خلود فوراني سرية-
من وحي رسالة ترسيخ الهُوية والانتماء، وبروح التواصل والامتداد الثقافي الحضاري بين جناحي الوطن، نظم نادي حيفا الثقافي برئاسة المحامي فؤاد مفيد نقارة أمسية ثقافية لإشهار الدراسة الموسوعية “نابلس مدينة الحضارات” لصاحبها المهندس والباحث النابلسي المولد والمنشأ نصير رحمي عرفات. كانت بداية الأمسية لمسة وفاء لطيب الذكر بروفيسور بطرس أبو منّة.
تلاها بكلمة افتتاحية رئيس النادي، المحامي فؤاد مفيد نقارة فدعا وشدّد على ضرورة المحبة والاحترام بين جميع روّاد النادي، وبشكل عام. وأكد أن لقاءاتنا الأسبوعية كل خميس في نادي حيفا الثقافي، للمساهمة في توطيد أواصر الصداقة والتعارف الحضاري بين المشاركين. فبالمحبة والاحترام والصدق في العلاقات، نرقى ونتطور .
تولت بعد عرافة الأمسية الإعلامية اللامعة نضال رافع، فكان لها تقديم عذب جميل لمدينة نابلس، واصفة إياها بالعلم والحضارة والشعر..
وفي باب المداخلات حول الكتاب قدم د. جوني منصور مداخلة تناول فيها الجوانب الاجتماعية لمدينة نابلس مشيرا إلى أن عمرها ينيف عن 3500 سنة، تتميز بعمرانها، مساجدها، مقاماتها، مدارسها، كنائسها، الحمامات القديمة وأحواشها..
وعن الكتاب قال، هو ألبوم مُصوّر لتاريخ نابلس وهو شريط تاريخي وعمراني، يأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن مع التركيز على العمران.
وهو وثيقة تاريخية استطاع أن يجند الجانب المعماري والهندسي لفهم التغييرات الاجتماعية والثقافية والمعمارية التي حدثت في المدينة.
تلاه أستاذ التاريخ حسين منصور في مداخلة تحدث فيها عن مظاهر الحياة الاقتصادية في نابلس. إذ يسعى الكتاب إلى سد النقص الحاصل في الدراسات التاريخية والعمرانية بشكل عام . خاصة استخدام سجلات محكمة نابلس الشرعية التي تعطينا صورة محددة للأنشطة والفعاليات الاقتصادية والنشاط العمراني.
في الختام، ورغم منع الباحث بأمر من سلطات الاحتلال من الدخول إلى حيفا، إلا أنه كان حاضرا بيننا وبقوة بكلمته المكتوبة، المصورة والمسموعة وذلك من خلال شريط مصور للقاء حواري أجرته معه الناشطة الثقافية خلود فوراني سرية خلال زيارة للمدينة وله في مقر “مركز إحياء التراث” في نابلس، ضمن نشاطات النادي في التحضير لهذه الأمسية.
بقي أن نذكر أنه زين الأمسية معرض إعمال فنية للفنانة التشكيلية أميمة جربان ابنة قرية جسر الزرقاء.
وأقيمت الأمسية برعاية المجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني- حيفا.