كلارا سروجي شجرواي وميسون أسدي في مقهى نيتسا

1

الناصرة- أصدر مجمع اللّغة العربيّة، مؤخّرًا، العدد السّادس من مجلّة “المجلة” 2015، وهي مجلّة دوريّة علميّة محكّمة، تُعنى بأبحاث ودراسات في اللّغة العربيّة وآدابها.

يُشرف على المجلّة، هيئة تحرير تتألّف من: ب. سليمان جبران، ب. إبراهيم طه، ب. محمود غنايم، ب. مصطفى كبها، د. نبيه القاسم، ومدير تحريرها أ. محمود مصطفى.

ضمّ هذا العدد مجموعة مقالات ودّراسات لباحثين مختصّين، كتبها كل من: د. شلومو ألون: (المفاهيم اللّغويّة عند أبي نصر الفارابي)، د. كلارا سروجي شجراوي: (فينومينولوجيا الوعي في حكاوي المقاهي لميسون أسدي)، د. فؤاد عزّام: (بناء الأحداث في رواية صمت الفراشات لليلى العثمان)، ب.قيس فرّو: (الهويات الجّماعيّة عند النّاطقين بالضاد قبل بزوغ عصر القوميّات).

ومقالين ضمن زاوية (مراجعات في الكتب)، الأول: لد. جريس خوري، جامعة تل أبيب، حول كتاب: “فايد، وفاء كامل (2004)، المجامع العربيّة وقضايا اللّغة- من النّشأة إلى أواخر القرن العشرين، القاهرة: عالم الكتب”. المقال الثاني كتبه د.غالب عنابسة، كليّة بيت بيرل الأكاديميّة: تناول فيه كتاب د. حسين حمرة “معجم الموتيفات المركزيّة في شعر محمود درويش الصّادر عن مجمع اللّغة العربيّة في 2012”.

كما احتوت المجلّة على توضيح حول أنظمة النّشر فيها، وعلى مختصرات للمقالات باللّغة الإنجليزيّة.

وجاء في الدراسة التي أفردتها د. كلارا سروجي شجراوي: (فينومينولوجيا الوعي في حكاوي المقاهي لميسون أسدي): إن مجموعة “حكاوي المقاهي” تدفع القارئ الى دراسة فينومينولوجية (ظاهراتيّة) الوعي بالأشياء والشخصيات بهدف اكتشافها في طبيعتها الأولى قبل أن تتمرغ بتعقيدات المنطق. إن الاسلوب العفوي التلقائي، بجماليته وصدقه عند الأديبة الفلسطينية ميسون أسدي يجعل فينومينولوجيا الادراك الحسي مناسبة للتعاطي مع مجموعة حكاوي المقاهي، وباعتباره نصا يصور بتلقائية فنية “ظواهر الأمور من منظور الأنا الرّاوية أو المشاهدة.

تنجح “حكاوي المقاهي” أسلوبًا ومضمونًا في نقل رسالة الرّاوية وتجربتها الذاتية إلى جمهور القرّاء وجعلهم يرون الأشياء كجزء من تجربتهم الخاصة.

إن مقهى “نيتسا” في هدار- حيفا، الذي اختارته ميسون لموقع أحداث الكتاب، يمثل “الوجود في العالم” واختيارها لهذا المقهى له دلالته في تصوير وضع العرب الفلسطينيين في إسرائيل عن طريق نماذج لبشر بسطاء ويؤكد على علاقة الإنسان الحميمة بلغته الأم وعلى هم مشترك بين فلسطيني الداخل والخارج.

ليست الشخصيات في هذه المجموعة، أبطالا، انما هي في أغلبها من المسحوقين والمغمورين الذين تكتب عنهم الرّاوية بحساسية مرهفة وبلغة بسيطة مع ذكر تفاصيل دقيقة. هذا الأمر يجعل أسلوبها قريبًا من الكاتب الروسي القصصي، أنطوان تشيخوف.

من خلال “حكاوي المقاهي” يتم عرض شريحة للعرب الذين يعيشون في هذه المدينة من منظرو الرّواية التي تمارس الكتابة بأسلوب التجسس على الآخرين، لمتعتها الخاصة، فذلك يجعلها تعيش الحرية الانثوية بعيدًا عن كل الالتزامات القاهرة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .