افتتحت مدرسة تراسنطا، في عكا، دورة الكتابة الإبداعية، لهذا العام الدراسيّ 2017/2018، بلقاءين هامين وشائقين. كان اللقاء الأول يوم الثلاثاء الماضي 23/1/2018 ، مع د. منير توما الأديب والناقد الأدبيّ المعروف. وجاء اللقاء تحت عنوان الدورة لهذا العام وهو “الشعر”. وكان موضوع الدورة في العام الماضي هو “القصة القصيرة”. وضمن برنامج التثقيف اللا منهجيّ فإن موضوع الدورة يتغير من عام دراسيّ إلى آخر، بحيث يعطي الطالب المعلومات الأساسية عن الأنواع الأدبية المتعدّدة، ويوفر له فرصة التجريب في الكتابة بهذه الأنواع.
قدّم د. منير توما معلومات أساسية حول الشعر، قديمه وحديثه، بحيث قدّم عرضًا لمبنى القصيدة التقليدية المؤلفة بحسب بحور الشعر للخليل بن أحمد الفراهيدي، وأعطى نماذج لتقطيع أوزان الشعر بحسب تفعيلات كل بحر. ثم انتقل إلى شعر التفعيلة الذي تحرّر من بحر الشعر والتزم بإحدى تفعيلاته. وعرض كذلك للشعر الذي تحرّر من التفعيلة ومن كل وزن وقافية، هذا الشعر المسمى قصيدة النثر. ثم أعطى مهمّات كتابية إبداعية للطلاب، لكي يجربوا أنفسهم في عملية الكتابة، وقام الطلاب بعرض إبداعاتهم وأبدى هو بدوره ملاحظاته النقدية التوجيهية حولها.
وبعد عرض الأساس النظري، انطلقت الدورة في لقائها الثاني مع الشاعر د. عناد جابر الذي افتتح اللقاء بالسؤال لماذا نكتب؟ وبعد أن أصغى إلى إجابات الطلاب، عرض إجابته على هذا السؤال، وشدد فيها على الدور النقدي للكتابة الإبداعية الذي يسعى إلى رفض الواقع القائم وتغييره إلى واقع أفضل. وعرض مفهومه للشعر، وهو شاعر يكتب الشعر التقليديّ الذي يلتزم بمبنى القصيدة العربية العموديّ، ويكتب شعر التفعيلة.
وتخلل مداخلة الشاعر قراءات شعرية للشاعر، من دواوينه الأربعة. وكان الشاعر يتوقف أثناء الإلقاء ويفسّر بعض التراكيب الشعرية، والأساليب البلاغية التي يوظفها الشاعر في قصائده. وقد لاقت هذه القصائد التي قرأها الشاعر بنبرة هادئة وواثقة مفعمة بالإحساس، استحسان الطلاب وفتحت أمامهم آفاق الكتابة الإبداعية على مصراعيها.
وأخيرًا وزّع الشاعر د. عناد جابر مهمّات كتابية، استمع إليها بكل اهتمام، مبديًا إعجابه بمستوى المواهب الواعدة، وموجهًا الملاحظات النقدية التشجيعية البنّاءة للمشتركين من الطلاب. وقد حضر اللقاء الأستاذ رفيق أبو وردة والأستاذ إياد الحاج اللذان يتشاركان في الإشراف على الفعاليات الثقافية في المدرسة، وقاما بتوجيه الشكر الجزيل للشاعر د. عناد جابر على حضوره المجاني ومساهمته الجادة في تثقيف طلاب المدرسة. وقد أهدى الشاعر بعض دواوينه الشعرية لمكتبة المدرسة.