بحضور حشد واسع ونوعي، تميز بالوجوه الشبابية رحالا ونساء شابات وشباب، ومختلف الشخصيات الرسمية والشعبية بمن فيهم مشاركة رؤساء المجالس: د. سويد سويد (البقيعة) راضي نجم (بيت جن) ومعضاد سعد رئيس مجلس يانوح جث، وغيرهم من قامات وضيوف ورواد العِلم والمعرفة مع حفظ الألقاب والمناصب والرُتب.. غصت بهم قاعة المركز الجماهير المحلي في البقيعة، حيث شاركوا وتفاعلوا بالإصغاء والتصفيق وضحكات السرور، خلال عرض مسرحية غزيرة المضامين، حملت اسم “من تحت الأرض”، ترمي الى تثقيف الذات والعام من خلال النقد الاجتماعي والسياسي، تحاكي بلغة الواقع مختلف فئات المجتمع العربي، بسخرية وبأسلوب فكاهي هادف.. فيبعثون بـ”رسائل” و”مواعظ” و”لفّتات نظر..” من تحت الأرض لمن هم فوقها ويخاطبون مختلف الأحداث والقضايا بأسلوب مسرحي راق يمكن اعتباره، برأيي المتواضع وكمشاهد، من الكوميديا السوداء. فعلى سبيل المثال، عند مشهد استفحال العنف في الوسط العربي، وجدناهم يطلقون النار و”يتباهون” بعدد القتلى. او عند مقطع متطلبات ام العروس لاحتياجات ابنتها المقبلة على الزواج ، اذا كان من حيث تنظيم وتأثيث البيت او باي فستان يلفت نظر المرافقات لابنتها عند “طلعة العروس” حتى لو خرب بيت والد العربس؛ وغير هذا من مشاهد واحداث، الى درجة ان المُتَهم ينّقلب الى قاضٍ والقاضي يصبح متهمًا.
اعتقد بان مؤلف ومخّرَج المسرحية الفنان فراس سويد أراد ان يخاطب المجتمع العربي بمجمل انسجته الاجتماعية وميوله السياسة والحياتية بالقول: اعتبروا واتعظوا. وقد يكون هذا الامر برأيي قد اخلّ بالربط الدرامي بين بغض مشاهد المسرحية. لكن الفنانيّن إيهاب خير وعلاء سويد وزميلتهما الفنانة اشواق عاصي برعوا في الحد من هذه الملاحظة وقاموا بأدوارهم بأتم وجه.
بقي ان نذكر ان مسرحية “من تحت الأرض” جديرة بالاهتمام هادفة لا باس من الاكثار من عرضها في كل مكان وحتى في المدارس الإعدادية والثانوية.. ولا ننسى انها استهلت بكلمات ترحيبية وتشجيعية من رئيس المجلس المحلي الدكتور سويد سويد ومن البروفيسور جمال زيدان: واختتم الحفل بتكريم الطاقم والمسؤولين والعاملين، بباقات الزهور.