كيف تخلت إسرائيل عن كبار عملائها؟

“استغلوا وجرى التخلي عنهم” عنوان تحقيق بثته القناة العاشرة، يحكي كيف تتخلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن كبار عملائها الذين شغّلتهم في السابق.

يبدو أن ذاكرة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تصبح ضعيفة جداً عندما يتعلق الأمر بعملائها الذين شغلتهم.

أمين الحاج، رجل الأعمال اللبناني أو رومينغيه، كما كان معروفاً بين أروقة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي خدمها على مدى ثلاثة عقود، وقتل العديد من الناس من أجلها، لقد كان رجلهم داخل لبنان. أما اليوم فهو مكسور لا يساوي شيئاً.

بحسب ما يقول الحاج في التحقيق فإن عمله مع الموساد بدأ بإحضار حاجات لأشخاص ومعلومات ثم سيارات وبعدها تجنيد عملاء، ليصل إلى القتل.

الحاج كان بحسب القناة العاشرة من أكبر عملاء الموساد، لم يقم بنقل معلومات استخبارية جارية فحسب بل أدار شبكة من العملاء. كما أدار شبكة دعارة في قبرص من أجل إسقاط الفلسطينيين والحصول على معلومات منهم.

يقول مشغّل أمين الحاج في الموساد إن الأخير “عمل مع الموساد ومع الشاباك وهو متورط في كل شيء، هو يعرف من يحضر لنا وكيف وأين”.

صاحب المعلومات الذهبية ورجل الموساد الذي كان حاضراً طيلة الوقت وفي كل مرة يطلب فيها للعمالة ضد شعبه، وجد نفسه اليوم مهملاً تماماً في إسرائيل.. لكنه ليس الوحيد.

رياض كنعان، أو رجل الموساد في منظمة التحرير الفلسطينية كما يعرف، هو عميل آخر قدم لإسرائيل فروض الولاء فوجد نفسه منبوذاً، بعد أن وُعد بالحصول على نصف مليون دولار من الموساد لقاء خدماته.

يقول في سياق التحقيق الإسرائيلي “تسألني كيف بدأ عملي مع الموساد، هو أمر واضح. لكن كيف انتهى؟ هذا الأهم. بعد أن قدمت لإسرائيل الخدمات طيلة سنتين نمت في الجبال والبراري والمتنزهات العامة ومن كانوا يتسابقون إلى مصافحتي في صيدا، يتنكرون لي اليوم”.

هناك الآلاف من العملاء بحسب القناة العاشرة، يعيشون الوضع ذاته. يدفعون الآن ثمن خدماتهم للموساد وملفاتهم تلفت على الرفوف.

وفق ميخائيل طوبلو أحد المحامين عن عملاء الموساد في إسرائيل، فإن هناك من توفي منهم في عمر الواحد والستين عاماً بسبب غياب العناية الطبية، لأنهم يعاملون ككلب ألقي إلى جانب الطريق”.

قصة هذين العميلين تظهر كيف تنتهي قصص التجسس لأكبر الكنوز الاستخبارية المهمة لإسرائيل في العقدين الماضيين، نهاية، تبعد بحسب معد التقرير، سنوات ضوئية عن الوعود التي تلقوها من مشغليهم.
לכידה

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .