حنان حجازي على ضفتي نهر الثقافة الوطنية

كتب شاكر فريد حسن
حنان حجازي ناشطة ثقافية ، وامرأة طليعية وريادية يشار لها بالبنان ، وتستحق انحناءة تقدير لما تقوم به من جهود مباركة ونشاطات ثقافية واسعة لاعلاء صوت العقل وشأن الثقافة الوطنية وادب الاطفال، من خلال موقعها كمديرة ومركزة ثقافة الطفل للاسوار .
انها انسانة متيقظة ومثقفة واعية ، ومقاتلة على الجبهة الثقافية ، تجمع بين الفكر والممارسة ،
والقول بالفعل ، وبين جمال الروح والنفس ونكران الذات ، والنقاء الوطني ، والتضحية والعطاء بلا حدود ، والايمان بالقيم الانسانية الجمالية .
حنان حجازي تتمتع بجذوة الاحساس الصادق الخلاق ، اضافة الى تسلحها بفكر متنور متقدم وثقافة متنوعة عميقة ، تؤهلها لموقعها الريادي في عملية التجديد والتنوير لكل فاعلية انسانية وعلى رأسها المسألة الثقافية .
حنان حجازي التي اسست دار ومؤسسة الاسوار مع زوجها الانسان الرائع والمثقف والاديب والناشر الالمعي حارس ثقافتنا يعقوب حجازي بهدف نشر الكتاب الوطني والثقافة الوطنية ، تعي الدور التعبوي الطليعي الثوري الذي تلعبه الكلمة في معركتها ضد الرصاصة ، وقد ساهمت وتساهم في تعميق وتأصيل ثقافة الالتزام الوطني والفكر الحر المستنير من خلال الندوات المتعددة التي تستقطب رموز ادبنا وثقافتنا واقلامنا الجادة .
حنان حجازي تدهشنا بحضورها المشع وتألقها المتواصل في اللقاءات والامسيات وتقديم الوجوه والترحيب بهم ، فهي منارة من المنارات الثقافية الحقيقية التي تفرض الحب والاعجاب . وقد انتظم عقلها مع قلبها واتحد وعيها مع ضميرها ، واتسق فكرها مع نشاطها ، واقترن المبدأ في التجسيد .
حنان حجازي منحازة للوطن ، للهوية الوطنية الطبقية ، للانسان الفلسطيني في خيام اللجوء والتشرد والفقر والقهر ، للكادحين الذين يعانقون الشمس والفرح ، وتنتصر للمرأة في كفاحها لأجل نيل حريتها ومساواتها وحقوقها الاجتماعية ، ولقضية شعبها ووحدته الوطنية الغلابة .
حنان حجازي التي تصحو على صوت هدير بحر عكا كل صباح ، وتصعد الاسوار التي عجز نابليون عن اختراقها ، وتوزع الثقافة على القادمين والوافدين ، هي شعلة نور تضيء الدروب المعتمة في زمن الهزيمة والداعشية والفقر الفكري والجفاف الثقافي .
حنان حجازي من العناقيد الثقافية التي تحمل في ثنايها جذوة الثورة ، ورطب الفكر التحرري المتوقد ، البهاء والخير ، وروح المحبة والتسامح .
وهي في كل حال قارئة متميزة ، دائمة الاحتراق والاشتعال من وراء كل ستار للشمس بين غيم الحلم والكتابة والثقافة الجديدة ، التي تدغدغ الروح والعواطف وتشعل فينا الروح الوطنية الثورية الوثابة .
عاطاك العافية يا حنان ، نخلة عكا وفلسطين الشامخة على الرواسي والروابي والجبال ، وابقاك نهراً من العطاء الثقافي الذي لا ينضب ولن يجف، رغم التراجع والانكسار والهزائم .
ولك باقة من زهر الجليل احتراماً وتقديراً لنشاطك ودورك في خدمة ثقافتنا الاصيلة، الثقافة الفلسطينية الحرة الوطنية الشعبية والجماهيرية والطبقية المنحازة للفقراء والكادحين الذين سيفجرون الثورة القادمة على الظلم والقهر والاستغلال والاستعباد والاحتلال.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .