د. عناية بنا – جريس: هذا البرنامج هو الاول لسلسلة ورشات ومحاضرات مهنية ستنفذّ من خلال “مختبر التخطيط الحضري في البلدات العربية“.
نظم المركز العربي للتخطيط البديل يوم الجمعة 31 كانون الثاني 2020 يومًا دراسيًا وورشة عمل في الناصرة بعنوان “صناعة المكان” – placemaking””، بالتعاون مع عيادة التخطيط الحضري في الجامعة العبرية، بمشاركة ما يقارب ثمانين مشتركة ومشترك من مهنيين وناشطين في مجال التخطيط والبناء والتطوير العمراني.
افتتحت القسم الاول من اليوم الدراسي د.عناية بنا-جريس المديرة المهنية في المركز العربي للتخطيط البديل، وقدمت نبذة قصيرة عن مفهوم صناعة المكان -“”placemaking كأداة تخطيطية بين النظرية والتطبيق، والتي يتم استعمالها في العديد من دول العالم، مشيرة الى أهمية ملائمة طرق العمل والافكار لاحتياجات مدننا وقرانا العربية، وأهمية العلاقة الوثيقة بين التخطيط والنهوض بالمجتمع. ونوهت بنا – جريس ان هذا البرنامج هو الاول لسلسلة ورشات ومحاضرات مهنية ستنفذّ من خلال “مختبر التخطيط الحضري في البلدات العربية”، وهو القسم الجديد في المركز العربي للتخطيط البديل الذي سيختص بتطوير ادوات مهنية تطبيقية لدعم جودة الحياة والتطور المديني والحضري في البلدات العربية، من خلال شراكات اكاديمية وعملية مع جهات ومؤسسات مختلفة في البلاد والخارج.
وتحدثت د. ايميلي سيلفرمان رئيسة عيادة التخطيط الحضري التابعة للجامعة العبرية، حيث قدمت شرحا حول استعمال ألية صناعة المكان “”placemaking في اسرائيل والعالم، كأداة لاعادة إحياء المدن وتحسين جودة حياة السكان، واهمية تبني مثل هذه المبادرات دمج السكان المحليين كجزء منها لضمان نجاحها.
الباحث الإسباني رامون مارادس من روّاد وقادة مبادرات صناعة المكان وهو عضو في الهيئة العالمية والاوروبية لمنتدى “صناع المكان”، عرض تجربته المميزة في مدينة فالنسيا الاسبانية، التي أعاد من خلالها إلى المدينة حيويتها وصياغة العلاقة بين السكان والمكان، مؤكدًا أن نجاح صناعة المكان يعتمد على عنصرين أساسيين، هما: مشاركة المجتمع والتفكير الإبداعي. فتوفر هذين العنصرين يمكننا من صناعة المكان بغض النظر عن الموارد المتاحة في اي مكان.
وتحدث المهندس احمد جبارين مهندس بلدية الناصرة عن المشاريع المختلفة التي تنفذها البلدية والتي تسعى من خلالها لتحسين وتطوير المدينة. واشار الى ان مبادرة وطريقة العمل ضمن “صناعة المكان” placemaking”” التي تسعى إلى طرح مفاهيم تخطيطية جديدة تلعب دورا مهما في تطور المدينة وتقدمها. ورحب جبارين بالعمل على بلورة اساليب عمل جديدة ودمجها في المشاريع والمبادرات المختلفة في المدينة، وبالذات المبادرات التي تعنى وتختص بالتجديد الحضري لأحيائها، والتي سيتم من خلالها اشراك الجمهور وجميع المعنيين بالموضوع.
أما في القسم الثاني من اليوم الدراسي فقد تم تقسيم المشاركين الى خمسة فرق، حيث قامت كل فرقة بجولة ميدانية ضمن مسار محدد في شارع توفيق زياد وشارع بولص السادس لاستكشاف المنطقة وتحديد الأماكن التي من الممكن أن تكون جزءًا من صناعة المكان والتطوير، واستطلاع رأي السكان والتعرف على احتياجاتهم.
وبعد الانتهاء من الجولات قام كل فريق بعرض ومناقشة أفكاره مع الفرق الأخرى حيث أتاح النقاش الفرصة لتبادل الأفكار والخبرات، الأمر الذي أثرى اللقاء ولاقى استحسان المشاركين. ومن الجدير ذكره أن هذا اليوم الدراسي يأتي ضمن سلسلة من الأيام الدراسية التي يعتزم المركز العربي للتخطيط البديل عقدها خلال العام والتي تهدف إلى طرح خطاب تخطيطي يجيب على احتياجات مدننا وقرانا العربية ويساهم في نموها وازدهارها.