المواقف الأمريكية الأخيرة تمهد الطريق للاعتراف بـ”التوحيد الاحتلالي” للقدس!

‏‏לכידה

أثارت المواقف الأمريكية الأخيرة التي تمهد الطريق لنقل سفارتها الى القدس، والاعتراف بشكل او بآخر بـ”التوحيد الاحتلالي” للمدينة، قلقا حقيقيا، خصوصا أنها تاتي وسط تحركات وتطورات اقليمية تشير الى مخطط كبير يجسده ما يسمى “السلام الاقليمي” الذي يُخشى ان يكون تصفية القضية الفلسطينية العادلة واحدة من نتائجه!
وأجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء امس السبت، اتصالا هاتفيا مع رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، وضعه خلاله بصورة أوضاع مدينة القدس، والأهمية الملحة من أجل حمايتها وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، في ظل المخاطر التي تحدق بها. ويأتي هذا الاتصال ضمن حملة الاتصالات من أجل حماية مدينة القدس. وأجرى أيضًا اتصالا هاتفيا مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، كما نقلت وكالة “وفا”.
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من عواقب المساس بالوضعية القانونية لمدينة القدس من أي طرف. وقال في تصريحات صحفية إنه “يستشعر قلقا عميقا إزاء ما يتردد عن اعتزام الإدارة الأميركية نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل”. وأكد أن “الجامعة العربية تتابع المسألة بكل تفاصيلها الدقيقة لأنها إن حدثت ستكون لها انعكاسات بالغة الأهمية ليس فقط على الوضع السياسي، ولكن أيضا على مستوى الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم”.
وقال إنه “من المؤسف أن يصر البعض على محاولة إنجاز هذه الخطوة دون أدنى انتباه لما تحمله من مخاطر كبيرة على استقرار الشرق الأوسط، وكذلك في العالم ككل”.
وأردف أبو الغيط: “سبق لنا أن شجعنا الإدارة الأميركية في مساعيها لاستئناف مسار التسوية السياسية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن اليوم نقول بكل وضوح إن الإقدام على مثل هذا التصرف ليس له ما يبرره، ولن يخدم السلام أو الاستقرار بل سيغذي التطرف واللجوء للعنف، وهو يفيد طرفا واحدا فقط هو الحكومة الإسرائيلية المعادية للسلام”.
وأشار إلى وجود اتصالات مع الحكومة الفلسطينية ومع الدول العربية لتنسيق الموقف العربي إزاء أي تطور في هذا الشأن.
مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، قال إن أحاديث كثيرة تدور هذه الأيام تستهدف رأس القدس، وإحداها أن الولايات المتحدة الأميركية تريد الاعتراف بها “عاصمة لإسرائيل”، وهي توطئة لنقل السفارة الأميركية إليها.
وأضاف الهباش خلال كلمة ألقاها في الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، نيابة عن الرئيس وبحضوره، إن الموقف الواضح للرئيس وللشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية أن هذا الأمر إن حدث (الموقف الأميركي) سيعني تدميرا شاملا لعملية السلام، ونقولها بشكل واضح إن أي تغيير يحدث على الواقع السياسي لمدينة القدس فإن العالم كله سيدفع ثمن هذا الاستهداف والتغيير.
وتابع أن القدس عاصمتنا نحن ولن نقبل بغير ذلك، وأي مشاريع بخلاف ذلك الأفضل لأصحابها أن يحتفظوا بها لأنفسهم، وهذا ليس موقفنا وحدنا هذا موقف الأمتين العربية والإسلامية، وعلى رأسهم أشقاؤنا في السعودية ومصر والأردن.
وأردف أن القدس هي البداية والنهاية في أي عملية تسوية، ولن يقبل أي عربي أو مسلم أو مسيحي بغير ذلك.
وأكد الهباش أن الرئيس بدأ عملا مضنيا مع كل العالم من اتصالات ووفود، في سبيل ابطال ما يخطط للقدس، ونحن اليوم نبني مؤسساتنا برغم أنف الاحتلال وكل ذلك في سبيل إقامة دولتنا وعاصمتها القدس الشريف.
بدوره، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس إن القدس ستبقى عربية ونرفض كل مؤامرات التقسيم، ورسالتنا للعالم أجمع سنبقى في خندق المقاومة ندافع عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية.
وأضاف ادعيس “إننا اليوم نحتفل بعيد ميلاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد أيام سنحتفل بعيد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام، وعلينا جميعا أن نتوحد ونحارب الإرهاب أينما كان فهو طاعون العصر وجريمة ضد الإنسانية”.
وأشار إلى أن أول من يجب أن يوضع حد لإرهابهم، تجار الدين الذين يستغلون الدين لخدمة مصالحهم الفئوية، ونحن نقف كلنا خلف قيادتنا السياسية لخدمة الوطن والقضية، والشعب كله اليوم مطالب بالالتفاف حول الرئيس في مواجهة التحديات والضغوطات وتمسكه بالثوابت لإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .