“الخروف الأسود” جديد الكاتبة المُبدعة سهير شحادة

أصدرت الأديبة سهير شحادة قصّتها الجديدة للأطفال من جيل 10 إلى 12 سنة، بعنوان “الخروف الأسود”؛ عن “دار الهدى” لصاحبها عبد الفتّاح زحالقة، كفر قرع؛ رسومات عامر مغربي؛ استشارة تربويّة: الاختصاصيّة النّفسيّة، رنين فرح؛ وتدقيق لغويّ د. إياد الحاج.

تقول الخبيرة النّفسيّة، رنين فرح: “قصّة “الخروف الأسود” هي أمثولة تتّسم بالخيال الواسع، وتعكس مشاعر وأحاسيس يعيشها الفرد بشتّى المواقف والتّجارب، وهي تطرح قيمًا اجتماعيّة وتربويّة نحن في أمسّ الحاجة إليها كتقديم المساعدة، المبادرة لعمل الخير، تقدير الذّات وتقييم العلاقات مع الآخرين”.

قصّة “الخروف الأسود” تخلق عالمًا خياليًّا للأطفال، عالمًا نطمح للعيش فيه، يتمتّع بالقيم الإنسانيّة الّتي نصبو إليها، ينمّي بذرة الخير في نفوس أبنائنا، يدفعهم إلى السّموّ بقيمة العمل النّافع للنّاس، هذه القيمة الّتي اعتبرتها الرّسالات السّماويّة معيارًا لقيمة الإنسان: وكما جاء في الكتاب المقدّس:  “لا تخافوا من فعل الخير يا أبنائي، لأنّ ما تزرعونه تحصدونه أيضًا، لذلك إذا زرعتم الخير ستحصدون الخير لمكافأتكم” (الإنجيل)، “خيرُ النّاسِ أنفعُهم للنّاسِ” (حديث نبويّ)،”قيمةُ كلِّ امرئٍ ما يُحسنُ” (عليّ بن أبي طالب)، وكما يقول الشّاعر: “مَنْ يفعلِ الخيرَ لا يعدم جوازيَهُ      لا يذهبُ العُرْفُ بينَ اللّهِ والنّاسِ” (الحُطيئة).

تتضمّنُ قصّة “الخروف الأسود” قيمة مساعدة الآخرين أيضًا، في زمن تتعزّز فيه النّزعة الفرديّة، والانطواء على الذّات، والانشغال بالمصلحة الشّخصيّة على حساب دور الفرد في مجتمعه، ومشاركة الأخرين من أجل الصّالح العامّ وتقوية روح الجماعة، وهي بذلك تقوم بدور اجتماعيّ بارز وتوظّف الأدب في خدمة المجتمع فتكون جزءًا من الأدب الملتزم بقضايا النّاس وحاجات المجتمع.

إنّ القيم السّالفة تعمّق من قيمة قصّة “الخروف الأسود”، والأسلوب الّذي ابتدعته الكاتبة سهير يعكس هذه القيم في شخصيّات القصّة وسلوكهم الاجتماعيّ، إذ يحلّق الأسلوب بالقارئ في عالم الخيال غير المنفصل عن الواقع، بل المتعلّق بارتداداته بالمجتمع الّذي يحتضن هذا القارئ، فيكون الخيال بعض جماليّات الأسلوب الأدبيّ وبعض عناصر تشويقه.

تنضمّ قصّة “الخروف الأسود” إلى رصيد الأديبة سهير شحادة الأدبيّ، مضيفة قيمة جماليّة وأدبيّة إليه ليغدو أكثر غنى وتنويعًا وتشويقًا يتقدّم بتدرّج تصاعديّ يسمو بالموهبة إلى فضاء عالم الأدب لا نهائيّ الحدود كالكون الّذي يحوي كلّ المجرّات والمجموعات الشّمسيّة تسبح فيه بانتظام دقيق. إصدار مبارك، ومسيرة أدبيّة إبداعيّة غنيّة ومتواصلة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .