د. سلمان خير *
يستدل من المعلومات التي نشرتها دائرة الاحصائيات المركزية يوم 23.04.2023 – عشية الزيارة التقليدية لمقام نبي الله شعيب عليه السلام انه خلال العقد الماضي، انخفض معدل نمو السكان الدروز تدريجياً، وفي عام 2021 بلغ %1.2, وان نسبة الولادة لدى الدروز ما زالت في تراجع مستمر وقد وصلت الى 1.94 في العام المنصرم مقابل 2.00 في عام 2021, ومقارنة الى 7.9 عام 1960 و 4.1 في عام 1990 و 3.1 أولاد في عام 2000 و 2.2 عام 2019 , ومقارنة مع نسبة المعدل العام في البلاد التي تصل الى 3.2 لدى السكان اليهود وان نسبة الطلاب الجامعيين قد تعززت وتضاعفت بشكل ملحوظ وبالأخص لدى الفتيات.
في عام 2022 ، كان هناك حوالي 42 ألف أسرة يرأسها درزي في إسرائيل ، أي حوالي 1.5٪ من مجموع الأسر في البلاد , وان 39.8٪ من طلاب المدارس الثانوية قد التحقوا للحصول على درجة البكالوريوس خلال 8 سنوات من موعد التخرج، مقابل 34.1٪ من جميع خريجي الثانوية العامة في التعليم العربي.
في عام الدراسي 2021-2022، درس 5،873 طالبًا درزيًا في جميع مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل (لا يشمل الطلاب الجامعيين في الجامعة المفتوحة), مقارنة بالعام الدراسي السابق (2021/2020) ، اذ زاد عددهم بمقدار 1.6٪.
في منظور متعدد السنوات ، زاد عدد الطلاب الدروز 3.6 مرة منذ 1999-2000 عندما كان عددهم 1.6 ألف طالب.
في العام الدراسي 2022/23 ، بلغ عدد أعضاء هيئة التدريس الدروز 3،633 مقابل 3,574 في العام الدراسي 2021/22 ، بزيادة قدرها 1.7٪.
في العام الدراسي 2021-2022 ، بلغ عدد أعضاء هيئة التدريس الدروز في مؤسسات التعليم العالي 183 مقابل 151 في العام الدراسي 2020/21 ، بزيادة قدرها 21.0٪.
في نهاية عام 2021 ، كان حوالي ربع السكان الدروز ( %24.2 ) من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-14 عام, بينما %27.6 من السكان اليهود هم من الأطفال ، و %32.7 في المجتمع المسلم – حوالي الثلث من الاطفال ، و %20.9 من السكان العرب المسيحيين – حوالي الخمس من الاطفال.
خلال عام 2020 ، وُلد 2239 مولودًا جديدًا لنساء درزيّات في إسرائيل، أي ما يعادل 1.3٪ من مجموع المواليد الجدد في إسرائيل في نفس العام, وانخفض معدل الخصوبة الكلي للمرأة الدرزية بشكل طفيف حيث بلغ في العام المنصرم الى 1.94 طفل ، مقابل 02.00 في العام الذي سبقه.
بلغ عدد السكان الدروز في إسرائيل في أواخر عام 2022 ما يقارب 150,000 نسمة , أي ما يعادل %1.6 من اجمال عدد سكان الدولة, و %7.6 من اجمال السكان العرب في البلاد.
عند قيام الدولة كان عدد السكان الدروز ما يقارب 14,500 نسمة ( دون قرى هضبة الجولان ) أي بنسبة %1.2 من اجمال عدد السكان آنذاك .
نسبة الاستحقاق للبجروت لدى الدروز أعلى منها من باقي الأقليات في الدولة, واحيانا اعلى من المستوى العام, ونسبة عدد الطلاب الجامعيين الدروز ازداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة, وتضاعف 3.2 مرة في اخر 17 سنة, وهذا انعكس فيما انعكس, على تزايد عدد أعضاء هيئة التدريس الدروز في الجامعات والكليات على مر السنين كما ورد أعلاه.
بلغ عدد الطلاب الجامعيين الدروز في السنة الجامعية 21/20 حوالي 5,780 طالب ( يدرسون في البلاد, غير الجامعة المفتوحة ) , منهم %79.8 للقب الأول , %18.3 للقب الثاني , %1.1 للقب الثالث و %0.8 يدرسون لشهادة جامعية .
من الملفت للنظر ان النساء اللواتي يدرسن للقب الأول بلغن نسبة %65.9 , و %67.4 للقب الثاني .
