لمغار هذه البلد العريق، سطّر عبْر تاريخه أَروعَ المواقف بِلُحْمَتِه الاجْتِماعِيَّة، بِالتَعالِي عَلى الجِراح وَبِالْحِفاظِ عَلَى الْأَرْضِ وَالْمَسْكِن وكرامة الإِنسان.
هذا البلد دونَ أَدنى شَكٍّ مُستهدفٌ كَوْنَهُ يَحْمِلُ رِسَالَةً حَضَارِيَّةً سَامِيَةً بِتَنَوُّعِ تَرْكِيبَتِهِ السُّكَّانِيَّةِ وَنَسِيجِهِ الاجْتِمَاعِي.
إنه مُستهدف من القوى الظَّلاميَّة المتطرِّفة التي لا تؤمن بقيم السَّلام ولا يروق لها العيشُ المشترك.
انه مُسْتَهْدَفٌ مِمَّن يَسْعُونَ إِلى إِنهاكِهِ في صراعات داخليَّةٍ، تَهْدِفُ تَحْطِيمَ ما بُنِيَ وَوأَدَ احلامٍ في مستقبلٍ مُشرقٍ مُنِير.
بلدنا مُستهدف من أُولئكَ الذين يرقُصونَ على الدِماء، وَمَنْ يَتَمَتَّعونَ بالْعَبَثِ بمشاعر أَلم العوائِلِ الثَّكْلى، ومَن يستغلُّون العناصر الغوغائيَّة لتنفيذ مآربهم ومخطَّطاتِهم المشبوهة.
انْظُروا وَعُوا ايُّها الأَعزّاءُ ولا تَدَعُوا المُغْرِضِين ينالوا مآرِبَهُم.
انْظروا إِلى هذا الكَمِّ الْهَائِلِ منَ الضَّخِّ الْإِعْلاميِّ في الصُّحُفِ والمواقعِ ووسائلِ التواصُلِ الاجتماعيِّ، التي تعمل جَمعاءَ مُنْذُ أَمْس عَلى تعكير صَفْوَ الأجواءِ في هذا البلد الطَّيِّب.
انظروا وعوا أيّها الأَعزَّاء، فهذه الهجمةِ الشَّرسة التي تعمل ليل نهار على افتعال الأَحداث وبثّ الدعاياتِ المغرضَة، مِن ورائها مَنْ يهْدِف إشعال نارَ الْفِتنَة الطَّائفيَّة التي تَحْرِقُ الْأَخْضَرَ والْيابِس . وحين يشتعلُ هذا البلد لنْ يكونَ أَحَدٌ من هؤلاء ليمدَّ يدَ الْعونِ في تجميع أشلائِنا، بل سيجلسون في مكانٍ آخر، يرفعون نَخْب نَجاحِهِم.
انتبهوا أيّها الأعزّاء، السّياساتُ التي تُحاكُ في الخفاء لا تُبَيِّتُ لَنا ولأَبنائِنا خَيْرًا. فهذا بلدنا الذي نعتزُّ به، هذا بلدنا الذي نُحب! ، وهذا بلدنا الذي سيحتضن كلَّ مكوناتِهِ إِلى يومِ الدِّين.
هذا نداءٌ لأرباب الدِّين والسِّياسة والقياداتِ الاجتماعيَّةِ والوجهاءِ والعقلاءِ والمثقَّفين للتجنُّدِ والوقوفِ صفًّا واحِدًا كالبنيانِ المَرصُوص ، لنكون معًا ونقوم بجهودٍ موحَّدةٍ ومنسَّقة لرأب الصَّدْعِ مَتِى وُجِد، والحدّ من تداعياتِه ولنَبْقى الْعِصِي لِمَنْ عَصَى وحاوَلَ التَفْرِيق بيننا.
مع تحيات المحبَّة والتقدير
زياد دغش
رئيس مجلس المغار المحلّي