وماذا عن “جبهة النصرة” يا سيادة الوزير // هادي زاهر ـ عسفيا

לכידה
هل علينا هذا العام في يوم ( ذكرى الشهداء ) وزير الاستخبارات “يوفال شطاينس” وقد كانت المراسيم روتينية القى الوزير خطابًا مطولًا على غير عادة شرح فيه عن جودة الحياة في الدولة مقارنة بالحياة في الدول العربية التي يسيطر عليها الإرهاب وذكر التنظيمات الإرهابية بالاسم، غير أنه استثنى ” جبهة النصرة” التي يتم رعايتها والدفاع عنها كلما باغتها الجيش السوري والتي يتم أيضا معالجة جرحاها في المستشفيات الإسرائيلية.. إننا نقول لسيادة الوزير أن الإرهاب لا يتجزأ فأحبابكم “جبهة النصرة ” هي سيدة الإرهاب والجميع ما زال يذكر كيف قام أحد أعضائها ببقر بطن الجندي السوري وقام بأكله أمام عدسات التلفزيون فهل هذا الوحش البشري ومن لف لفه خارج الإرهاب لأنكم في تحالف مع ” جبهة النصرة” ؟!! ثم هل الإرهاب هو ما يجرى على الأرض؟ وماذا عن قتل الأبرياء بواسطة الطائرات؟
من ناحية أخرى الجميع يعلم بان السلطات المحلية الدرزية تعاني من أزمة مالية حادة وقد وعد رئيس الوزراء سلطاتنا المحلية بمبلغ 4،2 مليارد شاقل قبل الانتخابات فماذا مع هذه المستحقات هل هذه الوعود صادقة أم أنها مجرد دعاية انتخابية؟ 
نحن نسأل في ظل خروج رؤساء سلطاتنا المحلية للنضال من أجل الحصول على مستحقاتنا، ومن هنا نسأل لماذا لم يقاطع السيد وجيه كيوف والسيد رفيق حلبي مراسيم الذكرى احتجاجًا على استهتار الحكومة بالطائفة الدرزية.. لماذا لا تستغل المناسبة لإثارة هذا الموضوع ما دام الوزير يتحدث في الأمور السياسية بدلًا من حصر حديثة حول الضحايا ومواساة ذويهم.. نحن نتفهم أهالي الضحايا ونحترم مشاعرهم ونقف إلى جانبهم وفي الوقت نفسه ندعوهم إلى دعم النضال في سبيل إحقاق حقوق أهلنا كي لا تذهب دماء أبنائهم هدرًا. بحيث تحصل مجالسنا على الميزانيات اللازمة لتطوير قرانا وإقامة مناطق التطوير وتوسيع مسطحات
البناء لنمارس حياة طبيعية كباقي خلق الله، بعيدًا عن القلق الدائم
الناتج عن الملاحقات والغرامات وعدم الحصول على الكهرباء التي تحصل عليها دواجنهم من دجاج وأغنام وأبقار.
وهنا لا بد من وقفة تأمل مع كل البسطاء الذين غرر بهم لنسألهم السؤال البديهي هو: ما هو الوطن؟ أوليس هو مسقط الرأس؟ أوليس هو الأرض التي نشأنا وتربينا على ثراها ومنحناها الكثير الكثير من ذاتنا فمنحتنا من ذاتها؟ أعتقد أنه من الطبيعي أن لا يكون اعتراض على ذلك، وما دام الأمر كذلك فالأرض جديرة أن ندافع عنها بكل قوانا وذلك ضد من سحبها من تحت
أقدامنا.
وهنا.. وهنا يطرح السؤال بكل قسوة: من هو الذي سحب الأرض.. الوطن من تحت أقدامنا ودفاعًا عن أي وطن سقط شبابنا؟ بالله عليكم أجيبوا على سؤالي..
هل سقطوا شبابنا دفاعًا عن الأرض التي صادرتها السلطات الإسرائيلية.. هل سقطوا دفاعًا عن الأرض التي صادرها من يدعون حمايتها.
هل سقط من سقط شهيدًا أم ضحية للأطماع التي لم ينجو منها قريب أو بعيد.. عدو أو (صديق)
هل سقط من سقط شهيدًا أم ضحية للبساطة وطيبة القلب؟
هل سقط من سقط شهيدًا أم ضحية للأوهام والآمال التي لم تتحقق؟
هل سقط من سقط شهيدًا أم ضحية لأطماع حكام إسرائيل لتوسعية؟ ولأحلام الصهيونية الجهنمية؟
هل سقوط هؤلاء الضحايا الذين خسروا ربيع أعمرهم.. الذين تركوا الآباء في حسرة أبدية عليهم.. الذين تركوا الأمهات الثكالى اللواتي تلتهم أكبادهن أشواق لا تنطفئ ودموع لا تجف؟!!
اللذين تركوا دراستهم وآمالهم العريضة.. الذين تركوا زوجاتهم أرامل فريسة للوجع.. اللذين تركوا اولادهم يتامى لا سند يناصرهم.. اللذين تركوا خطيباتهم وهن في قمة طموحاتهن وريعان شبابهن .
هل سقوط هؤلاء أثمر لدى هذه السلطات التي تتعامل معنا كعرب من حيث التمييز والبعض يرفض أن يعتبر نفسه عربيًا انسجامًا مع سياسة مفروضة علينا وعلى شعبنا، لتقسيمنا إلى ملل ونحل ليسهل على هذه السلطات افتراسنا جميعًا وأكلنا لحمة نية.
هل سقوط الضحايا أدخل مصنعًا لقرية من قرانا ولا نريد القول أنه منحنا مناطق صناعية.
هل سقوط الضحايا دعم الزراعة فيما تبقى لنا من أشبار هنا وهناك؟
هل منحنا كمية من مياه للري لبل الغلة ولو بقطرات ونحن نراها شلالات رقراقة على مزرعاتهم؟
هل سقوط الضحايا دفع السلطات إلى الاعتراف بما تبقى لنا من مسطحات قرانا المتواضعة؟
هل سقوط الضحايا منحنا حرية التصرف بما تبقى لنا من ارض لا تسمن ولا تغني من الجوع .
والسؤال الاكثر إيلامًا:هل سقوط الضحايا منحنا امتيازًا واحدًا عن بقية أبناء شعبنا أم أنه ضاعف التمادي في المظالم؟
هل سقوط الضحايا طور البرامج التعليمية لنلحق بباقي قطاعات المجتمع الإسرائيلي..هل وهل.. وكم من هل، لا نجد من يسمعها منهم.
إننا أحياء وأموات لسياسة مبرمجة تهدف إلى إبقاء شبابنا الأحياء
(أمواتًا) في حضيض المجتمع الإسرائيلي لنبقى خدامًا في سلك الأمن والمرافق الحياتية الأخرى، ولتعود فتياتنا إلى العمل في بيوت الأغنياء منهم، “ومن لا يرى من الغربال أعمى”

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .