المرحوم نعيم يوسف مخول – رجل بكل معنى الكلمة بقلم: سهيل مخول

1

في ذكرى السنة  للمرحوم نعيم يوسف مخول (أبو مُكرم)، نذكر ونتذكر الراحل ونصلي من اجله ومن  أجل جميع الاحياء والاموات. نذكر صفاته الحميدة ونتذكر وجوده بيننا، فإن لكل منا ذكريات مع الراحل سوف تبقى حية حتى بعد رحيله.

كان المرحوم نعيم مخول، رجلاً بكل معنى الكلمة، صادقاً مع نفسه ومع عائلته ومع المجتمع. عاش تسعين عاماً ، مناضلاً في شتى المجالات منذ كان طالباً في المدرسة الثانوية  في البصة ثم معلماً ناضل من أجل الحصول على العلم، ثم مناضلاً من أجل الوطن، كان فصيح اللسان، خطيباً بارعاً، في فترة الحكم العسكري، نفي المرحوم الى قرية شعب حيث فتح فيها مدرسة لتعليم الطلاب وبذلك كان السباق لافتتاح أول مدرسة في شعب وما زال أهل شعب يذكرونه بالخير وقبل عدة سنوات تم تكريمه بحفل مهيب من قِبل مجلس شعب المحلي وبحضور المعلمين  وأهل القرية.

قضى أبو مُكرم جلّ حياته في العطاء والسّخاء، كان صحفياً لامعاً، دافع عن حقوق المواطنين وتصدّى للقوانين التي استهدفت نزع ما تبقـّـى من الأراضي العربية بعد سن قانون الغائب، فكان كالسد المنيع لقانون تركيز الاراضي ، فجاب القرى والمدن موضحاً مخاطر هذا القانون.

كان من المبادرين  لبناء قرية عربية جديدة بالرغم من هدم وتهجير ما يقارب أربع مئة قرية عربية بين السنوات 1948 – 1950 ، تم اختيار موقع  باب مرج البقيعة  وموقع عطا الله لبناء القرية الجديدة.

لقد حارب الفساد في المجتمع وفي كل مكان ، انتسب لجمعية أبناء ابرشية الجليل وكان عضواً فعالا من أجل  إيجاد السبل أمام ابناء الرعية لتوفير فرص العمل والمسكن وللحد من الهجرة إلى خارج البلاد، وللحد من بيع ممتلكات الكنيسة.

كان غيوراً على الكنيسة ، وقد تبرع بسخاء لمشروع بناء كنيسة سيدة الجليل البقيعة.

كان المرحوم رجلاً بكل معنى الكلمة ، فهو رجل الموقف والكلمة، له موقف ثابت مبني على  الاخلاق الحسنة ، واذا قال كلمته احترمها ونفذها ولم يغيرها.

عرفته متزناَ يحترم الآخرين ، امتلك النخوة العربية ، وبنفس الوقت كان  مزارعاً نشيطاً ، متماشياَ مع العصر الحديث ، فكان أول من امتلك سيارة خصوصية، ثم جراراَ زراعياَ (تراكتور) منذ سنة 1956.  هو أول من أدخل  زراعة الدراق (خوخ أبو وبر) والكرز والخوخ الأوروبي واصناف اضافية بالإضافة للزراعة التقليدية الموجودة في القرى العربية في الجليل مثل زراعة التبغ .

حياة الراحل المرحوم نعيم مخول، مرت بفترات صعبة، تحملها صابراً، دون تذمر، وفي نفس الوقت كان يشعر بفرح  وآلام الآخرين، شاركم أفراحهم وأتراحهم ولم يفقد البوصلة، بقي حتى آخر يوم في حياته رجلاَ بكل معنى الكلمة  ووطنياَ أصيلاَ.

للفقيد الرحمة ولكم من بعده طول العمر.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .