احتفال مهيب بذكرى خمس سنوات على رحيل فارس الابجدية الشاعر الكبير سميح القاسم

 

لا شك، ان روح الشاعر الاممي الكبير سميح القاسم، الراقد في مثواه على سفح جبل حيدر في قريته الرامة، كانت ترفرف مساء أول امس الاثنين، فوق تلك الجموع الحاشدة، التي غصت بهم قاعة مركز حنا مويس الثقافي، وجلس في مقدمتها مختلف الشخصيات، منهم الكاهن جورج حنا، والشيخ محمد رمال. ومن السلطة الفلسطينية، وزير الثقافة سابقا الاديب المخضرم يحيى يخّلف والدكتور الباحث اسعد عبد الرحمن، والى جانبهم رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، البروفيسور جمال زيدان المرافق للقاسم في محنة مرضه، رئيس مجلس كفر ياسيف المحامي شادي شويري، رئيس مجلس القرية المضيفة شوقي ابو لّطيّف ومن إليهم من شعراء وكتاب وفنانين.. بالإضافة لذوي الراحل القاسم، من زوجة وابناء ومختلف الاقارب والاصدقاء والمعارف، وبحضور نوعي ومميز تزركش برجالات المجتمع والعلم والمعرفة، رجالا ونساء، حيث لبوا دعوة مؤسسة محمود درويش للأبداع ومجلس الرامة المحلي ومركز حنا مويس الثقافي، احتفاءً بمرور خمس سنوات على رحيل الشاعر الكبير سميح القاسم، صفاءً واجلالا لمكانته الشعرية ودوره الادبي ونزعته الانسانية..

تولى عرافة الامسية رئيس مؤسسة محمود درويش للأبداع الكاتب عصام خوري، حيث حيا الحضور مرحبا بضيوفه وبكل المشاركين، منوها الى تعذّر وزير الثقافة الفلسطيني الروائي د. عاطف ابو سيف عن المشاركة بسبب عدم حصوله على تصريح، لكنه ارسل كلمة.. قام خوري بقراءتها،  اشار فيها الوزير الى مكانة المحتفى بذكرى رحيله وحضوره المميز على مختلف الصُعد. كما نوه ابو سيف الى مطلع نشأته الشخصية ايام الانتفاضة الاولى في مخيم جباليا قائلا، ان سميح القاسم كان يصدح معنا في ازقة المخيم تقدموا تقدموا.. فتبعث فينا الامل والتحدي.

الكلمة الاولى كانت للضيف الاديب الروائي يحيى يخّلف فقال، ان ذكرى سميح تمتد الى عمق الوطن العربي، وان اشعاره شعلة لا تنطفئ وان سميحا كان ركنا من اركان دولة فلسطين، وشعره يردد في كل زاوية ومخيم ومكان. وكان نبراسا لكل القيّم والمعاني الانسانية، ووضع القضية الفلسطينية في مركز اهتماماته. كما توقف يخّلف عند ذكرياته وصداقته مع سميح منتهيا الى القول ان المبدعين يرحلون لكن ادبهم على مختلف مناهجه باق وسميح باق كالرامة يرقد فيها لكن روحه تعانق السماء فلها السلام.

بدوره رئيس مجلس الرامة شوقي ابو لطيّف اشار الى ان سميح القاسم هو سيد الأبجدية، انحاز الى بلده وشعبه والى العمال والفقراء والمظلومين وكل الوطنيين، وسار منتصب القامة منذ نشأته الاولى، حاملا راية السلام مقاوما بالكلمة الثائرة حيث سقى بها الارض والزيتون ومجمل تراب الوطن. كما ردد ابو لطيّف بعضا من اشعار سميح.

اما رئيس لجنة المتابعة محمد بركة فقال، ان ما قاله سميح كثيرا منه ترجم الى واقع الايام، وكم نحن بحاجة، في هذه الايام الى هذه القامة، فسميح لم يجلس في الابراج بل كان متواجدا في كل زاوية ومكان. مضيفا بانه كان مرجعا للشعراء والكتاب والمواقف العقلانية. كما توقف بركة عند دور سميح بالحزب الشيوعي وعمله في صحيفة الاتحاد  ومجلة الجديد والغد وغيرها من نشرات وادبيات الحزب.. وشاعرا يعروبيا منتصب القامة  يتقن الموقف الاصيل. ايضا نوه بركة الى ما يعصف بالمجتمع العربي من عنف، وكذلك الى المهام الثقافية التي كان القاسم احد اركانها.

بدوره الدكتور الناقد نبيه القاسم قال انه يجد نفسه محرجا بالحديث عن قريبه سميح القاسم في مثل هذه المناسبات، وان رغم مرور خمس سنوات على رحيله، فمن الصعب ان يستوعب بأنه ليس بيننا. مضيفا، بانه كان شاعرا شموليا متميزا بعلاقاته الاجتماعية والانسانية ومحبوبا من الجميع. ثم مر د. القاسم على دور سميح، وفرض الاقامة الاجبارية عليه في حيفا وعمله في صحافة الحزب لجانب محمود درويش وعلي عاشور وصليبا خميس ومحمد خاص وغيرهم  متوقفا عن نوادر شظف العيش وصداقته مع ابي طوني محامي الارض حنا نقارة، وغير هذا من ذكريات واشعار طريفة كانت تدور بينهم.

الكلمة الاخيرة كانت للأستاذ عبود عازر مدير مركز حنا مويس الثقافي

فرحب بعائلة القاسم والوفد الفلسطيني ومجمل الحضور، مؤكدا على دور المركز باستضافة مثل هذه الامسيات الراقية خاصة لشخص شاعر وابن بلد وثق وقدم للرامة الكثير، كما ان مركز حنا مويس استضافه اكثر من مرة. واشار الاستاذ عاز الى ما وثقه سميح القاسم من معالم بلده الرامة، من عيون ماء واشجار زيتونها وشخصياتها وجبل حيدرها وغير هذا من معالم رفعت اسم الرامة عاليا.

يذكر ان الامسية استهلت بعارضة شرائح تلفزيونية، تناول خلالها الشعراء والكتاب وغيرهم، دور سميح الادبي والسياسي والاجتماعي ولقاءاته، ومختلف المحطات الادبية ومقتطفات من احاديثه بالكلمة والصورة وما الى هذا من مشاهِد شدت اهتمام الحضور وتصفيقهم.

هذا وألقى الفنان نبيل عازر مع موسيقى ملائمة لإيقاع القصائد، وصلة من اشعار القاسم .في حين تخلل اللقاء عزف  وغناء، لتنتهي الامسية بأغنية منتصب القامة امشي.. غناها الحضور وقوفا مع المطرب شادي دكور وشاركه بالعزف على الآلات الموسيقية المايسترو د. تيسير حداد، جريس حداد، أيال خوري واياس دكور.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .