عُقدت صباح اليوم الأربعاء مراسم الزّيارة السّنويّة لمقام سيّدنا الخضر (ع) في كفرياسيف، وسط مشاركة الآلاف من أبناء الطّائفة الدّرزيّة من الجليلين والجولان والكرمل، الّذين حضروا لإحياء الزّيارة بعد انقطاعها طيلةَ عامين بسبب آفة الكورونا.
وقام سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة بافتتاح مراسم الزّيارة عبر كلمةٍ ترحيبيّة عبّر فيها عن سعادته بملاقاة المشايخ في رحاب المقام، متطرّقًا إلى المستجدّات الطّائفيّة الأخيرة، مناشدًا مشايخَ لبنان بوحدة الصّفّ والكلمة لضمان الكيان التّوحيديّ اللّبنانيّ ومتضرّعًا بزوال المحن وآثار الحرب والدّمار عن سوريا والجبل.
هذا وتطرّق سماحته محليًّا إلى مواضيع السّاعة وخاصّة قضيّة التّخطيط والبناء، مؤكّدًا على ضرورة العمل المشترك مع منتدى السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة والحراكات الشّعبيّة من أجل تحصيل الحقوق لأبناء الطّائفة وشبابها.
هذا وشكر سماحته أهالي كفرياسيف جزيلَ الشّكر على حُسن الاستقبال ورحابة الصّدر والأصالة، وأثنى على التّعاون المثمر الّذي تشهده الطّائفة لإنجاح الزّيارة مع رئيس المجلس المحلّيّ المحامي شادي شويري الّذي خطب أمام الزّائرين مرحّبًا بهم باسم أهالي كفرياسيف.
تبعه في تقديم التّهاني أمام الحضور كلٌّ من قُدس الأب عطالله مخولي، المطران هاني شحادة، إمام جامع النّصر بلال عبد القادر، رئيس منتدى السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة ورئيس مجلس ساجور المحلّيّ السّيّد جبر حمّود الّذي تطرّق خلال كلمته إلى جدول عمل السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة بشأن تحصيل حقوق الطّائفة.
وشملت المراسم الدّينيّة بعد أداء الصّلوات عقدًا لمشاورات حول قضايا دينيّة عامّة وسط حضور كاملٍ لشيوخ كافّة القرى الدّرزيّة وفي مقدّمتهم فضيلة الشّيخ أبو يوسف صالح قضماني، الشّيخ أبو أحمد طاهر أبو صالح، الشّيخ أبو سليمان فارس شمس، الشّيخ أبو حسين هايل حلبي وسيّاس الخلوات وقضاة المحاكم الدّينيّة والأئمّة.
هذا، وبعد الانتهاء من مراسم الزّيارة، قام سماحة الشّيخ موفق طريف برفقة وفدٍ من مشايخ البلاد بزيارة إلى بيت رئيس المجلس الحاليّ المحامي شادي شويري شاكرينه على التّعاون والعمل من أجل إنجاح الزيارة، ليحلّوا بعدها في دار رئيس مجلس كفرياسيف السّابق السّيّد عوني توما حيث قدّموا له أسمى آيات التّقدير على كرم استضافته ودعوته لشيوخ الطّائفة أيّامَ الزّيارة منذ سنين.
يُذكر أنّ زيارة مقام سيّدنا الخضر (ع) في كفر ياسيف هي زيارة رسميّةٌ ومقرّرة لكافّة أبناء الطّائفة الدّرزيّة في البلاد، حيث تُغلَق خلالها جميع المرافق العامة والمؤسّسات الرّسميّة والمدارس في كافّة القرى المعروفيّة، تمكينًا لكافّة أبناء الطّائفة من تأدية مراسم الزّيارة دينيًّا واجتماعيًّا.