بقلم: شاكر فريد حسن
بين حين وآخر نسمع هرج ومرج عن أعضاء الكنيست العرب من القائمة المشتركة، فضلًا عن الشتائم والمسبات والكلام البذيء والعبارات النابية وغير اللائقة ضدهم.
وهذا طبعًا غباء واجحاف بحقهم بتحميلهم المسؤولية عن همومنا ومعاناتنا ومشاكلنا اليومية وعن كل شيء يحدث لنا ويصيبنا من عنف وقتل وشجارات وهدم بيوت وحتى الطلاقات والانفصالات الزوجية، وآخر ذلك قانون القومية الابرتهايدي الذي شرعته الكنيست مؤخرًا.
فقد امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالتغريدات والصراخ والتهجم الشخصي والمهاترات، فضلًا عن المطالبة باستقالة أعضاء القائمة المشتركة من الكنيست..!!!
وهذا يعني طبعًا اخلاء الميدان لحميدان.
والغريب والمستفز أن أكثر المتحمسين لهذه الفكرة ولهذه المواقف والمطالب هم أساتذة ومحاضرين وأكاديميين وباحثين.
فقد انبرى هؤلاء بمحاربة أعضاء القائمة المشتركة والتهجم عليهم وكأنهم مسؤواون عن سن هذا القانون العنصري، الذي يجعلنا مواطنين من الدرجة الثانية.
ان استقالة النواب العرب من الكنيست يخدم المؤسسة الصهيونية الحكومة وسياستها العنصرية القهرية والاضطهادية ومشاريعها التوسعية الرامية الى ابتلاع ومصادرة المزيد من الأراضي العريية وهدم البيوت العربية بحجة البناء غير المرخص، واقتلاعنا من أرضنا ووطننا.
ولا ريب أن حضور ووجود أعضاء القانمة المشتركة في الكنيست يخدم الجماهير العربية وقضاياها اليومية والمعيشية، ويخدم قضية شعبنا الفلسطيني، وذلك بكشفهم حقيقة نوايا المؤسسة الحاكمة وتعريتها وفضح جرائمها أمام العالم، ونجاحهم في استصدار عدد من القوانين التي تحارب العنصزية.
ويكفي أنهم استطاعوا نقل قصايانا القومية والوطنية والحياتية وطرحها في المحافل الدولية ، ولذلك فأن وجودهم يعتبر أمرًا ضروريًا وحيويًا ومهمًا، ولا يمكن التفريط به، حيث أن الكنيست تشكل منبرًا قويًا وهامًا لرفع واسماع صوتنا وصرخاتنا.
وكان نتنياهو قد صرح أكثر من مرة أن وجود أعضاء المشتركة يقض مضجعه، وكان يوم أسود عندما اعلن عن اقامة القانمة المشتركة.
وكنا نأمل من النائب زهير بهلول اعلان استقالته ليس من الكنيست، وانما من حزبه الصهيوني، الذي يتنكر لحقوقنا وحقوق شعبنا الفلسطيني، مثلما فعل من قبل عبد الوهاب دراوشة والمرحوم محمد وتد.
فعلى كل المتطاولين والمطالبين باستقالة أعضاء المشتركة، الكف عن اللغو والتشكيك والمهاترات، ولنشد على أيديهم بمواصلة النضال ضد قاتون القومية العنصري المجحف، وضد السياسة العنصرية التمييزية ضد جماهيرنا العربية الفلسطينية، صاحبة الحق التاريخي بهذا الوطن، الذي لا وطن لنا سواه.