قلق حذر تجاه الموحدين الدروز في القطر السوري وإيمان صادق بانتصار الحق وسلامة الجبل بقلم د.نجيب صعب – ابو سنان  

-1-1

 

  • حكمة المشايخ وهمّة الشباب في كل مكان ضمان الانتصار .
  • خسئ من ينوي ان ينال من الجبل الأشم ! ! !
  • تحية اجلال واكبار للهيئة الدينية وأعضاء البرلمان ومنتدى رؤساء المجالس المحلية على التكاتف والوحدة .
  • تكثيف التبرعات مهما كانت تزيد من التسهيل على الاخوان في محنتهم هناك .

 

   ابناء العشيرة المعروفية ,أمة التوحيد , الدروز ومثيلات ذلك من الأسماء والنعوت التي عُرفت بها الطائفة الدرزية منذ 1000 عام ونيّف من مناطق شمال افريقيا, القاهرة وغيرها , وبلاد صفد شمال اسرائيل, المعروفون بآل تراب , والتي لا تزال مراتع الأولياء والدعاة للدين الدرزي ظاهرة للعيان حتى ايامنا هذه, وكذلك في مناطق حاصبيا , والشوف في لبنان ومنطقة حلب وجبل السماق ومعقل الدروز في جبل الدروز (العرب ) في سوريا الذي صدّ الفرنسيين عام 1925 – 1927 بقيادة الزعيم المغفور له  المرحوم عطوفة  سلطان باشا الأطرش والذي سطّر التاريخ  وباعتزاز وفخر البطولات التي نقشت على صفحات هذا التاريخ على مر العصور,هذا المعقل الذي يتعرض هذه الأيام لمحنة , في غير مكانها والتي ستكون هذه المحنة كسابقاتها عبرة لمن يعتبر انشاء الله.

    ومنذ بزوغ  فجر  ابناء معروف عُرفوا ببواسل الدفاع عن الأرض والعرض والشرف , هذا ما تأصل في نفوسهم , نُقِل من الأجداد الى الآباء والأحفاد باحترام جميع الأديان وجميع الملل وكأنهم يقولون دائما

 ” الدين لله والوطن للجميع ” . ولا ندخل في هذه السطور بالتسلسلات التاريخية والأعماق الدينية.

وعن إيمان الدروز بالله تعالى وبمعتقداتهم الأخرى التي هي الركيزة العقائدية والطود الشامخ الذي بُنيت عليه سِمات وخصائل المعروفيين عبر التاريخ في الكرامة والحفاظ على الجار وإكرام الضيف والذود عن المظلوم , هذه العبارات وغيرها يشهد لها التاريخ وكل من عايشهم , وكل من جاورهم ولم يُعرفوا بعكس ذلك منذ ان قيل  من قبل الصحابة ” سلمان من آل البيت ” وحتى اليوم وإلى الأبد   “لبيك يا سلمان” !!!

وتُبيّن الأبيات التالية كم هو عميق ايمان الدروز من اقوال الشاعر نبيه سلمان فيصل اللبناني :

 

اذا الايمان حرّك فيك صوتاً                                 فقل يا نشوة  الدنيا تعالى

فبالإيمان نقطع كل درب                                    وبالإيمان نُدرك كل عالٍ

وبالإيمان نَصفح عن عدو                                 ونفصح بالجواب وبالسؤال   

وبالإيمان نمتحن النوايا                                    وننتزع الحقيقة بالجدال

وللإيمان في القلب اشتياق                                 كما يشتاق طفل للدلال     

به للصبر في البلوى مكان                                 فدنيانا تسير الى زوال

 

 

-2-

 

وبالإيمان نشفي كل جرح                                   ونستجديه في المرض العضال

فلا يخفى علينا به خفاء                                    وبرهان الكلام بالانتقال

ولا نحيا بظلمٍ في ظلامٍ                                     ولا نقضي  بذل في ضَلال

ولا نعصى على حكمٍ حكيم                                  ولا نرضى بغير الاعتدال

لغير الحق لا نُدلي بصوتٍ                                 وان ُدقت رقابنا لا نبالي

فهذا موضع الايمان  منا                                   وإنّا منه كالابن المثال

 

   وهذا الايمان هو البوصلة الرئيسية في كسر كل معتدي وبدون حق وردّه خاسراً بخفي حنين , ومن هذا الايمان يستمد المعروفيون القدرة والقوة والإرادة وبحق في صد المعتدين وإبقاء كيدهم في نحورهم وهذا انشاء الله ما سيحصده هؤلاء القتلة المجرمون .

