صدر في حيفا عن “مكتبة كل شيء” كتاب “فيلم فلسطينيّ طويل” – دليل السينما الفلسطينيّة الروائيّة الطويلة، تأليف شادي بلّان. وقد ضمّ الكتاب الذي يقع في 332 صفحة معلومات عن 73 فيلم فلسطيني روائي طويل على امتداد حوالي 150 صفحة شكّل القسم الأوّل منه، فيما تضمّن القسم الثاني استعراضًا وتحليلًا عن: تاريخ صناعة السينما الفلسطينيّة، دور عرض السينما قبل وبعد النكبة، الاستعانة بالأجانب، والعرب، والإسرائيليّين، التمويل العربيّ الأجنبيّ والإسرائيليّ، سؤال التطبيع وقضية ال مقاطع ة، إنجازات وجوائز، حجم الإنتاج والانتشار الجماهيريّ لأفلام السينما الفلسطينيّة الجديدة.
وكتب الإعلامي شادي بلّان: “حاولت في هذا الكتاب، وبمجهود شخصيي متواضع، توثيق الذاكرة السينمائيّة الفلسطينيّة الروائيّة، بهدف التعرّف إلى المراحل التي مرّ بها الشعب الفلسطيني وقضيّته، ولا سيّما في ظلّ غياب التوثيق المؤسّسيّ المُمَنْهَج، لأضع أمامكم وثيقة مرجعيّة، قد تكون مفيدة للقرّاء أو للباحثين في شؤون السينما العربيّة بعامّة، والفلسطينيّة بخاصّة”.
كتبت مقدّمة “فيلم فلسطينيّ طويل” الصحافيّة والناقدة السينمائيّة علا الشيخ (أبو ظبي): “صناعة الفيلم الفلسطينيّ لا تدخل في إطار التسلية والمتعة كحال غالبيّة المواضيع السينمائيّة حول العالم، التجاريّ منها تحديدًا، لأنّ الفيلم الفلسطينيّ لم يكن يومًا تجاريًّا، فهو يحمل النصّ، والسيناريو، واختيار الممثّلين والمكان، والإضاءة، وكلّ عناصر الفيلم، ليحكي الوطن بطريقة مغايرة. لا شكّ في أنّ تطوّر حكاية الفيلم الفلسطينيّ تحديدًا، خلال السنوات العشر الفائتة، جعلت منه محطّ أنظار الكثيرين حول العالم، واستطاعت أسماء كبيرة في هذه الصناعة أن تخترق في الحقيقة، عبر شريط، حواجز سيطرة اللوبي الصهيونيّ على الإنتاج في كثير من الأعمال، الأميركيّة بخاصّة، واستطاع الفيلم الفلسطينيّ أن يكون حاضرًا كلّ عام، وبقوّة، ليفرض رؤيته وقصّته، ويجعل العالم يراهما. وتضيف الشيخ: “تكمن أهمّيّة هذا الكتاب في أنّه يتوجّه إلى فئتين من القرّاء، الفئة الأولى الملمّة بالشأن السينمائيّ، التي عندما تقرؤه ستعيد مع كلّ فيلم مذكور مشاهد عالقة في الذاكرة، وستغصّ حينًا، وتضحك حينًا، وتبكي أحيانًا، وتزيد على معلوماتها معلومات كانت ربّما عابرة، ستستفيد منها بكلّ تأكيد. أمّا الفئة الثانية، فالقرّاء بعامّة، وهم القسم الأكبر، الذين سيدركون بعد قراءتهم الكتاب أنّ ثمّة جانب مغيّب عنهم تجب عليهم متابعته، وهنا مكمن القّوة، أنّ هذا سيغري أيّ قارئ بالتحرّك نحو السينما، ويعرف ما حدث حولها ومعها في وطنه، وسيدرك أهمّيّتها أكثر عندما يقرّر أن يشاهد الأفلام المذكورة فيه، وبذلك يمكن لهذا الكتاب أن يكون محرّكًا تجاه خلق ثقافة سينما ومتابعتها في كلّ منزل”.
الكتاب إصدار: مكتبة كلّ شيء، تحرير وتدقيق: علي مواسي، تصميم: شربل إلياس، المقدّمة: علا الشيخ، تصميم الغلاف: هيثم حدّاد وسنا جماليّة.