خلود فوراني سرية–
أقام نادي حيفا الثقافي مؤخرا أمسية ثقافية تكريمية للفنان عبد عابدي ابن مدينة حيفا بعنوان ” مسيرة فنان “.
افتتح الأمسية مرحبا بالحضور والمشاركين، رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة.
استعرض خلالها الأمسيات الثقافية المقبلة داعيا لحضورها.
أما عرافة الأمسية والتقديم فكان للناشطة الثقافية خلود فوراني سرية تناولت خلالها محطات في سيرة عابدي الفنية ووصفا عاما عن أسلوبه في الفن البصري وهويته الفنية فـأشارت إلى إنه فنان فلسطيني يرسم الحياة في الاستعارات البصرية، قد لا يتبع مدرسة فنية خاصة لكنه تأثر كثيرا بفنانين أوروبيين بألمانيا تحديدا، الغوتيكا الألمانية شغلته دون أن تنزع منه ذرة واحدة من حنينه وانتمائه لشرقه. تشمل مواضيعه ، الهوية، النكبة الفلسطينية والتهجير، المرأة، الفلسفة الوجودية واهتمامات أخرى.
وفي فنه، ثمة صمت يبوح بكل شيء.
أعماله فلسطينية الروح عالمية المذهب، فيها عبق كنفاني وحبيبي ودحبور وناطور ودرويش والقاسم.. حيث رسم رسومات لنصوص بأقلامهم. وبالموضوع الوطني والقومي بكل أبعاده.
فنه فوهة بندقية تطلق ألوان حياة وحرية.
وفي هذا المزيج من الفن، الجمال والسياسة، وفي كيمياء هذا الفن والعيون، تعبير رائع عن الذاكرة والتاريخ الفلسطيني. في لوحاته يقول ” نحن قضية بملامح إنسان”. وأعماله، لوحاته تحمل عناوين القضية. فتتآلف الذاكرة مع الوطن بأعمال تثير تجربة جمالية بمحتواها الجمالي الذي يتعارض مع العنصرية المقيتة والتعصب والتحامل، فنراه يرسم الأحزان بأمل يفوق الأمل ذاته.
أما في باب المداخلات فقد قدمت د. جهينة خطيب مداخلة مصحوبة بمعروضة محوسبة بعنوان، عبد عابدي واحد وستون عاما من إبداع لا ينضب. قراءة سيميائية في الفن المرئي البصري –عبد عابدي نموذجا.
قعرضت خلال مداخلتها بعض لوحات فنية للفنان في مراحل مختلفة من مسيرته وبمواضيع الهوية الفلسطينية مقابل الاحتلال، التهجير وغيرها… حيث قدمت قراءة سيمياىية للوحات وأجرت مقاربات بين اللوحات المختلفة من ناحية المضامين، العناوين الرمزية، الأبعاد وحتى اللون الفني .
تلتها الباحثة الألمانية د. غريت شوروخ، في مداخلة عن تأثر عابدي بالمناخ السياسي، الاجتماعي والثقافي في ألمانيا بصفته درس الموضوع في ألمانيا وعاش سنوات هناك متأثرا بفنانين أوروبيين ومن ألمانيا تحديدا بمن كانت معلمته وملهمته الفنانة ليئا غرونديغ.
تلاها الإعلامي نايف خوري بمداخلة عن الملامح النضالية في إبداع عبد عابدي ومما جاء فيها أن امتد نشاط عبد عابدي انطلاقًا من حيفا إلى سواها من المدن والقرى من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، واتسعت دائرة جمهوره عربيا عالميا ويجوز القول بأن معارضه التي تمّ تنظيمها في ألمانيا وهنغاريا وإيطاليا وفرنسا وغيرها الكثير، الفردية منها والجماعية، كانت شهادة أكيدة له بأنه تخطّى إلى العالمية، وإلى الفنانين المرموقين، وإلى اللا حدود، بل إلى فضاءات راسخة في قلب الفن الإبداعي. ووضع بصمته بصورة دامغة في الفن العالمي، كفنان فلسطيني يحمل هوية محدّدة وطابعًا متميّزًا وأسلوبًا منفردًا. وأصبح من غير الممكن الحديث عن الفن التشكيلي المحلي، أو الإبداعات الفنية المختلفة دون أن يكون اسم عبد عابدي مع المتقدمين بالأصعدة كافة . إنه فنان مبدع بحيث يصبح كل نشاط له بمثابة حدث فني هام.
كانت بعد ذلك فقرة التكريم فدعي للمنصة كل من المحامي فؤاد نقارة – رئيس النادي الثقافي، السيد يوسف خوري رئيس المجلس الملي الأرثوذكسي والسيد جريس خوري عضو المجلس الملّي.
فقدموا درع التكريم للمكرم متمنين له دوام الصحة والإبداع.
كانت الكلمة في الختام للمحتفى به حيث شكر القيمين على نشاط النادي ثم المشاركين على المنصة. تناول بعدها بعض المحطات في مسيرته مع الفن البصري.
يجدر بالذكر أنه تخلل الأمسية معرض أعماله الفنية.
بالتقاط الصور كان الختام و ولقاؤنا القادم يوم الخميس 04.04.19 في الأمسية الثقافية مع الأديب المقدسي عادل سالم وإشهار مجموعته الشعرية (الحب والمطر) وروايته ( الحنين إلى المستقبل). بمشاركة د. رياض كامل، د. صالح عبود، د. علا عويضة وعرافة الشاعرة آمال عواد رضوان.
يتخلل الأمسية معرض أعمال فنية للفنانة التشكيلية سماح عوض.
خلود فوراني سرية