   وقد قال الاديب الكبير الاستاذ ” مارون عبود “. .  لقد عشتُ بين هؤلاء القوم الغطاريف اكثر من ثلث قرن , فما رأيت الا رعايةً ونبلا ًوكرمَ عنصر , واشهد انني في المدة هذه لم اسمع من اجاويدهم كلمة لفظ خشنة ولا من الذين ليسوا من  الاجاويد كلمة نابية , فهم امراء الحديث وارباب اللياقة , كانت مهمتي كمدير مدرسه تستدعي  الاحتكاك, فما جاءتني  قط امرأة تشكو استاذاً ورجلٌ خرج عن مستوى الحديث المهذب , فالدرزي كما يقول مثل بلادي لبنان : ” للسيف وللضيف ولغدرات الزمان ”

حقاً هذا غضٌ من فيض  مما تحلى به بنو معروف  من السمات التي فيهم تمشياً مع الدين الدرزي والنواهي

التي نشأ عليها ابناء الطائفة الدرزية حيث ان ايمانهم بالله راسخ فيسلّمون بالقضاء والقدر ويرضون بما يصيبهم من خير وشر, الأمر الذي يقودهم دائماً الى النصر والحفاظ على الكيان والمكان الذي يعيشون فيه .

ومما قاله امير الشعراء احمد شوقي عن الدروز في هذا القبيل :

وما كان الدروز قبيل شرٍ                                  وإن ُأخذوا بما لم يستحقوا

ولكن ذادة  وقراة ضيفٍ                                    كينبوع الصفا خشنوا ورقوا

لهم جبل أشم له شعاف                                    موارد في السحاب الجُون بلقُ

لكل لبوءة ولكل شبلٍ                                        نضال دون غايته ورزق

كأن من السموأل فيه شيئاً                                 فكل جهاته شرفٌ وخلقٌ .

هذا الجبل الذي يمر هذه الايام محنةً لا دخل لهُ فيها , ولا هو السبب في ذلك وإنما  يدور في القطر السوري من فوضى وانفلات كاملين في النهج والتعامل  والاقتتال الذي ليس له مبرر في منطقه الجبل يدعو الى القلق, الحذر لعدم الاستقرار نتيجة لسفك الدماء البريئة من مختلف ابناء الطوائف الذي  يتنافى مع نواهي جميع الديانات , وكلي امل ان يتعقل هؤلاء القتلة ويدركون ان الله خلق النفس لتعيش ولا لُتقتل لأسباب غير واقعية وغير معروفةً, فالقتل  محرّم في جميع الديانات كما يعلم الجميع , .وكما يعلم الجميع ايضاً انّ كل من تخول له نفسه خوض امتحان في الجبل حتماً انه سيُدحر ويفشل فشلاً ذريعاً بإذن الله.

 

 

-3-

 

   ونحن اليوم  نشجب  كل تدخل في شؤون بني معروف طالما هم في موقف المدافع عن النفس والكيان والأرض والشرف وخاصة العرض , مهما كانت الجهة التي تهدّد يترتب عليها أن تتعقل وتتعلم من الماضي وأنّ اي  تدخل او هجوم على الجبل والمحافظة بكاملها لا يمكن أن يمر مر الكرام , فالأسود والأشبال متوّجة بالعمائم وأصحاب الكرامات ستقف سداً منيعاً امام كل اعتداء ليس لهُ مبرر , فالدروز في كل  بقعة من بقاع الارض تسلط انظارها نحو ما يدور في سوريا من اقتتال وتركّز بوصلتها على الجبل , وحفاظاً على صموده وتخليداً لتاريخه وكرامة سكانه وجميع الجوار كي لا يمس مطلقاً بأي أذى لان الامر فوق كل اعتبار .

فتحكيم العقل بدل العاطفة أمر من متطلبات الساعة الملحة , وكلي أمل أن يصحو كل من تخول له نفسه التعدي أو غزو الجبل لان هذا الجبل لم يتعدَ بالمرة على أحد , وأنه صاحب حق بالذودِ والدفاع عن الكرامة والأرض التي نشأ ونما اهله عليها ولا يمكن لأحد زحزحة المعروفيين منها وخاصةً بدون حق !!لأنّ الدروز من شيمهم البسالة والاستماتة في سبيل ألأرض والكرامة والشرف .وعدم ترك الأرض والحياض عن  الكرامة والشرف, فالأشاوس المدعومين معنوياً وإيماناً وثقةً بالله وبالإرادة التي لا يمكنها ان تلين ولا تنحني إلا لرب العالمين .

  وينبغي على جميع الفرقاء في القطر السوري التمّعُن بخطورة الأوضاع والكف عن الاقتتال واتقاء الله وتعاليمه  

  لجميع المخلوقات . 

   ومن هذه الظروف السيئة والشعور بالمسؤولية اود ان اوضح بشكلٍ جليٍّ انّ جميع الدروز , أينما كانوا في الشرق الأوسط خاصة ومختلف بقاع العالم عامةً متضامنين قلباً وقالباً مع الأخوان من منطلق حفظ الاخوان في ظل احترام جميع الفرقاء , وأنهم لا يرضون بأي ضيم  أو اساءة لإخوتهم في الجبل الأشم , خاصة وباقي نواحي القطر السوري عامةً.

   ومن هنا أرفع اسمى آيات التقدير والإكرام للإخوة بني معروف في اسرائيل على موقفهم المشرّف والمستمد من دين التوحيد وفي مقدمتهم فضيلة الشيخ ابي الحسن موفق طريف رئيس المجلس الديني الأعلى والرئيس الروحي للطائفة المعروفية والوزير السابق  صالح طريف ولفيف من الشخصيات الفاعلة في مجال الحفاظ على سلامة الجبل تباعاً وصيانة الاخوان هناك , ذلك من خلال الاتصالات السرية والعلنية والمجهودات التي بذلت وتبذل, وكذلك  اكبر اجلال واحترام لذوي الضمائر الحية والنخوة المعروفية على حملات التبرع  عند مبدأ حفظ الاخوان وطبق النحاس الذي انبعث من جديد وأثبت انه لا يزال فعالاً .

   وإلى ابناء الشبيبة الدرزية والناشئين أحلى تحية وأعمق تقدير من القلب الى جميع القلوب المعروفية الصارخة ملؤها النخوة والإحساس بالمسؤولية تجاه الاخوان هناك , اليهم أقول : علينا جميعاً ألاّ نألوا جهداً وألّا نوفر مالاً لمساعدتهم والتخفيف عنهم بقدر المستطاع في ظل الايمان العميق بالانضباط الشخصي والثقة التامة والقناعة المتناهية بأنّ المعتدي سيُصَدُّ وبكل ارادة وشراسة وقوة مستمدة من الله والأولياء والصالحين .

وهل يعلم هؤلاء القتلة الذين يتنكرون لكل امور الدين وأقوال الرسول وخاصة لما جاء في عهد سلمان الفارسي على النحو التالي :  

 

 

 

 

-4-

 

   عهد لسلمان الفارسي عليه السلام وأهل بيته والمقصود بني معروف قاطبة والذي كتبه علي بن ابي طالب ومَهَرَهُ  النبي صلعم  وابو بكر وعُمَر وعُثمان وبحضور طلحة والزبير وسعد وسلمان والمقداد وأبو ذر  وعمّار وعتبة وبلال وجماعة آخرون من المؤمنين وذلك بأمر من الرسول في شهر رجب في السنة التاسعة للهجرة النبوية .

ومما جاء فيه : ” هذا كتاب لأهل بيت سلمان : انّ لهم ذمّة الله وذمّتي على دمائهم وأموالهم في الأرض التي يقيمون فيها , سهلها وجبلها ومراعيها وعيونها . . .  ويتابع  – فقد استحق سلمان ذلك منّا لأن فضل سلمان على كثير من المؤمنين , وأنزل في الوحي عليّ :

انّ الجنة الى سلمان اشوق من سلمان الى الجنة , وسلمان من اهل البيت فلا يخالفنّ احد هذه الوصية

فيما امرت به من الحفظ والبر لأهل بيت سلمان وأقاربهم ومن اسلم منهم ومن أقام على دينه “.

” فأين هؤلاء الكفرة من هذا ؟ وأين هم من أقوال الرسول ؟, واين هم مما انزل في القرآن الكريم ؟ وهل كل هذا يتجاهلونه ؟ ومن يخالف ويكفر في كل هذا وغيره مصيره حتماً الى الانكسار والضياع في نهاية المطاف, بدون ريب هذا حليفهم, وما من شك ان امة التوحيد تعتز بعبارة ” لبيك يا سلمان ” !!! فلا عجب بذلك الى يوم الدين.   

