تمكّن مكتب المحامين “واكيم واكيم “، المختص في قضايا الاضرار والتعويضات، من تحصيل تعويضات بقيمة ثمانية ملايين شيكل لعائلتين عربيتين من منطقة الناصرة وذلك بعد ان قُتل ابنائهما اثناء عملهما في مصافي تكرير البترول (الريفاينري ) في العام 2010 .
ووفقا لدعوى التعويضات التي تقدّم بها مكتب المحامي واكيم واكيم ، فانّ مسؤولية حماية كلا الضحيّتين، تقع على عاتق شركة مصافي البترول وكذلك على شركة المقاولات الرئيسية التي عملت في الصيانة هناك، حيث سردت الدعوى كيفية تصرّف المسؤولين ومدراء العمل هناك وعدم اكتراثهم لتحذيرات احد العمال المرحومين، ورغم تحذيره للمفتّش المسؤول عن العمل بعدم وجود أجهزة واقية تحمي من مخاطر التسمّم واستنشاق غاز سلفيد الهيدروجين وهو مركّب كيميائي يحمل الصيغه H2s وهو عديم اللون والرائحة وقابل للاشتعال ويُستخدم في التحاليل والأدوية الكيميائية.
وبالرغم من علم المسؤولين المُسبق بالمخاطر ، فانّهم لم يتّخذوا التدابير والاجراءات اللازمة والكافية لحماية العمّال في المصنع، حيث قاموا بتوجيههم للعمل على تصليح وتركيب أحد الحبّاسات في انبوب كبير يحتوي على غاز سلفيد الهيدروجين الخطير، وما كان من العمال الاّ الانصياع لأوامر المسؤولين عنهم واثناء العمل تسرّب الغاز السام الذي استنشقه المرحومان ففارقا الحياة فورا، وكان وقع مقتلهم مدوّيا، في حينه، على المجتمع عامّة والاعلام وخاصّة المجتمع العربي.
ومن الجدير ذكره ان المرحومين كانا في بداية الثلاثينات من اعمارهما، من سكّان منطقة الناصرة، متزوّجان وفي اعقاب مقتلهما في ظروف مأساويه، ترك كلٌ منهما ارملة واولادا صغار وكما جاء في لائحة الدعوى، فقد حطّمت هذه الحادثة ودمّرت عائلات بأكملها وقطعت أحلام أطفال بالكاد عرفوا آباءهم، بسبب صغر سنّهم عند وقوع الحادثة. كما وجاء في الدعوى أيضا ان وزير الصناعة والتجارة أقرّ بعد الحادثة ان مصافي البترول هي “اشبه بقنبلة ذريّة “.