في ذكرى مجزرة صبرا  وشاتيلا مظاهرة معليا استنكارا وتضامنا

 

 

%d7%9c%d7%9b%d7%99%d7%93%d7%94الياس ابو عقصة

تمر في هذه الايام الذكرى ال34 لمجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان .وفي هذه المناسبة اريد استرجاع الذاكرة والتذكير لدور معليا المتضامن مع ابناء شعبنا وتنديدا بتلك المجزرة الرهيبة .عدت الى ارشيفي الخاص ووجدت عدد كبير من الصوروالوثائق التي وثقتها يوم 22-9-1982 اثناء انطلاق المسيرة .

كانت المجزرة  بحق أبناء المخيم لمدة ثلاثة أيام وهي 16-17-18 أيلول سقط خلالها عدد كبير من الشهداء من رجال وأطفال ونساء وشيوخ من المدنيين العزل، غالبيتهم من الفلسطينيين، فيما سقط أيضا خلال المجزرة لبنانيون، وقدر عدد الشهداء وقتها بين 3500 إلى 5000 شهيد من أصل عشرين ألف نسمة كانوا يسكنون صبرا وشاتيلا وقت حدوث المجزرة.

بدأت المجزرة بعد ان طوق الجيش الإسرائيلي بقيادة وزير الامن آنذاك أرئيل شارون، ورافائيل ايتان، وارتكبت المجزرة بعيدا عن وسائل الإعلام، واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم، وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة وقام الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي وقوات حزب الكتائب بقيادة ايلي حبيقة بمحاصرة مخيمي صبرا وشاتيلا وتم إنزال مئات المسلحين بذريعة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني بينما كان المقاتلون الفلسطينيون خارج المخيم في جبهات القتال(بعد حصار بيروت سنة 1982) ولم يكن في المخيم سوى الأطفال والشيوخ والنساء وقام المسلحون بقتل النساء والأطفال، وكانت معظم الجثث في شوارع المخيم ومن ثم دخلت الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل لإخفاء الجريمة.

وعلى أثر المجزرة أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا  أن يرأس اللجنة بنفسه، وسميت ‘لجنة كاهان’، وأعلنت اللجنة عام 1983 نتائج البحث.

وأقرت اللجنة أن وزير الجيش الإسرائيلي شارون يحمل مسؤولية غير مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها ولم يسع للحيلولة دونها، كما انتقدت اللجنة رئيس الوزراء مناحيم بيغن، ووزير الخارجية اسحق شامير، ورئيس أركان الجيش رفائيل ايتان وقادة المخابرات، موضحة أنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أو لإيقافها حينما بدأت.

اثر ذلك اجتمع مجلس معليا المحلي في حينه ,وقرر القيام بعدة نشاطات استنكارا للمجزرة,ومنها اقامة قداس وجناز خاص في الكنيسة لروح الشهداء ثم القيام بمسيرة مع كشافة القرية والاعلام السوداء بقيادة  رئيس واعضاء المجلس المحلي (الياس ليوس) وكاهن القرية في حينه الاب فيلبس العبد ,تتجه الى المقبرة للصلاة هناك ثم تستمر الى المركز الثقافي للمهرجان الشعبي والقاء الكلمات.

وهذا ما نفذ بحذافيره في يوم 22-9-1982 في معليا

فيما يلي صورة الخبر الذي نشرته جريدة الاتحاد. ثم كلمة الياس ابو عقصة في المهرجان وصور المظاهرة ..اردت بذلك توثيق هذا اليوم الناصع في تاريخ معليا ,وخاصة بعد التصدي للاستيطان وسلب الارض في العام 1979. وكذلك لتكون منارة للاجيال الناشئة ونبراسا لها .

 

 

كلمة الياس ابو عقصة في المهرجان التأبيني لشهداء صبرا وشاتيلا المنعقد في معليا يوم 22-9-1982.

ايها المشيعون الكرام!

ايتها الارواح الطاهرة,التي ابت الايدي الآثمة الا ان تبعث بك الينا لننشقها ونشم رائحتها الزكية لكي نحرسها في قلوبنا وضمائرنا ومشاعرنا الى الابد,ولنتنفسها في الليلة الظلماء.

ان الدم الزكي الطاهر الذي جرى في مجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت على يد فاشست سني الثمانين في اواخر القرن العشرين,جرى مكملا لنهر اللآم والدموع والدماء الذي بدأ في سنوات الثلاثين ضد جزء من شعبنا الفلسطيني,ومر عبردير ياسين وكفر قاسم واخواتهما,حتى يروي الاوطان التي اشتاقت لاهلها , وحتى تنمو الزهرة الحمراء في شرقنا العزيز.هذه الزهرة التي قطعتها في سني ال48 نفس اليد التي حاولت قلعها في صبرا وشاتيلا,لكن جذورها عميقة عميقة في قلوبنا وضمائرنا ولن تطالها يد الغدر الفاشية,فهي الزهرة التي تكبر وتكبر حتى تسمى دولة فلسطين من جديد.

لقد حاول حكام دولة ما في اوروبا افناء شعوب برمتها عن طريق القتل والحرق والخنق والذبح والنحر لكنهم عجزوا, وفاشست الثمانينات في القرن العشرين لم يتعلموا دروس اترابهم ولكنهم سيفشلون ويعجزون ايضا.

يا شهداء فلسطين !

انه يوم عظيم حين تسجلون بدمائكم اروع صفحات لاروع تاريخ لهذا الشعب العظيم الذي سار في طريق الآلام .انه يوم عظيم حين تطارد ارواحكم القتلة والجزارين حتى لا يتجرأوا على اقامة لجنة تحقيق.

العالم كله يقف اليوم اجلالا لصمود شعبنا رغم آلامه ومحنه,لانه شعب تمسك بالحياة الكريمة الشريفة على ارضه حرا مستقلا,ولن يطول ذلك اليوم الذي سينزع به دولته المستقلة من انياب الذئاب الجارحة.

اننا كجزء من شعبكم ايها الشهداء نقسم امام ارواحكم الزكية ان نكمل المشوار,انها وصيتنا لابنائنا كما كانت وصية آبائكم لكم.

ان ايدي الزمرة الفاشية الحاكمة في اسرائيل ,ملطخة بدمائكم ودموعنا ودمائنا وآلامنا,ولكنها ستقطع بعد ان تشل.

ايها الاخوة,لا عزاء لنا وان شئتم فاننا نعزي بعضنا بعضا,لاننا من بيت المغفور لهم ومن لحمهم ودمهم.

لن نغفر للجزارين ولن ننسى ما اقترفوه ولن نسمح لهم بان يطولوا شعرة منا ,فبيروت وصبرا وشاتيلا علمونا .

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .