أقامَ نادي حيفا الثقافيّ والمجلسُ المِلّيُّ الوطنيُّ الأرثوذكسيُّ/ حيفا، واتّحادُ لكرمل للأدباء الفلسطينيّين، أمسيةً أدبيّة في قاعة كنيسة مار يوحنا الأرثوذكسيّة في حيفا، بتاريخ 16-1-2016، ووسط حضورٍ من الأدباء والقرّاء، احتفاءً بتوقيع المجموعةِ القصصيّة “الرّجُلُ الخطأ” للكاتبة حوّا بطواش، وقد أدارت الأمسية الكاتبة عدلة شدّاد خشيبون، وشاركَ بمداخلاتٍ حولَ الكتاب كلٌّ مِن: د. محمّد حمَد/ منظومة الفجوات في قصّة المقهى، وشادية حامد، ونعمان عبدالقادر/ صورة الرّجُل في قصّتيْ “الرجل الخطأ” و”أحلام كبيرة”، ولمياء أسدي، وفي نهايةِ اللقاء شكرت الكاتبة حوا بطواش الحضورَ والمُنظّمينَ والمُتحدّثين، وتمّ التقاطُ الصّور التذكاريّةِ أثناءَ توقيع الكتاب.
مداخلة عدلة شداد خشيبون: بدايةً أُحيّي المحامي الأستاذ فؤاد نقّارة وعملَهُ الدّؤوبَ في هذا المجال، فلولاهُ لما كنّا هنا، فباقة شكرٍ لك ولسوزانك الغالية فراشة النّادي، مُكللّة بأعذب الأمنيات بالصّحة والسّعادة ودوام العطاء، ودمتما ذخرًا للأدب وللكلمة الطّيّبة وعنوانًا آخر للعطاء. يطيبُ لي في هذا المساء البارد جوًّا الدافئ قلبًا أن نجتمعَ، مِن أجل الكلمةِ والمعنى وما وراء معنى “الرّجل الخطأ” بطل أمسيتنا هذه اللّيلة، وعروس ندوتنا الكاتبة حوّا بطواش.
حوّا الفلسطينيّة شركسيّة الأصل، وُلدتْ في قرية كفر كما في الجليل الأسفل. تعلّمت الابتدائية في قريتِها، وأنهت الثّانويّة في مدرسةِ المطران في النّاصرة. حاصلة على لقب أوّل من جامعة حيفا في موضوعَيْ علم الاجتماع والتّربية. اللغة العربيّة تأتي كدرجةٍ ثالثةٍ في البيت بعد الشّركسيّة والعبريّة. بدأتْ تنشرُ قصصَها القصيرة في صحيفةِ “كلّ العرب” ومواقع إلكترونيّة أخرى. في جعبتِها العديدُ مِن قصصٍ تنتظرُ النّشر. “الرّجل الخطأ” مجموعةٌ قصصيّةٌ حلّقتْ بها إلى فضاءاتِ الفكر، وأخذتنا معها إلى قاع البحر، وتركتنا هناكَ نعومُ، ولا مللّ يأخذنا ولا ثِقلُ كلام. الإهداءُ كانَ مقتضبًا جدّا، لكنّه مُفعمٌ بالحنين والحبّ وعشق اللّغة فتقول: إلى روح جدّي الذي ما زال حيًّا في قلبي.
ما أروعَ وأعمقَ كلمة جدّي، وتداعياتُها جمّةٌ في قلب حوّا فتقول: لجدّي فضلٌ كبيرٌ على مطالعتي، فكنتُ أذهبُ إليه وأستعيرُ الكتب لأقرأها. كانَ إنسانًا يُشعُّ مِن نفسِهِ الطيّبةِ، مُفعَمًا بالرّقّة، مَسكونًا بالرّضا والسّلام الدّاخليّ، وكانَ لهُ وجهٌ بشوشٌ، مُشرقٌ بابتسامةٍ يَرتاحُ لها الوجدانُ، وكانتْ مكتبتُهُ جامعةً وشاملة. ما وراءَ الرّجُلِ الخطأ قد تكونُ مُفارقةٌ في عنوان هذهِ القصّة بالذّات، وقد تكونُ مقارنةٌ، وقد تكونُ جريمةٌ نحصدُ مِن عواقبها دوْمًا الكثيرَ، فهذهِ اللّيلةَ سنلبسُ معًا قبّعةَ الفخرِ والاعتزازِ لكاتبةٍ مغايرةٍ، تكتبُ عنّي وعنكَ وعنهم، تختصرُ كلَّ الضّمائرِ لنتوهَ معَها في خِضمّ الحكايات. وهل الخطأ هو مِن الأخطاءِ الّتي يُمكنُ أنْ نُصلحَها؟ هذا ما سنسمعُهُ مِن المداخلات.
(آمال عوّاد رضوان)
اقرأ عن الامسية بخبر تفصيلي في زاوية لقاءات الوديان على صفحة الموقع