في مسعى واضح لتأجيج الحلبة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة ضده، شنت نخب الحكم اليمينية في تل أبيب هجوما كاسحا على الاتفاق الذي تم توقيعه صباح اليوم بين إيران والدول العظمى بشأن مستقبل برنامجها النووي.
ووصفت نائبة وزيرة الخارجية تسيفي حوطبيلي الاتفاق بأنه “اتفاق خنوع وخضوع لإيران ومصدر تهديد للبشرية”.
ونقل موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت” صباح الثلاثاء عن حوطبيلي قولها، إن تل ابيب ستعمل كل ما في وسعها من أجل إحباط الاتفاق ومنع تطبيقه، ومن ضمنها خطوات دبلوماسية ودعائية داخل الولايات المتحدة.
من ناحيتها، وصفت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغف الاتفاق بأنه “مصدر تهديد للإنسانية جمعاء والعالم الحر يجب عدم منحه فرصة للتطبيق”.
وفي المقابل، شنت النخب اليسارية المعارضة هجوما على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واتهمته بأنه المسؤول عن التوصل لهذا الاتفاق.
وقالت الرئيسة السابقة لحزب العمل شيلي يحموفيتش، إن التوصل للاتفاق يعني أن نتنياهو فشل في كل مخططاته لإحباط الاتفاق، على الرغم من توظيفه طاقات عسكرية واقتصادية وبشرية هائلة من أجل الحيلولة دون الوصول إلى هذه النتيجة.
وطالب عدد من المتحدثين اليساريين نتنياهو بتقديم استقالته بعد فشله في إحباط الاتفاق. وقال رئيس حزب “ييش عتيد” يئير لبيد، إنه يتوجب على نتنياهو استخلاص العبر المطلوبة وتقديم استقالته.
وقد وجه معلقون إسرائيليون انتقادات لنتنياهو وعدّوه المسؤول المباشر عن الفشل في إحباط الاتفاق مع إيران.
في مقال نشره موقع صحيفة “معاريف”، عدّ المعلق بن كاسبيت الاتفاق مع إيران صورة نمطية لنتائج السلوك العشوائي الذي يقدم عليه نتنياهو.
ونوه كاسبيت إلى أن فشل نتنياهو جاء لاستماعه لنصائح “عبثية” قدمها له الملياردير اليهودي الأمريكي المتطرف شيلدون أدلسون والسفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمر.
وفي السياق، كشفت صحيفة “هآرتس” في عددها الصادر الثلاثاء، النقاب عن أن نتنياهو يراهن على دور الأكثرية الجمهورية في الكونغرس في عدم السماح بتمرير الاتفاق.
ونوهت الصحيفة إلى أن نتنياهو يدرك أن الرئيس الأمريكي أوباما التزم بأن يتم عرض أي اتفاق يتم التوصل إليه مع إيران على الكونغرس قبل أن يوافق على رفع العقوبات عنها.
وأشارت الصحيفة إلى أن ديوان نتنياهو عاكف طوال الوقت على التنسيق مع الجمهوريين من أجل الحيلولة دون إقرار الاتفاق.
من ناحيته حذر حامي شليف، المعلق الإسرائيلي المتواجد في نيويورك من خطورة التواطؤ بين نتنياهو وقادة الحزب الجمهوري، محذرا من أن هذا التواطؤ سيفضي إلى المس بمصالح إسرائيل الاستراتيجية.
وفي مقال نشره موقع صحيفة “هآرتس” صباح الثلاثاء، قال شليف إنه حتى لو نجح الجمهوريون في إحباط تمرير الاتفاق في الكونغرس، فإن هذا سيفضي إلى بلورة جبهة أمريكية واسعة ضد إسرائيل.
وحذر شليف من أن نتنياهو سيعمد إلى توحيد الديموقراطيين والنخب التي تؤيدهم خلف أوباما، ما يعني أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ستتدهور بشكل غير مسبوق، ما يهدد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.