   وليعرف القاصي والداني  انّ الطائفة الدرزية تعلم علم اليقين واستناداً الى وثائق دُوًّنت قبل اكثر من 1000 عام ومنها بالتحديد ما كتب عام 745 للهجرة بأنّ ما يدور منذ بضعة سنين في العراق وبلاد الشام كان قد تنبأ

به في السنة المذكورة ابن يوسف الموصلي المسعودي  . . . حيث طلب منه تلامذته  نصيحة , فأجابهم بقصيدة محفوظة لديّ, حيث نوّه فيها الى ماذا سيحدث في العراق والشام مستقبلاً وأنّ قسماً كبيراً منها نشهده في الوقت الحاضر, ويستعرض فيها وبإسهاب معظم ما يحدث وعلى يد من في بعض الكلمات المذكورة  والمقصود القتلة , وهذا ليس غريباً على الموحدين الدروز الذين يعلمون ذلك ويعتقدون بإيمان راسخ لا غبار عليه انّ النصر للموحدين على كل من يحاول التعدي عليهم , ويعتبرونه ايضاً بالقضاء والقدر بدون وجل بحكمة المشايخ الأجلاء وبهمة الشباب وبتعاضد أبناء التوحيد ونواياهم وإيمانهم ووحدتهم اينما كانوا بعون الله لا يمكن ان يصابوا بأذى والنصر حليفهم على كل معتدي بحفظ الله عز وجل ورعايته .

      والاجتماعات واللقاءات المستمرة وحملات التبرع والمسيرات التي تتخللها الأناشيد الحماسية والشعبية التي تجوب قرى بني معروف ليل نهار والتي ترفرف فوقها وعلى المنازل الأعلام الدرزية البهية التي تحمي رموزها جميع ابناء التوحيد في كل مكان , وما هي الا انطلاقاً من الاجتماع الطائفي الذي دعا اليه فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في مقام سيدنا الخضر عليه السلام في كفرياسيف في الثالث من حزيران الجاري .وبالتعاون والتنسيق الكامل مع القيادة الزمنية من أعضاء كنيست ورؤساء مجالس محلية وممثلين لشرائح ابناء الطائفة .    

 

 

 

 

 

 

 

-5-

 

   وأخيراً وليس آخراً يترتب على هؤلاء القتلة ان يراجعوا ويُلملموا الأوراق بجدّية ويتيقنوا انّ عليهم عدم الإقدام على المس بأي درزي اينما كان , في سوريا بشكل خاص وفي اي مكان كان , لأنّ الأمر يتطلب التفكير ملياً والكف عن جميع المحاولات الخفية والعلنية وعدم المس بجبل الدروز (العرب) الذي يعتبر من مقدسات القطر السوري وخاصة في الوصول الى الاستقلال السوري , وبالتوحيد والإيمان الصادق والإرادة الحديدية , والصلابة في المواقف الايجابية من باب عدم الاعتداء على احد , إلا انّ الأمر يتطلب رد الصاع صاعين في حال تعرض الاخوان الى اي تعدي وتلقين المبادرين درساً لا يُنسى .

   وتحية معروفية توحيدية الى مشايخنا الاجلاء في جبل الدروز (العرب) سماحة المشايخ :

ابو سلمان حكمت الهجري , ابو اسامة يوسف جربوع , ابو وائل حمود الحناوي , ابو حسن موفق طريف في اسرائيل والمشايخ الأجلاء في لبنان والأردن على الهّبة الدينية التوحيدية الواحدة , يداً واحدة كلمة واحدة حيث انتصار الجبل وسلامته فوق كل اعتبار .

   وكل التقدير والاحترام نَكِّنُ للقيادة الدينية والزمنية والسياسية على وحدة الصف والتنسيق الكامل وتقييم الخطى والفعاليات , وضمان نجاعة العمل على الصعيد المحلي في اسرائيل والشرق اوسطي مع الاردن والسلطة الفلسطينية ودولياً مع الولايات المتحدة رئيسة التحالف في المنطقة .

   وما من شك انّ الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه وإلى بقاء الجبل شامخاً مرفوع الرأس صامداً وصاداً لكل اعتداء حالياً ومستقبلاً بإذن الله .    

           

  

 

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .