مرة أخرى تهتز الرامة وتضرب في الصميم، تسقط ضحيتان وتفجع عائلتان والبلدة عامة، اننا اذ نعزي أنفسنا واهالي
الضحايا والرامة عامة نستنكر هذا الحادث الاجرامي، ونطالب الشرطة بالعمل الجدي للكشف عن الجناة.
سنبقى نوجه اصبع الاتهام الاول الى المسؤولين عن الأمن في دولة القانون، الى الشرطة، التي بتقاعسها تساهم في
اشتعال العنف في مجتمعنا العربي:
هذا المسلسل المتنامي في الرامة منذ حوالي ربع قرن، كم جريمة كشفت الشرطة عن فاعليها؟؟
هذا السلاح الذي يعبث في مجتمعنا العربي كله، ما هو مصدره؟ باعتراف السلطات ان مصدره الجيش! كيف يحدث هذا
في بلاد القانون؟؟
اننا نطالب البوليس بجمع السلاح حالا، نعم، اذا تريد السلطة يمكنها فعل ذلك.
نعم نحمل المسؤولية للبوليس على هذه الجرائم التي يسقط ضحيتها الأبرياء أيضا.
علينا ان نوجه اصبع الاتهام الثاني الى مجتمعنا وبلدتنا، التي كانت مركزا للعلم والنور والثقافة والحضارة، أصبحت
للأسف مركزا لجرائم العالم السفلي ، يهدد مستقبل أبنائنا جميعا.
مطلوب من أهالي الرامة، منا جميعا ان نصحو، ان تتحمل مسؤولية اختياراتها، عليها رفض هذا النهج الذي يوصل
البلدة الى هذه الايام السوداء، علينا تثقيف أبنائنا لرفض كل هذا العنف وما يرتبط به، ليس ان يتوجه الناس الى البحث
عن السلاح، حتى لو تحت باب الدفاع عن النفس! فالعنف يجر العنف والجريمة تنحدر بنا الى الخراب.
العنف يبدأ في بيوتنا ويكبر اذا سمحنا به وتغاضينا عما نسمعه، المفرقعات هي أيضا عنف، كم بالحري اذا كانت في
المدارس! القنابل الصوتية والدخانية أيضا عنف، كيف تلقى في البلدة في وضح النهار وامام اعين الناس، دون حسيب او
رقيب، ما أخطر ان تتحول هذه المشاهد الى عادية، الاجرام يبدأ صغيرا ثم يكبر.
علينا ان نتصدى لظواهر العنف وكل من يقوم به، لا أن نتصادق معه ونتودد اليه ونقلده.
وضع التربية والتعليم في البلدة في حالة صعبة جدا، ما يجري في داخل مدارسنا وتقسيمات طلابنا فيها يزيد من المخاطر
علينا جميعا، اليس التعيينات هي جزء من الاسباب، اليس سبات الناس وتعودها على كل ما يجري … بزيد الطين بلة!
على الاحزاب السياسية وقيادات البلدة الاجتماعية ان تعود وتأخذ دورها الاجتماعي وتمسك بزمام الأمور نحو الارتقاء،
ان ترفع صوتها بدون تأتأة ومواربة ومحاباة، علينا وضع الاصبع على الجرح وبجرأة.
نتفهم غضب الشباب ونقمتهم على ما يجري، لكننا نريد لهذا الغضب ان يتفجر عطاء ولحمة بين ابناء البلد الواحد بكافة
طوائفه، من اجل فعل الخير وعدم الاستسلام للشر وكأنه ققضاء وقدرق!
نرفض ان نكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمل.. ونقول: قحايد عن ظهري بسيطةق
تعالوا مدوا أيديكم لنرتقي معا نحو الأمل والنور.
8 اكتوبر 2016 جبهة الرامة الديمقراطية