امسية ثقافية تكريمية للأديب الفلسطيني د. المتوكل طه

 

 

خلود فوراني سرية –

في تاريخ 19.04.2018 ، مباشرة بعد مسيرة العودة إلى عتليت المهجّرة، أقيمت أمسية ثقافية تكريمية  للأديب الفلسطيني  الدكتور المتوكل طه، في نادي حيفا الثقافي بمشاركة د. محمد صفوري، الشاعر مفلح طبعوني، د. خالد فوراني وقراءة شعرية لليافع مروان سريّة وعرافة الناشطة الثقافية خلود فوراني سرية.

استُهلت الأمسية بلمسة وفاء للشاعر الفلسطيني طيّب الذكر علي يوسف فودة من خلال شريط مصور قصير عن حياته.

تلاه شريط مصوّر لمداخلة د. يوسف عراقي مع قناة مساواة بموضوع العودة.

قدم الكلمة الافتتاحية رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة الذي رحّب بالحضور، ثم قرأ فقرة من  دراسة “الأصولية الإسلاموية الجديدة” للباحث عبد الغني سلامة الصادر عن دار الرعاة في رام الله موصيًا بقراءته وأعلن عن أمسيات النادي القادمة.

بدايةً كان مقطع من مسرحيّة “أساطير الإنس والجانِ في دولة برهان الزمانِ“، لمسرح “راس عروس” قدّمه الممثلون فزع حمود، أحمد حسيان وهديل خطيب، إخراج منير بكري، والمسرحية من تأليف ابراهيم خلايلة وُزّعت نسخ منها مجّانًا في نادي حيفا الثقافي ( وفي مسيرة العودة) ومن المتوقّع بدء عرض المسرحيّة في بداية أيار المقبل).

تولّت عرافة الأمسية وإدارتها الناشطة الثقافية خلود فوراني سرية فاستهلتها بكلمة عن أهمية تأصيل الرواية الفلسطينية ونشرها على العالم قائلة “الدم الملعون لم يتخثر.. والكراهية ما فتئت تمد لسانها المسموم، والعنف يتفشى مثل كابوس مفزع.. والاحتلال، صاحب ورشة الشيطان، ما زال يعيد إنتاج الموت بكل صوره على حياتنا، وهذا ما شكّل لُحمة سنواتنا.. لهذا من المفيد أن يُؤرح كل ما مرّ بنا من أحداث بهدف تأصيل روايتنا، التي مهما كانت شخصية ذاتية فإنها تظل سيرة عامة لصعوبة فصل الخاص عن العام وتداخلهما في وضعنا الفلسطيني وحتى لا تظل ذاكرتنا عرضة للفناء والعذرية والعدم.. ولأن المعاناة بصمت تعمقها.. فعلى العالم أن يعرف”.

أما في باب المداخلات فشارك د. خالد فوراني بمداخلة له على خلفية مقابلة أجراها مع د. المتوكل طه مديرا  لبيت الشعر الفلسطيني في حينه، في إطار بحث ميداني عن العلاقة ما بين الصوت والصورة- اللفظة والمعنى لدى شعراء الحداثة في عالم عَلماني عند العرب. فتناول ديوانه “حليب أسود” حيث يعالج هذا الديوان من خلال قصة هارون الرشيد والبرامكة قضايا سياسية .

كما تحدث علاقة المتوكل بأدواته الشعرية، خاصة الإيقاع الذي لم يعد يعطيه أهمية قصوى.

وأضاف، فيما مضى من شعرنا ذهبنا إلى الإيقاع، وهو نوع من الصراخ. الان لم يعد طه يبحث عن الإيقاع لأنه لا يفضي لأكثر من الهيجان والحماسة الفوريين. الحري بنا أن نترك أثرا في قلب المتلقي، في الوجدان والعقل.

لاحقا صرنا نبحث عن تناغم في نصوصنا يوازن ما بين الفكرة والإيقاع.

وهذا الابتعاد عن الصوت لأجل الصورة، أو لربما غلبة المعنى على اللفظة هو ما تتطلبه رسوم دخول الحداثة بصيغتها العلمانية، حيث تغلب الصورة الصوت في مخيلة الواقع الحديث.

تلاه الشاعر مفلح طبعوني بمداخلة حاول فيها تقريب سيرة كاتب وشعب بأسلوب شاعري، فتحدث عن تماهي السيرة الشخصية للمتوكل طه مع البقاء المنتصب بثبات تضاريسنا وبقائنا مع هذا الوطن وفيه، سيرة تنطلق إلى الأبدية لتشكّل مركز الاحتراب والصراع وتتجلّى في هذا الوطن، تناول بحر يافا، سجن عكا وكرمل حيفا، عرّج على حرمانه من التواصل مع أمه ودمعتها، وتخلّلت مداخلته بعضًا من أشعاره وأشعار المتوكّل  ورسالة شخصّية  إلى صديقه المحتفى به.

 

 

كانت المشاركة بعده للدكتور محمد صفوري  وقد تناول بدوره رواية “نساء أويا” ومداخلة عنونها ” تعالق الغرائبي والواقعي” حيث تحدث عن الجدلية الثنائية التي جمعت بين العنصر الغرائبي المتخيّل والعنصر الواقعي المعيش في الرواية، وعن حضور المرأة البارز في الرواية حيث يستعرض قصص خمس وعشرين امرأة واصفًا ما لاحقهن من ظلم، استغلال، انتهاك، استلاب، اغتصاب وقتل في مجتمع ذكوريّ ظالم، اسلوبها شاعريّ يتكئ على تقنيّة الرمز، يوظّف اللغة السماوية واللجوء إلى استخدام المجاز، التشبيه والاستعارات، للروايةً  عبق خاصّ، يتعالقُ فيها العنصرُ الغرائبيّ مع العنصرِ التاريخيّ الواقعيّ، فيجسّدُ فيها الهمَّ الذي يؤرّقُ المجتمعَ الليبيّ خاصّة والعربيّ عامّةً لما فيهما من استبداد وظلمِ السلطة للإنسان البسيط، وسلبِ ثرواتِ البلاد، إضافةً للثيمة المركزيّة، ثيمةِ المرأة التي أضحت تؤدّي دورَها مضاعفًا، وقد تزوّدت بمعرفةٍ وثقافةٍ تُؤَهِّلانها لخوضِ غمار مجالات الحياة المختلفة.

 

تلاه اليافع مروان محمود سريّة الذي ألقى مقتطفات من قصيدة “ارحلوا” للمحتفى به فلاقى إعجاب الحضور، حيث كان إلقاؤه مميّزا ومؤثّرا، أحضر المتوكّل طه رغم غيابه.

وعن أهمية ما يقوم به نادي حيفا الثقافي بحق المبدعين قالت عريفة الأمسية خلود ” لعل من أسباب الخلود أن هناك من يقتلون النسيان بالقول والكتابة وربما من الإنصاف أن نجد أولئك الذين لا يكترثون بالأنا باحثين عن الآخر الذي يستحق منا كلمة حق تبقي سيرته على قيد الذكر.

هذا ما نفعله في نادينا، نادي حيفا الثقافي، هذه الانتباهة من جمع لهم باعهم في الأدب جاءت محملة برسائل تجاوزت المجاملة، جاءت لتكشف عن حجم الانتماء والحب للأدب بأطيافه كافة.

جزء من هذا الحب هو أن تحظى هذه الشهادات بالعمر المديد كي يحمل للقادمين من المهتمين معرفة ما كان لهم أن يلمسوها لولا أن احتضن النادي هؤلاء الأوفياء. وتبقى الذاكرة كتاب الروح كما قال أرسطو”.

كان الختام بتكريم المحتفى به بدرع قدّمه السيد جريس خوري، مندوبًا عن المجلس الملي الأرثوذكسي، راعي الأمسيات، والمحاميان فؤاد نقارة وحسن عبادي واستلمه الشاعر مفلح طبعوني نيابةً عن المحتفى به الذي منعته سلطات الاحتلال من حضور الأمسية. ونهاية كانت كلمة المحتفى به عبر الهاتف، رغم الحواجز والحصار فأعرب عن خيبته من المنع وعدم تمكنّه من الوصول وحضور أمسية تكريمه بين أهله، وشكر القيّمين على الأمسية والنادي وعن رغبته بالمجيئ إلى حيفا ليحضن الحضور ويضمهم إلى صدره فردًا فردًا.

يجدر بالذكر أنه رافق الأمسية معرض لوحات للفنان العكيّ الزعتريّ الراحل توفيق عبد العال، كانز المعرض الفنان ظافر شوربجي.

 

لقاؤنا يوم الخميس 26.04.18  في أمسية إشهار رواية منفى الياسمين للدكتورة عبلة الفاري بمشاركة د. صفا فرحات، د. سمير فوزي حاج وعرافة الشاعرة أميمة محاميد.

 

خلود فوراني- سرية

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .