منذ انطلق الحراك الفلسطيني ارفض، شعبك يحميك وهو يسير من إنجاز إلى إنجاز واضعًا نصب عينيه اسقاط التجنيد الإجباري المفروض قهرًا وزورًا على الموحدين الدروز من جهة وكسر الصورة النمطيّة التي بناها الاحتلال عن العرب الدروز من جهة أخرى.
لقد كان الحراك ولا يزال سبّاقًا في هيكليّته التنظيميّة الشبابيّة، في استراتيجيّة عمله وفي خطواته التي فرضت نفسها بثقة وبوضوح وبشفافيّة على كافة الساحات التي رأى الحراك أن يعمل عليها من ساحات محليّة، فلسطينيّة، عربيّة ودوليّة.
في العامين المنصرمين لم يقم الحراك بمرافقة أكثر من 100 شاب عربي درزي فقط، بل قدّم ولأوّل مرّة في تاريخ النضال العريق ضد التجنيد الإجباري ومن خلال خطة مدروسة جدًا، المرافقة القانونيّة والمعنويّة للشباب الرافضين.
إنّ أغلبية التوجّهات تصلنا عبر اتصال هاتفي على خط الدعم وبالمناسبة هذا الخط الذي يعمل بعيدًا عن الإعلام هو خطٌ ساخنٌ جدًا، فإننا نتلقّى كل أسبوع توجّهًا جديدًا من شابٍ رافضٍ جديد.
إن دلّت هذه الحقيقة على شيء فهي تدل على تعطّش الشباب العربي الدرزي للتخلّص من التجنيد الإجباري ولم يكن لديهم في السابق أيّ عنوان يتوجّهون إليه، أمّا اليوم لديهم عنوان واضح جدًا واسمه ارفض شعبك يحميك.
من نافل القول إن هذه الحقيقة لا تروق لا الاحتلال ولا جيشه الغاشم ولا لأذنابهم في المجتمع ولكن ألا تروق بعض من يعدّون على الخط الوطني في الداخل الفلسطيني فإنّ هذا أمر مستهجن جدًا، غير مفهوم وغير مقبول إطلاقًا
إننا في ارفض نفخر بعملنا وباستراتيجيته، فإننا نملك مشروعًا متكاملًا مدروسًا يسعى لتغيير الوضع القائم ومن استراتيجياتنا على سبيل المثال لا الحصر هو أننا لا نفرض على من يتوجّه إلينا أيّ شيء، فلا نتاجر بأسمائهم سياسًا ورغم أننا نشجع الرفض العلني إلاّ أننا نقدم أمام الشاب كامل المسارات القانونيّة الأخرى وهو من يختار طريقه، وما علينا إلاّ تقديم الوسائل وكشف الحقائق ووضع طاقم من محامين واخصائيين من أجله ليتخلّص من التجنيد الإجباري.
إن فريق دعم الرافض يقوم بجهود جبّارة للاستمرار بهذا العمل النضالي الوطني بعيدًا عن الإعلام وعن أيّ مصالح شخصيّة فإن لم يرق الأمر لبعض مناضلي الفيسبوك الخائفين من نجاح الآخرين حيث أخفقوا مرّة تلو الأخرى فيا حبّذا أن يخبرونا ماذا فعلوا خلال تاريخهم الإفتراضي من أجل رافضي التجنيد ويا حبّذا لو يخبرونا أيضًا كم رافضًا استقطبوا من خارج الخط الوطني في العقود الأخيرة!
