهيوني، والذي يزداد تشدده الديني. وموقف الحاخامات يدعم موقف رئيس القائمة الرابي رافي بيرتس، الذي يصر على أن يكون رئيس القائمة من التيار الديني.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .