الى نعيم عرايدي بعد اربعين حزن / رشيد خير   

 

 

1

 

رحلتَ لتسوقنا , في غيبة التأملات الذهنية, إلى ساحةٍ فسيحةٍ من النظر في غياهب الكون والتفكر في تواري قامة الباحث والمفكر والمربي والشاعر والناقد وقبل كل هذا وذاك نعيم الانسان الذي ركز في كتاباته في مواقع التواصل كما في كتبه وفي محاضراته على فلسفة الهمّ الانساني , ففي كل جلسة وحديث لك ذكرت ” ضعفنا البشري ” الذي لم تعد شاهداً عليه معنا.

عشتَ  دنياك تنسج تطلعات بعيدة، امتد خيالك إلى آفاق رحبة ، احاطتك رغباتٌ كثيرة واحتشدتْ في ذاتكَ توجهات متنوعة ، حتى إنك وجدتَ نفسك في غابة واسعة من الرغبات والأماني والأحلام ،, فسخَرت طاقاتك لتُطاوِلَ المحلي والقطري والعالمي وتجمعهم في غرفة العاب طفلك المدلل ” مهرجان نيسان الدولي ” الذي اقترن اسمُهُ بمغارِكَ ومغارتِك …

ارهقتَ جسدَك , بل وانفاسَك الاخيرة , لتحققَ التكاملَ الذي طمحتَ اليه , متسلحاً بادواتك المعرفية التي اعانتك على تبيُن الطريق ورسْمِ الخطى الواثقة على الدرب لتربط المقدمات المطلوبة بالنتائج الصحيحة , فجمَتعَنا هنا .. ورحلت …. فلن اسميك الا شهيداً ارتقى او كوكبا سما في سماء الثقافة.

على مدى اكثر من اربعة عقود ، ، أخذتْكَ نشوةُ التربص بكل ما يعيق حركة الكتابة الابداعية ، فتصديتَ بكل قوة، للكثير من الآراء والأفكار التي حاولت أن تهدمَ جدارَ الكتابة الإبداعية، مشاطراً بذلك أحزان قول الحق إزاء الزيف , ،  فكنت الشاعر والكاتب الحاذق الملازم لقلق الانسان ، تستهويك الكتابة الصادقة قبل وبعد أي شيء.

جمعت بحيويتك الناعمة والهائلة , وفي اكثر من لغةٍ , شكلا فريدا بين روح الصدام والمشاكسة والمنافرةِ والتهكم والبوهيمية وعمق المعرفة وشمولها والحنين الرعوي الرقيق إلى أزمنةٍ طفولية أليفة , جمعتها… باغتّنا … ورحلت …

هنا على صدر عشقِك باقية ازاهير اللوز وجذوع زَيتونٍ , باقون بعناوينك نلملم باقات عطرك من دموع وحروف  , ننسق بها اكاليل شوقٍ وابداع تحفظ نيسانك من نسيانك , امانة في اعناقنا  لتبقى حديقة نيسانك تفوح بعطرٍ حاضرِ الروحِ والوهج.

 

 

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .