كتبت خلود فوراني سرية
بعد عطلة شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد استأنف نادي حيفا الثقافي نشاطه يوم الخميس 21.06.18 مفتتحا موسما آخر لأمسياته بإشهار المجموعة الشعرية “أنّات وطن” الصادرة حديثا عن دار فضاءات للنشر للشاعرة سلمى جبران .
استُهلت الأمسية بكلمة افتتاحية قدمها المحامي حسن عبادي فرحّب بالحضور ثم نقل تحيات أصدقاء النادي المغتربين، الذين يتابعون نشاط النادي باهتمام وعلى رأسهم د. يوسف عراقي، الكاتبة العكية الأصل حنان بكير والكاتب العراقي محمد سيف المفتي. أكد بعدها في كلمته أننا في النادي نؤمن بالتعدديّة وحريّة الكلمة والنقد الموضوعيّ والمهنيّ البنّاء، دونَ خوفٍ أو وَجَلٍ أو مُراءاةٍ، بما يعودُ بالفائدةِ لإثراءِ أدبائنا وأدبِنا المحليِّ، وأنه آن الأوان لنتجرّأ على النصوص، للنهوض عاليًا بأدبِنا المحليّ، ولكن ندعو إلى عدم استغلال المنصّات الثقافيّة للتجريح الشخصيّ ولتصفية حسابات بين الناقد والأديب لأنّ ذلك يسيء للحركة الثقافيّة ويُعرقلها ويؤدّي إلى التحزّبات والانقسامات المقيتة.
تولت عرافة الأمسية الأستاذة رنا صبح فكانت عرافتها مهنية ولائقة بالحدث.
أما في باب المداخلات فقدمت د. كلارا سروجي شجراوي مداخلة بعنوان “الذات والوجود في أنّات وطن” تحدثت فيها عن اللغة الشعرية لدى الشاعرة وشعرها الذي يتأرجح بين حالتي الوضوح والغموض، مضيفة أنه تبدو لغتها شبيهة بلغة الرحيل المستمر باتجاه الممكن. يتملص شعرها من المعنى الواحد الواضح ويجعلنا ندخل بأجواء روح معذبة في وطن يتأرجح بين الحب والألم، فتبدو لنا الشاعرة أنها لا تملك في هذا الكون العامر إلا المنفى، فتلجأ لجوء المتصوف للخالق.
إحساسها بعذاب المنفى في وطنها يبدو طبيعيا، لذلك نجدها تقوم بعملية تعويض نفسي حين تجعل المدينة، مدينة حيفا، معادلة للوطن كأنها تريد أن تحيل القارئ إلى أصولها العائلية- قرية البقيعة الجليلية-.
وعن أنسنة الوطن كأنه إنسان يئن ويتوجع بسبب أولئك الذين فرّوا بدل المواجهة والتصدي ومن عبثية رضوخ شعبها واستسلامه الذي لمسناه في لهجتها الساخرة.
كانت المداخلة التالية لد. جهينة خطيب التي أعدت بدورها دراسة مفصلة وشاملة عن شعر سلمى. وقد استهلتها بتساؤلات حول مجموعاتها ونوهت لشعرية العنوان لديها. أما عن لوحة الغلاف في “أنّات وطن” فهي لوحة سريالية تهدف للتعبير عن العقل الباطن وهاجس الانسان والحرية لدى الشاعرة.
وأضافت د. خطيب، أن استعملت الشاعرة مصطلحات صوفية كما اتكأت على التناص بأنواعه بما فيه التناص الديني فالموروث الديني واضح لديها.
وأشارت د. خطيب لأمثلة أوضحت فيها أن “أنّات وطن” عمل يحمل الشيء ونقيضه. وأن الشاعرة تملك أدواتها الشعرية فتحركها كما تشاء، لكن يُؤخذ عليها اجترار التناص.
تلاها بمداخلة مسجلة بالصوت والصورة د. عمر عتيق من جامعة القدس المفتوحة والذي تناول بدوره مفهوم الوطن الكوني لدى سلمى التي ولدت من رجم التربية الوطنية.
قدمت الشاعرة في الختام وخلال الأمسية مقتطفات منتقاة من شعرها لاقى استحسان الجضور.
يجدر بالذكر أنه رافق الأمسية معرض لوحات للفنانة التشكيلية فادية هريش.
ومرافقة فنية موسيقية للفنان والملحن الموسيقي الياس عطالله قدم خلالها قصيدة مغناة بعنوان ” وطني” من المجموعة الشعرية.
أمسيتنا القادمة يوم الخميس 28.06.18 مع الشاعر والفنان زاهد عزت حرش في إشهار كتابيه “نثرات تشكيل فلسطينية” و” تقاسيم على جسد الوطن”. ومعرض لوحاته الفنية.
بمشاركة الإعلامي نايف خوري، الشاعر أنور سابا وعرافة الشاعر نزيه حسون.
يتخلل الأمسية فقرة فنية مع الفنان والملحن أمين ناطور .
خلود فوراني سرية