يا جماهير شعبنا،
تدعو القائمة المشتركة جماهير شعبنا للمشاركة في مسيرة العودة، التي تنظمها لجنة المهجرين بالمشاركة مع لجنة المتابعة، والتي تجري هذا العام في قرية الحدثة المهجرة، لتجديد العهد على التمسك بحق العودة وعلى مواصلة النضال من اجل تصحيح الغبن التاريخي، الذي لحق بشعب فلسطين.
مسيرة العودة هي صرخة حرية في وجه الظلم والطغيان، وفي وجه من سرق الأرض والوطن وارتكب المجازر وهجر الناس من قراها ومدنها وحولهم الى لاجئين، وفي هذا اليوم بالذات نعود ونؤكد: يوم استقلالكم هو يوم نكبتنا، ونحن لن ننسى ولن نغفر مهما مر الزمان، والواقع المؤلم الذي عاشه ويعيشه الشعب الفلسطيني لم ينل من ارادته ولم يضعف عزيمته في الصمود وفي التسمك بحقوقه العادلة والمشروعة في العودة والحرية والاستقلال.
واذ نواصل النضال من اجل ضمان حق اللاجئين في العودة فإننا نؤكد في هذا الإطار على العمل من اجل عودة المهجرين، الذي يشكلون أكثر من 25 بالمئة من اهلنا في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل، الى بلداتهم التي هجروا منها عام 1948. إن قضية المهجرين هي جزء لا يتجزأ من قضية اللاجئين، وهي نتاج لنكبة فلسطين، التي تعتبر واحدة من اكبر جرائم التطهير العرقي والتهجير القسري في التاريخ المعاصر، وبالتأكيد أكبر عملية سطو مسلح في القرن العشرين. في العام ٤٨ مُنع الشعب الفلسطيني من حقه بتقرير المصير، ونحن سنناضل من خلال موقعنا من أجل إحقاق هذا الحق الأكثر إنسانية بالعالم.
في مسيرة العودة لا نحيي فقط ذكرى النكبة بل نعلن تحدينا لواقع النكبة المستمر، وللمحاولات الإسرائيلية المتواصلة لمحو معالم الوجود الفلسطيني قبل 48، ولتزييف التاريخ والجغرافيا ولنشر وعي مشوه من خلال تدريس روايات مضللة, فهذا وطننا قبل النكبة وهو وطننا بعد النكبة وبعد الاستيلاء عليه، وهو راسخ لا يتزحزح في وعينا ووجداننا مهم عصفت بنا الأيام والاحداث، لن نتنازل عن حقنا في العيش الحر الكريم على ارضه وفوق ترابه.
نطالب المؤسسة الإسرائيلية بالاعتراف بالنكبة وبالمسؤولية عن الغبن التاريخي بحق المواطنين العرب والعمل على تصحيحه.
إننا نؤكد أننا لن نسمح بنكبة ثانية كالتي يجري التخطيط لها في النقب، وعلى ارضنا باقون نتحدى المصادرة والتهجير فنحن اهل البلاد الأصليين لم نهاجر الى هنا ولم نأت من الخارج. وانطلاقًا من عزة وكبرياء اهل البلاد، نتصدى للعنصرية والعنصريين، ندافع عن بيوتنا وارضنا، نتمسك بهويتنا ونطور ثقافتنا، نناضل من اجل حقوقنا المدنية والقومية والانسانية بلا هوادة. لقد افشلنا محاولات محو هويتنا وتشويهها وانهارت محاولات بناء الشخصية المسماة “العربي الإسرائيلي الجيد”، ليطلع جيل “مرفوع الهامة يمشي”.
إن استمرار اسرائيل في سياسات الاحتلال والحصار والاستيطان والتهويد والتهجير والمصادرة والقمع والاعتقال، ومواصلتها ارتكاب جرائم الحرب وقتل الأبرياء، لم تلق حتى الآن الرد المناسب من المجتمع الدولي وعليه فإننا نهيب بالقيادة الفلسطينية العمل بجدية لترجمة انضمام فلسطين الى محكمة الجنايات الدولية ليس للردع عن ارتكاب جرائم جديدة بل لطرح الجرائم السابقة بما فيها جرائم النكبة والاحتلال والحروب الاجرامية وجرائم الاستيطان والتهويد والدوس على حقوق الانسان.