الشجاع هو الجبان عن الأذى ـ القرية الدرزية الجديدة// كايد سلامة

 

1

كثيره هي الاخبار التي تتناقلها وسائل الاعلام والتي تضع  طائفتنا  في مواجهة مع الغير وكثيرا ما تكون مع أبناء شعبنا  ,منها الملفقة وأخرى المغرضة ,سببها قلة الوعي عند البعض من القيادة وتواطؤ اخرين  ،اخرها  خبر تردد على مسامعنا  يتمثل في المصادقة على أقامة قرية درزية جديدة قرب مقام نبي الله شعيب عليه السلام . واخذ كل من قادتنا ينسب هذا الإنجاز له وانه خرج الى “النور ” بفضله وبفضل  علاقاته وعمله الدؤوب استطاع ان يحقق على هذا “الإنجاز” …. …..

تتزاحم  هربا من ذهني الافكار وتضيق بفمي العبارات  عن وصف “عظمه” هذا الإنجاز و”بعد نظر” هذه “القيادة الحكيمة”  . قرية درزية جديدة مصطلح جديد يدخل تاريخنا… قرانا اعمارها مئات السنين ، اقيمت لا من اجل الرفاهية ولا لضائقه سكنيه انما لظروف قاسية ودامية وملاحقة  متكررة تهدف الى ابادت مذهب جماعية ، ورغم صعوبة الأوضاع  وقساوة المواقف  لم تطأ قدم اجدادنا ارض الغير وكانت قرانا  قريبة من بعضها  البعض من اجل مد يد العون في ساعة الضيق والتواصل فيما بينها .

 “يا قاده”: ان ما يميز القرية  ليس الا توارث العيش مع قيم خالدة ومنظومة  قوانين خاصه عبر الأجيال . أناس شاركوا بعضهم البعض السراء والضراء، كان واحدهم سند للآخر في احلك الأوقات واصعبها رغم قسوة الحياة وشح الإمكانيات , ولهم من الذكريات والقصص ما تناقلته الأجيال  من الاب للابن للحفيد عن تماسك وصلابه هذا الرباط.

“يا قاده “: كيف تتصوروا هذه القرية ان قامت ؟؟  وما هو سقف العلاقة بين أهلها ؟؟ وعلى ماذا تستند ؟؟ ومما  سيعتاشون ؟ على الفلاحة والزراعة الحديثة؟ الدولة صادرت أراضينا الموروثة هل تظنون انها ستتكرم عليكم بشبر من الأرض لهذه القرية ؟؟؟  هل تتوقعون انها ستجلب مستثمرين لبناء مصانع  فيها !!! ما يقارب ال 70 سنه لم تفعل هذا في جميع القرى الدرزية !!! .على الأرجح هذه القرية ستكون  شبه خالية من رجال الدين و الخلوة دون مريدين وستفتقر لقوانين اجتماعية قروية مبنية على أسس توحيدية كما هو حال قرانا اليوم  وهذا اهم أسباب بقائنا كطائفة صغيرة محافظه وعدم اندثارنا وانصهارنا  داخل المجتمعات الأخرى . اما اذا كان الهدف منها فقط حل الازمه السكنية  عند الدروز  فمن الأفضل ان يطالب  رؤساء المجالس والقيادة  بتوسيع المسطحات في قرانا  وإعطاء قسائم بناء للأزواج  الشابة .

 ان هذا” الإنجاز الكبير” هو محاوله الهروب من الفشل والانقسام الحاصل  في منتدى السطات المحلية ،ومن  المهام الملقاة على اكتافكم في ادارت الشؤون العامة  وتلبيه احتياجات الموطنين في  قرانا وفشلكم في سد الفجوة بيننا وبين المواطنين اليهود كما تعهدتم  .

“يا قاده”: اجدادنا  لم  يعتدوا على ممتلكات احد لم يسلبوا ارض احد …. بل حافظوا كل هذه السنين على أملاك النازحين والغائبين  من أبناء شعبنا .  قرانا كانت ملجأ آمن  للنازحين ابوسنان والبقيعه و بيت جن وجث وساجور وكفر سميع ويانوح والمغار وعسفيا ودالية الكرمل …  وكذلك كان دور كبير لقرية يركا التي استقبلت الالاف  من أهلنا  وفتحت أبوابها  لهم   وامنت لهم  المشرب والمأكل وكل احتياجاتهم . ولا انسى اهل  قريتي  ,حرفيش بحكم قربها للحدود اللبنانية كانت نقطه للعبور والعودة ساعدوا الكثير ممن نزحوا وارادوا العودة خلسه الى ديارهم . ارض سبلان ما زالت مصانة الى  يومنا هذا وشجر التوت والتين يثمر ويسقط دون ان يأكله احد لان هناك تحريم ديني يحرم الاقتراب من أملاك الغائبين, بيد ان هذه القرية المزمع بنائها هي بمثابة اية مستوطنة مبنية على ارض فلسطينية ،ويقع عليها الحرمان الديني .

 وهناك حكاية عن الشيخ علي فارس رحمه الله ابن قريه حرفيش احد ابرز مشايخ الطائفة من القرن المنصرم المتوفي في مطلع الثمانينات  وكان القيم على مقام النبي سبلان عليه السلام , قدم له احد الزائرين بعض ثمارا لتوت  فساله الشيخ عن مصدره فأجابه من تلك الشجرة في منتصف الساحة فساله الشيخ هل طلبت اذن من أصحابها وهل اوكلك احد بأرزاقه……هكذا هم مشايخنا الاجلاء وهذه وصيتهم لنا

” ليس العهد ما ترعاه يوما     لكن ما رعيت على الدوام” 

                                                                             

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .