يستدل من المعطيات التي نشرتها المحاكم الدينية “الربانية” في الاسبوع المنصرم ان النسبة الاجمالية للطلاق في اسرائيل قد تصاعدت بنسبة %5 في عام 2018 , اذ وصلت الى 11,145 حالة طلاق , مقارنة الى 10,661 حالة عام 2017 , وقد حصلت تل ابيب على “حصة الأسد” في هذا المضمار , اذ سجلت 750 حالة طلاق في عام 2018 , مقارنة ل 649 حالة في عام 2017 , أي بأكثر من %16.
اما نسبة التزايد الكبيرة بمعدل %86 لعام 2018 فقد كانت في غديرة ( גדרה ) 52 زوج مقابل 28 لعام 2017 .
كذلك الامر , فان المحاكم الدينية الاخرى قد نشرت مؤخرا معطيات مشابهة نوعا ما حول نسبة حالات الطلاق في اوساط الاقليات في البلاد , والتي اضحت على ما يبدو , تقضي مضاجع الكثير من العائلات, وتبعث البؤس في نفوس الكثيرون من ابناء هذه العائلات, والى ذلك من سبيل , حيث ان ابغض الحلال عند الله هو الطلاق , واحيانا كثيرة الإباء يأكلون الحصرم والابناء يضرسون .
وفي سياق متصل, نشرت معطيات حول جيل الزواج الرائج في البلاد, حيث تبين انه يقع عند حد ال 27.3 عام , وغالبية الأزواج يقدمون على الاقتران في جيل 27.8 عام وغالبية الزوجات في جيل 25.9 عام , وهذا يعني ان جيل الزواج ونسبة الطلاق يلتقيان في نقطة تصاعد بينهما , ويعكس الاعتقاد السائد لدى الكثيرون منا ان سبب الطلاق الرئيسي هو الزواج المبكر , بيد ان الأسباب على ما يبدو غير ذلك , بل بعضها لربما متعلق بغزو الحضارات والأفكار الدخيلة على مجتمعنا العربي, او لربما متعلق بتلك الحقوق او المخصصات التي تتلقاها العائلات الأحادية من التامين الوطني وما الى ذلك .
د. سلمان خير : معطيات الطلاق ليست من فراغ
وفي حديث لمراسلنا مع المحامي المختص في القضايا الجنائية ومحاكم شؤون العائلة د. سلمان خير , قال ان معطيات الطلاق ليست من فراغ وهي مقلقة ويجب التوقف عندها والعمل الجاد والمشترك لجميع المؤسسات ذات الشأن للحد منها , سيما وان مجتمعنا العربي اخذ الى الانفتاح على حضارات وثقافات دخيلة لم يعيها في الماضي قد تدفع به أحيانا الى المطالبة بفك الرباط الزوجي لأسباب هشة او بسيطة يمكن تقويمها ومعالجتها في حالات عدة , ضاربًا بذبك عرض الحائط تلك المحاولات الهادفة الى اصلاح ذات البين او الى إعادة المياه الى مجاريها بوسائل اقل ضراوة من فك رباط العقد الزوجي . واردف قائلا ان المحاكم الدينية تساهم في ذلك بعض الشيء , وفي بعض الحالات وإن كانت قليلة , تضغط على ” زناد التسرع” في الطلاق قبل ان تستنفذ جميع محاولاتها في إعادة اللحمة بين الزوجين , ان كان هناك إمكانية من جهة دينية لذلك, غير ابهة في قرارها النهائي بالطرف الذي اصر على الطلاق , بل تعطي تفسيرات هي باعتقادي بمثابة اجتهادات شخصية لبعض القضاة في اخذ الأمور الى مساحات مغايرة لما كان متعارف علية في ازمان غابرة , وكان هو بمثابة المانع والرادع في عدم التسرع نحو الطلاق , وهذا من شانه ان يفاقم الوضع , وقد يفسره البعص في اتجاهات خاطئة لا تصب في رقعة الحد من الطلاق المستشري , بعض الشيء , لدى الازواج .
وحول سؤال مراسلنا عن اهم أسباب الطلاق كما يعيها من الملفات التي يتداولها في المحاكم , قال د. خير ان الأسباب لذلك عدة وعديدة ومن الصعب ادراجها في ” خانة ” واحدة , بيد أن أهمها هو كالاتي :
- العنف المستشري في المجتمع ( عنف جسدي كلامي نفساني واقتصادي ) .
- الابتعاد عن الدين وغياب الدور التوجيهي من قبل الاهل ومؤسسات أخرى .
- الغزو الفكري القادم من التلفاز والشبكة العنكبوتية بمن فيها الانترنيت وغيره .
- صعوبة الحياة وعدم الاختيار المناسب .
- اعجاب الشاب بشكل الفتاة وليس بالضرورة بأخلاقها ( التمسك بالمظهر والابتعاد عن الجوهر ) .
- انفتاح المرأة للعلم والحرية , وتمسك الرجل بنفس العقلية الداعية الى التحفظ وغيرها .
- تجاذبات ومشاحنات وانجذابات لأمور غير جادة ومجدية .
- تدخلات خارجية ( من الأهل والمقربين ) .