شارك المئات من الرجال والنساء والشباب في المسيرة التي نظمها الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية والشبيبة الشيوعية، بالتعاون مع اللجنة الشعبية وبلدية كفر قاسم، مساء يوم الجمعة، في مدينة كفر قاسم، إحياءً للذكرى الستين للمجزرة الرهيبة التي اقترفتها قوات حرس الحدود الإسرائيلي يوم 29.10.1956، وراح ضحيتها 49 شهيدًا.
وتقدّمت المسيرة أوركسترا الشبيبة الشيوعية، بالهتافات الوطنية والكفاحية، ثم سارت مجموعة كبيرة من الشابات والشبان حاملين كوفية فلسطينية طولها عشرات الأمتار، تزيّنها أسماء شهداء المجزرة. وشارك في المسيرة العديد من القيادات المحلية وقيادات الحزب الشيوعي والجبهة المناطقية والقطرية.
وشقّت المسيرة طريقها إلى قاعة المركز الجماهيري، حيث تم التوقيع على لافتة كبيرة تدعو حكومة إسرائيل إلى الاعتراف الرسمي بالمجزرة. وتولي عرافة المهرجان كلٌ من نسرين ياسين وعرين بدير ويسري العنتر، وافتُتح بنشيد بلادي بلادي الذي قدّمته الفنانة الشابة لمى أبو غانم وفرقتها الموسيقية. وقدّم سكرتير فرع كفر قاسم للشبيبة الشيوعي نسيم صرصور تحية الفرع المضيف، مؤكدًا أنّ الأجيال الشابة لن تنسى المجزرة الرهيبة ومحاولات التعتيم عليها.
- طلائع النضال محليًا وقطريًا
وكانت الكلمة المركزية للرفيق عادل عامر، الأمين العام للحزب الشيوعي، والذي حيّا الحضور، خاصًا بالذكر الرفاق القدامى من كفر قاسم ومنطقة المثلث الجنوبي، الباقين منهم والراحلين، الذين كانوا طليعة النضال في العقود التالية للمجزرة، ودفعوا أثمانًا باهظة لتمسّكهم بالموقف الوطني، والإصرار على إحياء ذكرى المجزرة. وأكّد عامر أننا سعداء حقًا بأنّ هناك إجماعًا وطنيًا في كفر قاسم وبين الجماهير العربية عمومًا والتفافًا جماهيريًا حول الذكرى، ولكن يجب ألا ننسى دور الحزب محليًا وقطريًا أيضًا، ممثلاً بالقائدين الكبيرين الرحلين توفيق طوبي وماير فلنر، في فضح المجزرة وكشف النقاب عن نوايا حكّام إسرائيل آنذاك لتهجير أهالي المثلث، استمرارًا للنكبة عام 1948.
وقال عامر إنّ المجزرة ارتُكبت في خضمّ العدوان الثلاثي، البريطاني-الفرنسي-الإسرائيلي، على مصر عبد الناصر، القائد الوطني الخالد الذي أمّم قناة السويس وحرّرها من أيدي المستعمرين. وحذّر من أنّه مثلما حاول حكّام إسرائيل وقتئذٍ انتهاز الظرف الإقليمي لضرب الجماهير العربية الباقية في وطنها، فإنها تسعى اليوم لاستغلال الأوضاع الإقليمية وما يمرّ به العالم العربي، لإنزال ضربات جديدة بهذه الجماهير. فما زال نفس الثلاثي الدنس – الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية – يتآمر على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة. وأكد الأمين العام أنّ الحزب الشيوعي، وكل القوى الوطنية والديمقراطية العربية واليهودية، سيظلّ بالمرصاد لهذا الفكر العنصري الشوفيني المعشّش في أذهان الحركة الصهيونية منذ أيام بن غوريون وحتى يومنا هذا.
وتحدث السكرتير العام للشبيبة الشيوعية، الرفيق عرفات بدارنة، فقال إنّ حكّام إسرائيل أرادوا لنا أن نكون حطابين وسقاة ماء، ولكن جماهيرنا نهضت من حطام النكبة ومن ألام المجزرة، وتحدّت السلطة وأصبحت أصلب عودًا، ولا توجد أي قوّة تستطيع إرجاعنا إلى الوراء، إلى زمن ونفسية الحكم العسكري. وأشار بدارنة إلى نشاطات الشبيبة الشيوعية التوعوية، لا سيما في مجال مناهضة العنف في مختلف القرى والمدن العربية.
وتواصلت الأغاني والأناشيد بصوت الفنانة لمى أبو غانم والجمهور الشبابي الغفير، “شدوا الهمة” و”أناديكم” وغيرها. واختُتم المهرجان بأنشودة “بكتب اسمك يا بلادي”.