من بيت جن الزابود وجرمقها الشامخ، اطلق مساء امس الثلاثاء، الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين- الكرمل 48، أمسية أدبية نوعية استضافها مقر جمعية الجذور في القرية، بمشاركة واسعة من أعضاء الاتحاد ومَن إليهم مِن مهتمين بالأدب والثقافة، رجالًا ونساء .. وذلك ضمن أمسية قرائيّة نقديّة أولى حول إصداري الكاتب سعيد نفاع، الأمين العام لاتحاد الكتّاب الفلسطينيين- الكرمل 48.
هذا، وأدار الأمسية والتقديم لها الشاعر أسامة ملحم، رئيس الهيئة العامة لمؤسسة الجذور وعضو الأمانة في اتحاد الكتّاب، مرحبا بالحضور فاسحًا المجال للكاتب مصطفى عبد الفتاح سكرتير الاتحاد في كلمة، أشاد بها بدور الاتحاد بترسيخ الوعي الثقافي، منوهًا الى الإنجازات الهامة المميزة التي قام بها الاتحاد خاصة في الفترة الأخيرة.
ثم كانت مداخلة نقدية شاملة للدكتور رياض مخول، عضو الأمانة، عن الثنائية الروائية “أيام الغبار” حيث تطرّق فيها إلى سيميائية العنوان وكم تكرّرت هذه اللفظة، وما القصد منها في الرواية، مشيرا إلى أن الرواية، حسب رأيه، هي رواية تاريخية سياسية يتطرق فيها الكاتب نفاع إلى حقبة هامة من المراحل التي مرّ بها شعبنا الفلسطيني في سنوات الثمانينات من القرن الماضي.
أما المداخلة النقدية الثانية فكانت لعضو الاتحاد الشاعر نصر خطيب إذ تطرق للكتاب التوثيقي “بيت جن الزابود 1987 – ملحمة جماعية”، مشيدا بهذا العمل الجبار الذي قام به الكاتب نفاع، موثقا فيه كل الأحداث، من ملفات وصور وأشعار وصمود أهالي بيت جن ومناصرة أبناء القرى الأخرى، وقد عرّج خطيب على تفاصيل وأمثلة أخرى له عايشها شخصيا في هذه الفترة.
في باب مداخلات الحضور؛ كانت هناك كلمة لرئيس مجلس عرابة الأسبق الكاتب أحمد الجربوني، متطرقا لعلاقة الصداقة التي تربطه بالمحتفى بإصداره ووقفة أهالي عرابة إلى جانب أهالي بيت جن أيام أحداث الزابود، وهذا ما أشار إليه أيضا عضو الاتحاد أحمد الصح أيضا في تعقيبه.
كذلك كانت للدكتور الناقد نبيه القاسم كلمة هامة، تحدّث فيها عن تلميذه سعيد نفاع الطالب المتمرد منذ كان في الثانوية رغم هدوئه وعن حسّه الوطني البارز الذي ظهر من مقالاته في المجلة المدرسية، كما وأثنى ناقدنا على الكاتب وتجاربه الأدبية العديدة وكتاباته القصصية والروائية ومقالاته.. تلتها كلمات ومداخلات قصيرة إشادة بدور كاتبنا وعمله السياسي ومساهماته في قرى ومدن الوطن، فقد تحدث الدكتور يوسف بشارة عن مشاركة نفاع في يوم تطوعي في مدينة الطيرة وعن مساهمته في فتح فرع للبريد هناك وتحدث المحامي حسن عبادي عضو لجنة المراقبة في الاتحاد عن دور نفاع ودعمه للحركة الأسيرة وللأسرى وتحديدا من الناحية الأدبية ومتابعة إصداراتهم.
أما عضو الأمانة واللجنة الإعلامية في الاتحاد الكاتب والشاعر فهيم أبو ركن فقد أشاد بمهنيّة وتواضع سعيد نفاع من خلال ما لمسه منه في عملهم المشترك في الاتحاد. ولحفيدتي الكاتب ميان وعنّاب كانت كلمات مؤثرة أشادتا فيها إلى دور الجد في الاهتمام بحبّ الوطن والأرض من خلال جولات يشارك بها الكاتب أحفاده.
واختتمت الأمسية بكلمة شكر من المحتفى به الكاتب سعيد نفاع، لكل من لبّى الدعوة وشارك بالأمسية التي تعدّ الانطلاقة الأولى في سلسلة أمسيات قرائية نقدية لإنتاجات أعضاء الاتحاد والتي سيكون لها متابعة في الفترة القريبة، هذا بالإضافة إلى بعض الإيضاحات الأخرى حول كتابيه.