فاجأ ليلة امس الجمعة مسرح الفرح بمسرحيته الجديدة “صُور” جمهور نوعي الحضور، من محلّيين وضيوف تقدمهم رئيّسا مجلس البقيعة الدكتور سويد سويد وزميله رئيس مجلس يانوح جث الاستاذ معضاد سعد، ومن اليهما من شخصيات رسمية وشعبية ومتذوقي الفن المسرحي الهادف، رجالا ونساء، تميزوا بالوجوه الشبابية، وشدهم عطاء وعمق الاداء ما قدَّمه الفنانون: محمد زين الدين، علاء سويد وايهاب خير.. فانطلقت الضحكات الجماعية العفوية وتصفيق الاعجاب بتلك الادوار الكوميدية الساخرة، مقدّمة من خلال مشاهد، قامت الفنانة اشواق عاصي بالتعريف بأسمائها من خلال لوحات تمر بها على خشبة المسرح امام المشاهدين.
تلك المشاهد التي تصور المعاناة والركض وراء المظاهر الحياتية والعامة التي تلامس المجتمع بشكل عام والمجتمع العربي خاصة. ولم تخلُ من “توابل” سياسية وهموم الحياة الزوجية والغمز واللمز ومسح الجوخ، واحيانا “الوجهنة” للمسؤولين واصحاب المراتب.. لكنها تنبض بقيمة الحياة بين الشعوب ومجمل الناس، وترنو الى واقع جميل، بعيدا عن الشوائب.
تجدر الاشارة ان المسرحية تصب بما متعارف على تسميته بالكوميديا السوداء، جرت تحت رعاية وزارة الثقافة والرياضة واحتضنها المركز الجماهيري المحلي في البقيعة وافتتحها بكلمة ترحيب بالحضور وشكر لكل من ساهم في الأمور، التقنية والعملية، مدير مسرح الفرح ومؤلف المسرحية ومخرجها الفنان فراس سويد؛ وأُخرى لرئيس المجلس المحلي الدكتور سويد سويد؛ حيث نوّه من خلالها الى دوّر مسرح الفرح وغيره من ناشطين ونشاطات على مختلف مناهلها الفنية والادبية، ليس بعيّدا عن واقع البقيعة، التي سميت بقرية الشعراء وفيها اكثر من مئة كاتب وفنان.
يذكر ايضا ان المسرحية استهلت بعرض شاشة شرائح محوسبة عن الكوارث الطبيعية العالمية وانتهت بعرض لشاشة عن “كوارت” وعنف اجتماعي من صنع الانسان؛ واختتمت العروض بتقديم باقات الورد للفنانين والازهار لكل من سهام بمثل هذا العمل الكبير وخروجه الى النور.