وقفات على المفارق مع الكتيبة الدرزيّة “الحربة” !

 

לכידה

 

الوقفة الأولى … مع الناطق العسكري.

طالعنا الناطق العسكري هذا الاسبوع ببيان وزعه على وسائل الإعلام، يبشر القراء أن إلغاء الكتيبة الدرزية “حيرف – حربة” ( كان اسمها سابقا كتيبة الأقليّات) لم يؤثر على معنويات المجندين الدروز الجدد فلم تشهد معطيات التجنيد الحالية هبوطا في رغبة شباب الطائفة في التجنيد.

ليه مين سأله من القراء؟!

عندما أعلن القائد الأعلى للجيش عن نية الجيش حلّ الكتيبة الدرزيّة، قامت قيامة “الزُّلم” ضد الخطوة وواحد من ادعاءاتهم كان، حرصا منهم على مصلحة شباب الطائفة طبعا (!) : أن هذه الخطوة ستؤثر سلبا على الرغبة في التجنيد لدى الشباب إذ سيفقدون ال-“חוויה” أن يكونوا معا، واستنجدوا بأصدقاء لهم من المؤسسة السياسيّة والعسكريّة، وجاء البيان أعلاه لهؤلاء القراء.

الجديد في الأمر وهذا ما نلاحظه في السنوات الأخيرة أن الناطق العسكري صار مجتهدا في إصدار البيانات الصحفيّة حول قضيّة التجنيد عند الدروز، هذا الأمر وحتى فترة خلت كان متروكا لل-“زُلُم” وطبقا للمقتضيات والتعليمات، أو أن الناطق العسكري لم يعد يعتمد على الزُلُم، أو خربوها إذ صاروا يخبطون خبط عشواء أمام الدراسات الأكاديميّة التي أثبتت قرف الدروز والشباب الدروز من الخدمة الإجباريّة.

الوقفة الثانية… مع البيان.

يقول البيان: ” كتيبة  “حيرف” التي خدم فيها أبناء الطائفة الدرزية حُلّت، لكن معطيات الدورة التجنيدية الحالية لم تُظهر انخفاضا في معنويات التجنيد عند أبناء الطائفة، وحل الكتيبة يعبر عن رغبة أبناء الطائفة في الاندماج في جيش الدفاع الإسرائيلي.”

الكتيبة في الجيوش هي فرقة تتكون من قرابة ال-400إلى 500 نفر، ثلاثة أرباعهم مقاتلين والربع الآخر لوجستي. لم يفدنا الناطق العسكري وبقصد بالسبب الحقيقي لحل الكتيبة، ولا حاجة بنا لذكاء خارق ولا لتواجد في الغرف المقفلة لنعرف أن الحقيقة التي تكمن وراء ذلك أنه لم يعد العدد المتجنّد من الشباب الدروز يفي بالعدد المطلوب لتشكيل كتيبة مستقلّة.

هذه النتيجة، والبيان أصلا بلغته وبنصه حول أن “الإغلاق جاء بناء على رغبة أبناء الطائفة”، هما البيّنة القاطعة لدحض فحوى البيان، فمن يسميهم أبناء الطائفة ويقصد “زعاماتها” كانت ضدّ إلغاء الكتيبة وعلى رؤوس الأشهاد وإعلاميا، وحجتهم المعلنة كانت أن الكتيبة هي عامل جذب للشباب إذ أن العلاقات الشخصيّة ورغبة الشباب الأصدقاء أن يكونوا معا تلعب دورا في الرغبة في التجنيد وإبعادهم عن بعضهم سيمس بهذه الرغبة، أما الحجة غير المعلنة فالكتيبة كانت بالنسبة لهم منبرا لتجديد الولاء، فمناسباتها العسكريّة كالتخرّج من الدورات مثلا أو غيرها كانت ميدانا لهم يعيدون ويؤكدون الولاء، وحلّ الكتيبة سيفقدهم هذا المنبر، لكن لم تكن مرة حسابات السيّد كحسابات العبد.

الوقفة الثالثة… مع أرقام البيان.

الناطق العسكري شرّق وغرّب في البيان ولتدعيم ادعائه جنّد الأرقام وكما براقش فجنى على نفسه وعلى أصدقائه (!)، فقال أن 29 متجندا من دورة شهر آب، والذين يساوون 31% من مجندي الطائفة تمّ استيعابهم في ألوية المشاة، أما أين ذهب الباقون فلم يفدنا ولكن المفهوم من أقوله ضمنا وكنتيجة طبيعية لأقواله فقد تجنّدوا لوحدات أخرى، وبغض النظر فلنسر معه رقميا، يعني كامل الدفعة هو 93 مجنّدا وحيث أن هنالك 3 دفعات سنويّا أي 279 مجندا، وكُرْمَى له سنأخذ أرقامه، رغم أن دورة آب هي بعد التخرّج من الثانويّة والأمر الطبيعي أن تكون أكبر من الدورات الأخرى، وفوق ذلك سنزيد له 200 مجند (!).

كَمْلُوا معي ! …

تعداد الطلاب الذكور في بيت جن خريجي الثاني عشر والملزمون قانونا بالخدمة 115 شابا من عدد سكان يساوي 11 ألف نسمة هم سكان البلدة، يعني عند كل الدروز 115 ضرب 11 (عدد الدروز 120 ألف مواطن) يساوي 1265 شابا ناقص (279 + 200) يساوي 786 فأين هم ؟!

أما كيف وصل وطبقا لهذه الأرقام حضرة الناطق إلى ما جاء في آخر بيانه على أن نسبة التجنيد بين الدروز نسبة عالية تصل ال80%، ففقط هو والله جل جلاله يعلمان !!!

الوقفة الرابعة…حدا ناوي يفهم ويستوعب عاد ؟!

عندما ثارت ثورة زلم السلطة على إعلان القائد الأعلى للجيش أيزنكوط قبل أشهر على نيّة الجيش حلّ الكتيبة الدرزيّة، خرج علينا الناطق ببيان وزلمه بتعقيبات “تزوبعت” الدنيا بعدهما، فكتبتُ على الفيسبوك حينها الآتي وأعيده في وقفتي هذه لعلاقته بالموضوع:

“إذا كان في خير في زوبعة الفوج الدرزي في الجيش فهو هذا…

روج أزلام السلطة أن نسبة المتجندين بين الدروز فوق ال-%80 وطبعا الإعلام العبري معيّد…ولكن المصيبة أن الإعلام العربيّ ببعض صحفييه يجتر وراءه…

الناطق الرسمي باسم الجيش اللي “الله” ما قدر يطلع منه معطيات “بِقّها” المرة، وقال أن تعداد الفوج 400 عنصر وهنالك 2300 عنصر في وحدات أخرى… ماشي وبدنا نمشي معاه ونحلف في حياته أنه أرقامه صح…

تعداد صف ال-12 في بيت جن 207 طلاب وخليه يا عمي من هذا الجيل مش عمال يتعلم 23 فقط يعني مجموع أبناء الجيل 230 منهم بنات (معفيات من الخدمة) النصف… يبقى 115 في بلد سكانها قرابة ال11 ألف يعني عند كل الدروز في 115 شاب لكل 10 آلاف مواطن ضرب 12 (عدد الدروز 120 ألف) يعني يساوي (=)  1380 شاب في سن التجنيد ضرب  أربعة أجيال (المتزامنة خدمتهم الخدمة الإجبارية 3 سنوات) = 5520 نفر.

قديش معطيات الجيش ؟!

400+2300= 2700 (وصدق الله العظيم !!!!) إحسبوها:

2700 على 5520 = %49 (وين ال%84 وال%87%) ؟!

ناوي حدا عاد يفهم ويستوعب ؟!”

هذا عدا عن أن النتائج حسب معطيات البيان الأخير أعلاه مختلفة، يعني الجماعة يخبطون خبط عشواء في مواجهة حقيقة تعدّي نسبة الرفض عند الشباب الدروز ال-%50 ومن زمان …

 

الوقفة الخامسة… مع اقتراح للناطق وزُلمُه.

أليس عيبا عليكم هذا التخبيص ؟! كيف تقبلون على أنفسكم تسويد وجه أكثر جيش أخلاقي في العالم بكذا معطيات ؟! هذه لا نقبل لكم إياها ؟!

سعيد نفاع

أواسط آب 2015

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .