شاكر فريد حسن
هزنا من الأعماق خبر رحيل المناضل الأممي السوري العنيد، ابن بلدة مجدل شمس في الجولان السوري، المرحوم احمد قضماني ( أبو مجيد )، الذي غيبه الموت بعد مشوار حياة زاخر بالنضالات والبطولات والنشاطات الكفاحية عن عمر ناهز 84 عاما..
ومن منا نحن الأجيال الفلسطينية لا يعرف هذا المحارب، المقاتل، المكافح، الشرس، نصير فلسطين وقضيتها العادلة.
احمد قضماني كان صاحب مواقف انسانية وطنية أممية ثورية، معنزًا بانتمائه السوري، والقومي العروبي، وهويته الطبقية والأممية وفكره التقدمي.
كان طوال الوقت في قلب المعارك وخنادق الكفاح، مدافعًا عن الحق، ومناصرًا للشعب الفلسطيني في مسيرته النضالية لأجل الاستقلال والتحرري.
عرفته السجون والمعتقلات والزنازين الاحتلالية على خلفية نشاطه في العمل الوطني الرافض للاحتلال وللهوية الاسرائيلية، واعتقل عدة مرات من قبل الاحتلال، كان أولها بعد احتلال الجولان، حيث اعتقل عام 1968، وحكم عليه بالسجن الفعلي مدة 4 شهور، واعتقل مرة أخرى في شباط عام 1973، وحكم عليه بالسجن مدة أربع سنوات ونصف. وفي الإضراب العام الكبير في الجولان المحتل رفضا للهوية الإسرائيلية التي حاول الاحتلال فرضها على المواطنين السوريين، أعيد اعتقاله مرة أخرى في العامين 1981 و 1982.
وساهم ابو مجيد من خلال كتاباته ومقالاته في صحيفة “الاتحاد” ومجلة “البيادر السياسي” المقدسية بنشر قضية الجولان المحتل، وكان ممن صاغوا الوثيقة الوطنية العام ١٩٨١ الرافضة لضم الجولان لدولة الاحتلال. وبعد ان اقفلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الابواب امام سفر الطلاب الى دمشق لمواصلة تحصياهم الاكاديمي ساهم ورتب، موضوع تلقي العلم مع جامعات الاتحاد السوفييتي، ويعود له الفضل الاكبر بتخرّج حوالي 200 جامعي من أبناء الجولان، بين طبيب ومهندس ومحام وما اليهم من اختصاصات.
احمد قضماني لم يصغر أكتافه لأحد، ولم ينكس راياته، بل كان شامخًا في حياته ومماته، وسيبقى في قلب الزمان مخلدًا، صوت النضال والمقاومة مجلجلًا متمردًا ثائرًا.
وداعًا أيها المناضل الكبير، ويا رفيق الشمس، وعهدًا أن نصون دربك حتى الخلاص والانتصار.
وما لي في وقفة الخشوع والوداع سوى القول:
مفجوع وقلبي حزين
محطم
وسهام الموت تلاحقنا
غبتَ أيها القمري
الجولاني
وأبقيت ذكرى
عابقة
وراءك سنمضي
للنهاية
وهنيئًا لمن هو في
الخلد ينعم