بمزيد من الحزن والاسى شيعت، بعد ظهر اليوم الاربعاء، جماهير غفيرة رجالا ونساء، تقاطروا من مختلف قرى ومدن البلاد، وبرز من بينهم رجال الدين، اعضاء كنيست حاليون وسابقون وقادة الحزب والجبهة والقائمة المشتركة ورؤساء واعضاء مجالس وبلديات حاليين وقدامى، وقادة لجان ومؤسسات وطنية، ونقابييون وكادحون وكتاب وشعراء، ومختلف المثقفين ورفاق ورفيقات حزب ودرب ومن اليهم من وفود وشخصيات رسمية وشعبية واهالٍ ومعارف واصدقاء.. واقفوا اجلالا للراحل الكبير في حين كان مكبر الصوت يعلو ويشاركه الكثيرون بترديد نشيد الاممية.
هذا وبعد المراسيم الجنائزية خرج النعش على الاكتاف مجللا بالعلم الاحمر، تتقدمه الشبيبة الشيوعية، تقرع طبول الحزن رافعة الاعلام الحمراء، محتضنةً الاكاليل لتدثر بها نعش رجل المواقف وفارس الوطنية وعنوان الاممية، من نذر حياته دفعا عن الفقراء مناصرا للمظلومين، لا يخشى ِبالْحَقِّ لَوْمَةَ لاَئِم ـ الرفيق الاريب العريق كمال يوسف غطاس (ابو مازن)، الى تراب مسقط رأسه، عروس الجليل الرامة ـ التي ومنذ مطلع شبابه وقف مدافعا عن زيتها وزيتونها وفلاحيها متعمدا بحبه لشعبه مناصرا لحقوقه..
هذا ما اكده ايضا الكاتب محمد نفاع الامين العام للحزب الشيوعي سابقا بكلمة باسم الحزب مشيرا الى معرفته يأبي مازن منذ النصف الثاني من سنوات خمسين القرن الماضي يوم كان نفاع طالبا في مدرستها، حيث عرف غطاس ببسالته وتصديه للحكم العسكري بكل مبوقاته، ليشكل قامة مرفعة في وجه الظالمين، موزعا لجريدة الاتحاد، قائدا حزبيا مؤسسا لبعض فروع . وانتهى نفاع الى التأكيد ان الارث الذي تركه الراحل الكبير سيمكث بالأرض ويبقى نهجا يهتدي به كل من يرنو الى عيش كريم.
اما كلمة العائلة فألقاها الابن فاتن غطاس مشيرا الى بعض المحطات في حياة والده وانتمائه لعصبة التحرر الوطني قبل قيام الدولة، وما قام به من اعمال بطولية ومن على الصعيد العام ومحليا في قريته حيث بادر وقاد الاضرابات ومختلف الاحتجاجات دفاعا عن العمال والفلاحين.
كما اشار غطاس ان والده صمد رغم الالم والحزن يوم فقدوا ابنهم واخاهم مازن، منوها الى دور امه نجيبة موسى غطاس ومساندتها لوالده في السراء والضراء منتهيا الى شكر كل من شاركهم مصابهم بفقدان عميدهم الغالي، مخاطبا والده بان: نم قرير العين فنحن على دربك وقيمك ومبادئك سائرون.