الصورة من المناظرةالتي جرت قبيل الانتخابات بين الكتل الطلابية
جامعة بير زيت من الجامعات الفلسطينية العريقة في الضفة الغربية، وتحظى بمكانة متقدمة في التصنيف الدولي للجامعات والمعاهد العليا العالمية. وقد لعبت على الدوام دورًا هامًا في بلورة ونشر الوعي الوطني والسياسي والفكري الفلسطيني، وفي المواجهات مع سلطات الاحتلال، وتشكل واجهة حقيقية لمختلف آراء ومواقف وتوجهات الرأي العام الشعبي الفلسطيني.
وقبل أيام جرت في الجامعة انتخابات لمجلس الطلبة، وكالعادة كان عرسًا ديمقراطيًا تجسدت خلاله آراء الرأي العام ووزن القوى السياسية الفاعلة في الشارع والمجتمع الفلسطيني، وتميزت العملية الديمقراطية بالنزاهة والشفافية، وشكلت نموذجًا ناجحًا وفعالًا لحماية الديمقراطية.
وقد تمكنت حركة فتح ممثلة بكتلة الشهيد ياسر عرفات من التفوق والفوز في هذه الانتخابات، وحصلت على العدد الأكبر من المقاعد، ما يمثل ويعني تحولًا هائلًا في موازين القوى السياسية بين طلبة الجامعة.
وهذه هي المرة الأولى بعد سنوات طوال تنجح فيها حركة “فتح” بالتفوق على كتلة الوفاء الاسلامية التابعة والموالية لحركة “حماس”. وهذا بالطبع يشكل خسارة كبيرة وضربة جسيمة لحركة “حماس”، وبمثابة انهيار لها بين أوساط الشباب والجيل الفلسطيني الجديد، ومؤشر واضح على التراجع الشعبي للحركة في صفوف الشعب والمجتمع الفلسطيني، نتيجة ممارساتها ومسلكياتها وحكمها الاستبدادي وقبضتها الحديدية في قطاع غزة، وتجربتها السياسية التي قادت إلى تدهور الاحوال والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
ويمكن القول أخيرًا، أن نتائج الانتخابات في جامعة بير زيت لها انعكاسات على المستقبل السياسي في الوطن الفلسطيني، ولها مكاسب غير مباشرة، وهي الدفع باتجاه انتخابات عامة نزيهة، وهي مسألة مهمة وأولوية أكثر من انتخابات مجلس الطلبة، تقع على عاتق حركتي “فتح” و”حماس”، وهي فرصة أمام أبناء الشعب الفلسطيني بكل قواه وفصائله وشرائحه لتقرير مستقبل النظام السياسي الفلسطيني. .
(شاكر فريد حسن)