في خطوة لم تشهدها البقيعة من قَبّل، جمعت بين اطياف ابناء الشعب الواحد، من مختلف قرى ومدن الجليل، بنسيجه المذهبي والاجتماعي والسياسي، شملت على مشايخ الدين والكهنة ومنتخبي جمهور في البلديات والكنيست ومختلف الشخصيات الرسمية وشعبية وشعراء وكتاب ورجالات علم ووجوه كريمة، واهال واصدقاء، حيث التقى بأمسية مميزة، الهلال بالصليب لتشع من بينهما النجمة الخماسية بألوانها الخمسة رمز الطائفة العربية المعروفية الدرزية، وتجمعهم على مأدبة افطار رمضاني، بادر الى اقامته مساء ليلة القدر (امس) ، ولأول مرة في تاريخ البقيعة، التي لم تنقطع عاما عن الاحتفاء بعيد الفطر، حيث تعم شوارعها مظاهر العيد وترتفع في خلواتها صلوات الفطر ويفرح اطفالها بالملابس الجديدة شاء من شاء وابى من ابى ، وجاء رئيس مجلسها الدكتور سويد سويد بمبادرته هذه ليؤكد وايضا من خلال كلمته ان للبقيعة تاريخ عريق حيث عاش فيها وسكنها على مر مئات السنين الدروز والمسحيين والمسلمين واليهود بتسامح وتآخٍ والعلاقات الطيبة بين الجميع .
هذا وتولى ادارة الحفل الناشط سميح زين الدين داعيا لإلقاء الكلماتبالضافة لرئيس المجلس د. سويد كل من: الشيخ السايس فؤاد سويد، الشاعر نايف سليم الاستاذ يوسف سويد والسيد محمود محمود (البقيعة)، الكاهن صالح خوري (سخنين)، الامام وهاب حرب (بيت جن)، السيد عدنان طراد (سخنين)، السيد حميد آغا (المزرعة)، الدكتور صالح عبود (شعب)، الشيخ سمير (عاصي عكا) في حين كان قد رفع الآذان معلنا موعد الافطار الشيخ موسى ابريق من أبو سنان.
يذكر انه استضاف هذا الافطار الرمضاني بمأدبة فاخرة وشهية، مطعم وقاعة الريّان لصاحبها الشيخ سامي سويد (ابو عبسة)، كما جرى خلال تقديم الكلمات تقليد عباءة من ابي وسام عيسى حجاج للشيخ يوسف سويد (ابو علي). ويطيب التنويه، ايضا في هذا المقام، انه شارك في الافطار احد احفاد يهود البقيعة الاصليين ايلان توما وان هذه الشريحة من السكان مازال لهم املاكا في القرية، وان المجموعة التي غادتها على مر السنين بعد اقامة الدولة بحثا وراء مصادر العيش ولم الشمل، باعوا اراضيهم وبيوتهم وكل ما يملكون فقط لأهل بلدهم البقيعة وليس للوكالة الصهيونية او غيرها من دوائر الاستيطان.