يقطن الدروز في 19 بلدة في الجليل الكرمل والجولان , 8 منهم غير مختلطة , واكبر بلدة فيهم هي دالية الكرمل اذ يبلغ عدد سكانها ما يقارب 17,653 نسمة (17,149 دروز ), يليها يركا 17,300 نسمة , ومن ثم : المغار 22,957 نسمة (من جميع الطوائف, منهم 13,205 دروز), بيت جن 12,011 نسمة , مجدل شمس 11,180 نسمة , عسفيا 12,503 نسمة ( من جميع الطوائف, منهم 9,625 دروز), كسرى سميع 8,825 نسمة ( 8,411 دروز ) , بقعاثا 6,619 نسمة , يانوح جث 6,699 نسمة , جولس 6,483 نسمة , حرفيش 6,419 نسمة , شفاعمرو 5,835 نسمة ( من اصل: 73,171 نسمة), البقيعة 4,600 نسمة ( من اصل 5,900 نسمة ) , أبو سنان 4,275 نسمة ( من اصل: 14,107 نسمة) , ساجور 4,285 نسمة , مسعدة 3,718 نسمة , رامة 2,445 نسمة ( من اصل 7,736 نسمة ) , عين قنية 2,100 نسمة , عين الأسد 850 نسمة و كفر ياسيف 330 نسمة, منهم 51 شخص يقطنون خارج القرية , نسبة لما ذكره لي الشيخ الصديق أبو عادل خير ملحم, امام القرية .
( عدد سكان القرى المذكورة أعلاه يعود الى إحصاء عام 2021 )
في عام 2021 ، تم تسجيل 22.5 ألف درزي في دوائر الخدمات الاجتماعية بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي, وبلغت نسبة المسجلين في صفوف الدروز ككل 152.4 لكل 1000 نسمة ، مقارنة بـ 111.1 لكل 1000 نسمة في إسرائيل ككل.
في عام 2020 ، كان معدل المدانين في محاكمات جنائية بين السكان الدروز حوالي 213 لكل 100 ألف شخص. هذا المعدل أقل بكثير من المعدل بين جميع سكان إسرائيل من غير الدروز (حوالي 240 لكل 100،000 نسمة), وكانت المخالفات الأكثر شيوعًا هي: الجرائم ضد النظام العام (26.5٪) ، والجرائم ضد الجسد (13.7٪).
هنالك علامتين فارقتين وبارزتين يجب التوقف عندهما حول المعطيات اعلاه, احداهما قلة الانجاب لدى النساء المتزوجات المعروفيات وهذا جيد وممتاز من حيث الكيف وليس الكم , وسيء من حيث عدم التزايد الطبيعي المقبول , وثانيهما التسريع في جعل الأكثرية متقدمة في السن , أي ان ذلك مع مر الزمن سيجعل الأكثرية الساحقة من المعروفيين من ” صفوف الكهلة ” وليس الشباب .
والشيء الاخر الملفت للنظر هو تزايد ملحوظ في عدد الصبايا والنساء الجامعيات اللواتي وصلن الى أماكن ودرجات مرموقة, وكانت نسبتهن ما يقارب %66 من الجامعيين الدروز, وهذا جيد كثيرا من حيث تثقيف الام الحاضنة التي بدورها تعكس ذلك على أبنائها ومجتمعها, سيما وان في العادة : ان علمت امرأة, علمت الاسرة بكاملها ومن ثم جيلا برمته, بيد هذا التفاوت في العلم بين المرأة والرجل من شأنه ان يضع بعض العراقيل وان يخلط الأوراق بين الوظائف الزوجية التقليدية المعهودة لدى بعض الأزواج من باب العادات والتقاليد, مما قد يفكك الروابط الاسرية ويبعث بها الى ادراج الرياح.
ومسك الختام , أهيب بالجميع على حد سواء بترميم جسور الثقة المتهاوية لدى البعض , والعمل الجاد والمجدي على اعادة الحرارة الى خطوط التواصل فيما بينهم, سيما وان التعاضد والتكاتف والتلاقي والتاخي والتجاسر والتوافق هم اسياد المواقف لدى أصحاب المواقف والمبادئ والثبات.
كما اطلب من الجميع, وعلى وجه الخصوص من فئة الشباب, بعدم الضرب بعرض الحائط بتلك المفاهيم والقيم والعادات والتقاليد الهامة والاساسية التي توارثناها عن ابائنا واجدادنا تحت ذرائع واهية تصب في صلبها بالتحضر ومواكبة العصر كما يدعي البعض , ومن ثم اطلب من الجميع على حد سواء بالابتعاد الكلي والشامل عن كل الدخائل والسلوكيات الغريبة التي من شأنها ان تمزق اللحمة الواحدة بين أبناء الجسد الواحد, أو ان تسيء الى مفاهيمنا ونهجنا واسلوبنا وتعاملنا الراقي والمطلوب مع البعض ومع الاخرين, وما الى ذلك. وهنا انتهز هذه الفرصة لاذكر جميع الإباء على حد سواء, أن ابنائكم يخطوا خطاكم فأجعلوها خطى استقامة وخير وعلياء.
* د. سلمان خير – البقيعة
(محام مختص في القضايا الجنائية , محاكم شؤون العائلة , قضايا التنظيم والبناء, المجالس المحلية ومحكمة العدل العليا, تل: 3640065-052 , dr.kheir@gmail.com )