الإجابة هي صفر، ذلك وأكثر بل هم تذمّروا على طاولة لجنة المتابعة عند التحضير لمؤتمر “ارفض لست خادمًا” حين أصرّينا على إعطاء المنصّة لأحد هؤلاء الأبطال تحت ادّعاء أنّ الشاب لا يُعد على الخط الوطني، ولم ينفكّوا يومًا عن مهاجمة الشباب الفلسطيني المتمثّل بالحراك بشتّى الأشكال، ويبقى السؤال هل هنالك سبب آخر لهذه التصرفات الصبيانيّة الخالية من الرؤية غير الخوف على مكانتهم السياسيّة التي تمّ تحجيمها في ميدان العمل؟
ذلك وأكثر فإن لم يعدّ استقطاب أكثر من 100 رافض من خارج الخط الوطني اختراقاً للقرى العربيّة الدرزيّة فما هو الإختراق؟ هل هو حصر القضيّة في عائلات محزّبة لا تتقبل الآخر ما دام ليس تحت جناحها، أم هو أن تتوجه لجان وطنية إلى بيوت شباب اعلنوا رفضهم فلا تشجعهم، بل تعمل على ثنيهم عن هذه الخطوة لكي تظل هي وحدها تحت الأضواء؟
لطالما فخر حراك ارفض، شعبك يحميك بالتاريخ النضالي الوطني المشرّف للطائفة العربيّة الدرزيّة وجاهر به في كلّ مكان قائلًا أنّه لم يأت من فراغ رغم كونه أوّل حراك غير طائفي يعمل على قضيّة التجنيد الإجباري، مضيفًا أن مرحلة عزل قضيّة التجنيد الإجباري في نطاق طائفي انتهت وإن قضيّة التجنيد الإجباري هي قضية ابن الناصرة وابن دالية الكرمل على حدٍ سواء والحراك لم يذهب إلى جنوب أفريقيا وتونس وقبرص ولبنان والأردن وتركيا ومؤخراً قطر وقريباً أمريكا قبل أن يذهب مع عشرات الناشطين إلى قبلة النضال قرية الرامة ليحيي ذكرى الشيخ فرهود فرهود والشهيد عاصم الخطيب وشاعر المقاومة الكبير سميح القاسم.
وإنّه لمن المستهجن أن يقوم الحراك بالمظاهرة تلو الأخرى على جبل الرافضين أمام سجن عتليت العسكري الغاشم فلا يتكلّف أدعياء النضال ولو لمرّة واحدة بالإشتراك في هذه المظاهرات رغم أننا اشتركنا في كلّ فعالياتهم رغم قلّتها.
إننا لا نتوقّع منهم أن يشاركونا في مؤتمراتنا في شفاعمرو والرامة والناصرة التي طرحنا بها رؤيتنا وأساليب عملنا ولكن بربّكم هل يُعقل ألاّ يشاركونا في المظاهرات؟!
لو حضروا مؤتمراتنا مكان العمل على إفشالها ومكان المزاودة عليها في المجموعات الحزبيّة المغلقة في الفيسبوك لعلموا أننا نعمل تمامًا وفق مقولة القائد الشاعر توفيق زيّاد “مظاهرة واحدة تساوي عمل سنة في الكنيست” ولعلموا أيضًا أن الشباب الفلسطيني استقطب رافضي التجنيد من داخل السجون الإسرائيليّة ولكن هذه انجازات غير مسبوقة ولا دخل لهم بها فلماذا يشتركون؟
إننا في ارفض، شعبك يحميك نحترم كافة مكوّنات شعبنا الفلسطيني الحزبيّة والأهليّة في الداخل في الضفة الغربية والقطاع والشتات ونعمل معها جميعًا بلا تفرقة على طرح قضيتنا المحقّة، وإننا نفخر أننا لا نُحسب على أحد ولا نتبع لأي حزب كان، مع احترامنا لجميع الأحزاب فنحن إن رأينا أنّه علينا أن نذهب لنقارع الشيطان من أجل خدمة قضيتنا سنفعل ذلك فكم بالحري إن كنّا نتحدّث عن العمل مع أبناء شعبنا العربي.
وعليه فإنّ المحاولات المتكررة التي يقوم بها بعض المغرضين لوضعنا في خانة حزبيّة ما، أو باتّهامنا بمأسسة الحراك من خلال حصولنا على تمويل من جهات معيّنة ليست إلاّ محاولات مراهقة لا تقدّم ولا تزيد بشيء بل تشي بنوايا أصحابها وبضيق وعيهم وبهشاشة رؤيتهم النضالية والسياسيّة على حد سواء، فالحراك يعمل منذ يومه الأول بشكلٍ مستقلّ، بنهجٍ تطوّعي، ومن أهمّ مبادئنا الحفاظ على شكله ونهجه القائمين.
ربما لا يُعجب البعض أننا نقوم بتدويل قضية رفض التجنيد الإجباري ونطرحها على المحافل العربيّة والدوليّة والسبب الواضح هو أنّهم لم يفعلوا ذلك بدورهم يومًا فيهاجموننا بلا حق وبواسطة مزاودات فارغة وبحقد غير مبرر، ولهؤلاء نقول نحن سنستمر في تدويل قضيتنا، شاء م شاء وأبى من أبى ومن لا يُعجبه ذلك فإنّه لا يفهم في السياسة شيئًا ولم يقرأ عن سبل تحرر الشعوب شيئًا.
لقد قمنا قبل فترة بزيارة لبنان وقد أتت هذه الخطوة من أجل استمراريّة مشروع التواصل مع أهلنا الذي رفع المناضل سعيد نفاع رايته وبسببه هو يقبع اليوم في سجون الإحتلال.
ومؤخرًا وجّهت إلينا دعوة من قطر فرأينا أن نلبيها وإن وجّهت إلينا أيّ مؤسسة في عالمنا العربي دعوة لطرح قضيّة التجنيد سوف نلبيها فإنّ ما نقوله في الغرف المغلقة نقوله من على المنابر ولا نكيل بمكيالين ولسنا نحنُ من يقبض الأموال الحزبيّة من أيّ جهة سياسيّة، نحن نعمل بشفافيّة كاملة مع جمعيّة الكويكرز (AFSC) ضمن برنامج “مكافحة تفتّت الهويّة الفلسطينيّة”، وقد تلقّى المهاجمين التمويل من الجسم ذاته، ومن الممكن أنّهم لا يزالون. أمّا من لا يعرفها فليقم بالخروج من عالمه الافتراضي والدخول إلى موقع الجمعيّة الإلكتروني، ومن لديه أي اثبات يفيد بأن الحراك حصل أو يحصل على تمويل من أي جهة أخرى، فالسّاحة مفتوحة ليجاهر باثباتاته. وهنا لا بد لنا أن نثني على أعضاء الحراك والمتطوعين به فهم لا يتطوعون فقط بل يدفعون المال من جيوبهم من أجل انجاح مشاريع الحراك.
من المثير للإستهجان أيضًا أنّ من يحاولون التسلّق على مشاريعنا وعلى عملنا من أجل المصالح الشخصيّة يفعلون ذلك دائمًا بعدما نقوم بدعوتهم وبدعوة كل من يرغب بالإطلاع على عملنا إلى اجتماع مفتوح فمكان حضور الإجتماع يهاجموننا بصبيانيّة حاقدة على الفيسبوك!! وقد رأينا أن نقوم بالرد لوضع النقاط على الحروف.
لقد أطلنا الكلام ولم ننته بعد فإن كان هنالك من يعوّل على تغلّب النقاشات الداخليّة الصحيّة بين أعضاء الحراك على تماسكه وعلى صلابة بنيته فهو يبني بيوتًا ورقيّة على رمال متحرّكة.
لقد اجتمع الشباب الفلسطيني من كافة أطيافه في الداخل في القدس والضفّة والقطاع ومخيمات الشتات واضعين نصب أعينهم إسقاط التجنيد وكسر الصورة النمطيّة التي بناها الإحتلال عن العرب الدروز، وهذا الشباب سينتصر شاء من شاء وأبى من أبى فمن يظن أننا سنقوم بخطواتنا وبعملنا وفق أهوائه فليفكّر من جديد ومن تهمّه حقًّا المصلحة الوطنيّة عليه أن يكفّ عن أفعاله الصبيانيّة التي لا تخدم قضية الرافضين بشيء أو أن يشترك في مظاهرة واحدة على جبل الرافضين لا أكثر، ومن يوافق على التهجّم الفردي الذي يستهدف الحراك قيمًا وأفعالًا فليُظهر موافقته ويتبنّى التهجّم على العلن، فتكون الصّورة أوضح.
وأخيرًا، سنجوب العالم مجاهرين بمقاومتنا لمخطّط التّجنيد المستمرّ ولجميع سياسات الاحتلال، وسوف نحشد داعمين من كلّ مكان، شعوبًا لا قادة، وسنشبك أيدينا بيد كلّ من يعمل على تحقيق هدفنا في تشكيل هويّة فلسطينيّة جامعة، من أفراد وجماعات ومؤسسات فاعلة.
ارفض شعبك يحميك